الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الكونسرفاتوار يُطوّر مناهجه في تعليم الموسيقى ويواكب التكنولوجيا \r\nالعميل لـ"النهار": خطة خمسيّة وبحث عن آلية لذوي الحاجات الخاصة\r\n

نيكول طعمة
A+ A-

لا يحدّ منصب حنا العميل، كرئيس للمعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) بالإنابة، من طموحاته في تحقيق ما وعد به لدى تسلمه المنصب الشاغر منذ أكثر من عامين، ولن يدع الفترة الزمنية المجهولة لبقائه بالإنابة تتحكم بمشاريعه، بل يواصل العمل على تطبيق الخطة الخمسية التي وضعها قبل عامين ... فما هي هذه الخطة، وماذا يحمل من جديد إلى المعهد؟ وبماذا يعد التلامذة بالنسبة إلى البرامج الأكاديمية مع مطلع الموسم الدراسي، وكيف سيُحفّزهم من خلال تنوع التخصصات؟


في لقاء مع "النهار"، يفتح العميل ملفاته التي ملأت الطاولة أمامه، الغنيّة بالاقتراحات والمشاريع، وتصب في "تحسين أداء المعهد والمحافظة على سمعته وتخريج عازفين لبنانيين بمستوى عال يوازي مستوى الدول المتقدمة"، ويؤكد أن الإنجازات التي تحققت في عهد رئيس الكونسرفاتوار الراحل الدكتور وليد غلمية كثيرة، لكن "أي عمل إذا توقف عند حد معيّن فلا بد أن يتخطاه الزمن ويصبح متخلفاً". لهذا السبب، "يحتاج المعهد إلى تحديث دائم مع مواكبة التطور التكنولوجي"، والتحديث في رأيه، يشمل البرامج التعليمية الأكاديمية، الموسيقية، الإدارية، المالية والقانونية.


نظام جديد لتعليم الموسيقى
إن نتائج التطوير لا تظهر سريعاً، لكن الرئيس بالإنابة يكب على تطوير النظام الأكاديمي لناحية المناهج، الطرق التعليمية ووسائلها، "لأن النظام الأكاديمي لا يزال على حاله منذ 20 عاماً، ومن الضروري تغيير الأنظمة التعليمية وتحديثها". وهو يترجم ذلك من خلال لقاءات مكثّفة تجمعه ومسؤولين أكاديميين من الكونسرفاتوار مع مصلحة الشؤون الثقافية في السفارة الفرنسية ومدير الكونسرفاتوار في باريس بهدف التعاون على تطوير المعهد وتبادل الخبرات. ويستعد المعهد في مطلع السنة الدراسية، إلى تطبيق مشروع جديد في نظام التعليم يُسمى "التنشئة الموسيقية"، فما الجديد في هذا النظام؟
"يبدأ تطبيق هذا النظام في مركزي سن الفيل وزقاق البلاط على أن يُطبق السنة المقبلة في مراكز أخرى ليُعمم بعد سنتين على الفروع كلها"، يفيد العميل، مؤكداً أن مادة "التنشئة الموسيقية" تُحبب الطلاب في الموسيقى وتحفّزهم منذ السنة الأولى على دراستها وتخوّلهم الإنخراط ضمن مجموعة وليس كلاً بمفرده، وهذا ما لم يكن يحصل سابقاً". وهكذا، بدل أن يدرس التلميذ مادة "السولفاج" أو المواد النظرية "التي تعتبر من الحصص الجافة"، يقول، "بات في إمكانه درس المواد النظرية والتطبيقية ضمن مجموعة بنظام تعليمي واحد"، كاشفاً عن أن مادة السولفاج وبقية المواد النظرية هي أحد أسباب تسرّب الأولاد من المعهد، ونسبتها عالية. ويشير ايضاً إلى أن هذا النظام الجديد في التعليم، هو "عبارة عن دمج كل المواد النظرية، الأمر الذي يمكّن التلميذ من التأقلم بسهولة بطرق التعليم الحديثة، خصوصاً لما يحتويه هذا النظام من استخدام ألعاب، حركات، ورقص مع الإيقاع وغير ذلك".
ومع تطوير مناهج التعليم وسبلها، يتطلع العميل إلى استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة. وتحقيق هذا الأمر يحتاج إلى قاعات متخصصة ضمن مواصفات معيّنة معزولة مزوّدة تجهيزات موسيقية، صوتية، إلى الإضاءة، فالألواح التفاعلية غير المتوافرة في المعهد. "لهذا السبب"، يقول: "لجأنا إلى مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية التي تجاوبت ولبت طلبنا مشكورة من خلال الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة التي أبدت اهتمامها بالمعهد واستعدادها لتقديم المزيد". وستزوّد المعهد في المرحلة الأولى 12 لوحاً تفاعلياً يتوّزع على الفروع كلها، وسيتم تجهيز القاعة الكبرى في المركز الرئيسي في سن الفيل بـ "الباركيه"، الإنارة، الصوت وغيرها من الأجهزة التقنية. فالتطوير لن يقف عند نظام التعليم فحسب، يوضح العميل، إنما يشمل كل الأقسام بما فيها التخصصات الـ18 الموزعة على قسمي الشرقي والغربي، مشيراً إلى أن الإنطلاقة تمت من خلال "تشكيل لجنة من أساتذة المعهد لكل تخصص، ستطرح كيفية تطوير تخصصها ضمن سياسة موسيقية معيّنة، وفي إطار خطة شاملة بوجود لجنة رئيسية ولجان فرعية".
وثمة مشروع آخر ينضم إلى لائحة المشاريع، إنه "أوركسترا الطلاب"، وسيكون هناك فرقتان: "أوركسترا الصغار" و"أوركسترا الشباب". وقد أنشئت فكرة هذا المشروع هذه السنة لتطال تلامذة المجال الغربي الموزعين على فرقتين. ويدخل العميل في التفاصيل قائلاً، إن "أوركسترا الشباب" تضم تلامذة الصفوف المتقدمة، "وسيكون لنا تعاون مع "أوركسترا" التابعة لجمعية "ليبام" التي يرأسها النائب غسان مخيبر". ويهدف التعاون إلى دمج كفايات الطلاب وجمعهم ضمن أوركسترا واحدة، على أن تقدم حفلتين خلال السنة لـ"أوركسترا الطلاب". ويصف العميل هذا المشروع بـ"الواعد والمهم جداً" على صعيد المعهد. وبعد خمس سنوات يخول هذا المشروع تخريج عازفين يتجهون نحو الأوركسترا الفيلهارمونية "على أن نستبدل تدريجاً العازفين الأجانب بآخرين لبنانيين بمستوى يوازي الأجنبي".
أما إقبال التلامذة على تعلم الموسيقى، "فهو أكثر من قدرة المعهد على الاستيعاب"، ويقدّر العدد بنحو 5 آلاف تلميذ، لافتاً إلى ظاهرة الأهل في توجيه أولادهم للتعلم على "البيانو" و"الغيتار"، وملاحظاً الإقبال على الموسيقى الغربية أكثر من الشرقية. "لذلك أوجدنا نظام مادة "التنشئة الموسيقية"، التي تسمح لنا بتوجيه التلامذة وذويهم نحو تخصصات أخرى، لا سيّما تلك التي تحتاج إليها الأوركسترا الفيلهارمونية والأخرى الشرق – عربية".
ويغطي 12 فرعاً للكونسرفاتوار المحافظات اللبنانية كافة، "لكن للمعهد سياسة جديدة سينفتح من خلالها على الداخل كما الخارج"، يقول العميل، موضحاً أن انفتاح الداخل يرتكز على تعاون المبدعين اللبنانيين والمفكرين والعاملين في مجال الموسيقى، بالإضافة إلى التنسيق مع البلديات بغية إنشاء فروع جديدة في الأماكن التي تستطيع فيها البلديات إنشاء فروع توفر لها مستلزماتها، نظراً إلى إمكانات الكونسرفاتوار المحدودة. وفي هذا الإطار، كشف عن إتفاق بين المعهد وبلدية الشويفات التي تتحضر لافتتاح مركز جديد السنة المقبلة، وأيضاً سيُفتتح فرع آخر في البترون بفضل التسهيلات التي وفرتها بلدية البترون. "وهذه الخطوة تشجّع الأولاد في هذه المناطق على الالتحاق بالفروع المحيطة بهم".
ويؤمن العميل بالتنوّع وأن تصل المنتجات الثقافية إلى كل إنسان. ومن هذا المبدأ، نقلت "النهار" صرخة فئة واسعة من ذوي الحاجات الخاصة، خصوصاً المكفوفين منهم، المحرومين دخول الكونسرفاتوار لتنمية مواهبهم بحجة أن ليس لدى المعهد أساتذة متخصصون أو يتطلب الأمر مرسوما من مجلس الوزراء؟ فعلّق قائلاً: "حق صقل الموهبة الموسيقية لا يقل شأناً عن الحق في التعليم أو العمل وغير ذلك"، واعداً بالإهتمام بالموضوع ودراسته من الناحيتين العملية والتطبيقية من أجل إفساح المجال أمام ذوي الحاجات الخاصة تعلم الموسيقى بغض النظر عن المراسيم والقوانين "القابعة في الأدراج".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم