يحتفل العالم أجمع في رأس كلّ سنة بيوم السلام العالميّ. فقد أدركت جميع الدول أنّ البشريّة مهدَّدة بالزوال بسبب انتشار الأسلحة النوويّة التي يكفي البعض منها لتدمير كلّ حياة على وجه الأرض. فالعقل البشريّ أبدع في صنع الحرب، ولم يجنِ من الحرب سوى الدمار والهلاك، دمار الحجر وهلاك البشر. فحان له اليوم أن يبدع في صنع السلام. إنّ صناعة الحرب فنّ ومهارة، وصناعة السلام هي أيضًا فنّ ومهارة. فما هو السلام وما هي شروطه؟ السلام ثمرة يحملها غصن هو العدل، والعدل يتفرّع من جذع هو الحقّ، والحقّ ينبت من جذر هو المساواة، والمساواة تحيا في تربة هي الضمير. فكما أنّ الثمرة لا يمكن أن نحصلَ عليها إن لم يحملها غصن، والغصن لا يُزهر إن لم يتفرّع من جذع، والجذع لا ينبت إن لم يكن متأصّلاً في جذور، والجذور لا تحيا إن لم تكن مغروسة في تربة صالحة منها تستقي الغذاء، هكذا السلام لا يمكن أن نذوقَ طعمه إن لم يكن مبنيًّا على العدل، والعدل على الحقّ، والحقّ على الاعتراف بالمساواة الجوهريّة بين جميع الناس، والاعتراف بالمساواة على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول