الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

سكان طهران يشكون من الضغوط الاقتصادية و"الحياة البالغة الصعوبة"

المصدر: " ا ف ب"
سكان طهران يشكون من الضغوط الاقتصادية و"الحياة البالغة الصعوبة"
سكان طهران يشكون من الضغوط الاقتصادية و"الحياة البالغة الصعوبة"
A+ A-

بقيت شوارع طهران بعيدة نوعا ما عن التظاهرات التي تشهدها مدن اخرى في ايران، لكن لا يزال لدى سكان العاصمة كثير من الشكاوى التي يطالبون الحكومة بالتحرك لمعالجتها.

وتقول فرزانه مرضية (42 عاما) ام لولدين "الحياة صعبة جدا. نرزح تحت عبء الاسعار المرتفعة. زوجي موظف حكومي لكن راتبه لا يكفي لسد احتياجاتنا".

وتضيف ان معظم افراد اسرتها يعملون في مصنع للسجاد في بلدة كاشان التي تبعد 250 كلم جنوب طهران، لكنهم خسروا جميعا وظائفهم مؤخرا.

وتوضح ان "صاحب المصنع غير قادر على شراء الخيوط للسجاد فصرف الجميع. كيف لهم ان يعيشوا؟".

ويمكن سماع هذه الرواية في مختلف انحاء ايران التي تسعى للخروج من سنوات من سوء ادارة اقتصادية وعقوبات دولية انهكتها.

مساء الاحد، استمع اهالي طهران لكلمة الرئيس حسن روحاني تعليقا على التظاهرات في مدن ايرانية عدة منذ الخميس، والتي قال فيها ان الشعب له حق التظاهر ولكن يجب الا يلجأ الى العنف.

وقالت سريتا محمدي وهي معلمة تبلغ 35 عاما "يقول ان الشعب له حق التظاهر لكننا نخشى التكلم. حتى الان اخشى التحدث اليك".

وتضيف "اذا كانت لدينا حرية التكلم والاحتجاج، لماذا نُشر هذا العدد الكبير من القوات في الشوارع؟".

رغم ذلك فإن العديد من الناس مستاؤون من اعمال العنف التي يمارسها المتظاهرون الذين هاجموا مصارف ومباني حكومية ورموزا للنظام.

وتتفق سارة وهي طالبة عمرها 26 عاما مع موقف الحكومة القائل أن الاحتجاجات "تُدار من الخارج". لكنها مع ذلك تشعر بأن الاحتجاجات بدأت بسبب "الصعوبات الاقتصادية لدى المواطنين".

وتقول شيفا دانشفار وهي ربة منزل عمرها 55 عاما "لا أويد التظاهرات التي يتم فيها تخريب الممتلكات العامة. وعندما يحطم البعض النوافذ، علينا ان ندفع ثمنها في ما بعد".

لكن الجميع يدركون مشاعر الاحباط التي تسود المجتمع الايراني.

ويقول ناصر خلف (52 عاما) العامل في شركة نفط "اعتقد ان الناس لا يحبون تخريب الاماكن واحراقها، لكنها الطريقة الوحيدة التي يمكنهم فيها اسماع صوتهم".

ويشعر كثيرون بأن الشعب لم يكافأ على تحمل عقود من الصعوبات -- الفوضى التي اعقبت ثورة 1979 وثماني سنوات من الحرب الوحشية مع العراق في ثمانينات القرن الماضي والعقوبات الاميركية الاخيرة.

وتقول اريا رحماني الممرضة البالغة 27 عاما "بعد 40 سنة أدركوا ان كل تلك الصعوبات ... كانت عبثا".

وتضيف "امارس عملي ولكن يساورني دائما القلق حول ما اذا كنت سأُطرد غدا".

وتؤكد "يقول السيد روحاني +تظاهروا بطريقة صحيحة+ ولكن ما هي الطريقة الصحيحة؟ اذا قلت له سيد روحاني، انا انسانة متعلمة لكني عاطلة من العمل+ ... لن يكترث للموضوع".

قوبلت تغريدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتكررة الداعمة للاحتجاجات بسخرية.

وتقول رحماني "الدعم اللفظي لا ينفع. إنه يعيش في قصره، وانا هنا معتقلة. ماذا يمكن لترامب ان يفعل؟".

ويعلق خلف "كان الاجدى له أن لا يؤيد التظاهرات" مضيفا ان الدعم الخارجي من مجموعات المعارضة ايضا غير مرحب به.

وكثير من الايرانيين لا يثقون بترامب بعدما منعهم من دخول الولايات المتحدة في اطار حظره على رعايا الدول المتهمة "بالارهاب".

وتقول ربة المنزل مرضية "على الحكومة ان تحسن وضع الناس الى مستوى لا يجرؤ فيه ترامب على التفوه بذلك".

ويشعر الايرانيون فوق ذلك كله بالاحباط لان بلادهم فشلت في الاستفادة من قدراتها الضخمة.

وتقول مرضية "بلدنا حقيقة كالذهب. اي شيء تفكر فيه تجده في ايران. لكننا لا نستفيد من الاشياء الموجودة في بلدنا".

ولا يزال مسار التظاهرات غير واضح مع غياب بنية قيادية واضحة توجهها.

ويوضح خلف الموظف في شركة نفط ان ما يحصل قد يكون أصعب من التظاهرات الشعبية في اعقاب الاتهامات بالتزوير في انتخابات 2009.

ويقول "عندما نزل الناس الى الشوارع في 2009، حصل ذلك في طهران فقط وتمكنوا بسهولة من سحقها".

ويضيف "عندما تكون (التظاهرات) على نطاق واسع، لا يمكن ارسال عدد كبير من قوات" الامن.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم