2017: نفايات ومطامر ومجزرة ضحيتها 11 ألف طير نورس

صحيح أن الحكومة الحالية ورثت قرار فتح المطامر الكوستابرافا وبرج حمود والجديدة، إلاّ أنها أمعنت في تبني الرؤية التي سلكتها الحكومة السابقة وفق استراتيجية واحدة: الاستثمار بملف النفايات وتحقيق مصالح فئوية للبعض. ولم يشكل الإعلان عن أن لبنان سجل أعلى نسبة أمراض سرطانية في الشرق الأوسط، رادعاً للمعنيين لكي يتبنوا سياسة واستراتيجيات مستدامة، بل أمعنوا في تبني سياسات آنية ومكلفة تستنزف المال العام بصفقات فيها الكثير من الهدر والفساد.  عام 2017 كان عام عبث الحكومة ببيئة لبنان وتحديداً في ملف النفايات، إذ استمرت الازمة بسبب السياسات الخاطئة حيث شهدت السنة عقوداً بما يزيد عن 400 مليون دولار في مشاريع النفايات وحلقاتها ومطامرها غير النظامية، في برج حمود - الجديدة والكوستابرافا. وأبت الحكومة إلا أن تختتم عام 2017 بمشروع توسعة هذه المطامر وردم الواجهة البحرية والعبث بالمنظومة البيئية البحرية بكلفة تتجاوز 200 مليون دولار إضافية، ليصل مجموع عقود النفايات في العام 2017 إلى أكثر من 600 مليون دولار. يضاف اليها وفق ما يقول الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح: "التحضير لاستراتيجيّة جديدة يسمّونها استراتيجية مستدامة وتتجلّى باعتماد المحارق بعد 4 سنوات من استنزاف المطامر البحرية التي يتم انشاؤها". وكل هذه المسارات برأي قديح هي مسارات خاطئة، "لا بل أكثر هي مسارات تشكل تناقضاً كبيراً مع الادارة السليمة بيئياً لإدارة النفايات ومع الأمان البيئي والصحي والمحافظة على المال العام". ولم يقتصر الامر على هذه التجاوزات، بل يشير قديح الى "مستويات قياسية حققتها السلطة السياسية بكل قواها، في الضغط على القضاء،...