السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

وحدة كوريّة جنوبيّة لاغتيال كيم.. تكرار للتجربة-الفيلم "سيلميدو"؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
وحدة كوريّة جنوبيّة لاغتيال كيم.. تكرار للتجربة-الفيلم "سيلميدو"؟
وحدة كوريّة جنوبيّة لاغتيال كيم.. تكرار للتجربة-الفيلم "سيلميدو"؟
A+ A-

وأشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانيّة إلى أنّ خبراء يعتقدون بأنّ مناورات "أولتشي-فريدوم غارديان" المشتركة بين كوريا الجنوبيّة والولايات المتّحدة هي في واقع الأمر "مهمات قطع رأس" لاستهداف كيم. وقد تحدّث نائب كوريّ جنوبيّ يرأس اللجنة النيابية للمعلومات المخابراتية عن أنّ كيم يخشى حقاً اغتياله لذلك يلجأ إلى تبديل سيّاراته "بدلاً من التنقّل دوماً بسيّارة مرسيدس-بنز الخاصّة به".


"سنقتل إرهابيي سي أي آي بلا شفقة"

وكانت كوريا الشماليّة قد اتّهمت في أيّار الماضي وكالة المخابرات المركزيّة "سي آي أي" بالتخطيط لقتل كيم، فأشار بيان صادر عن وزارة الأمن الداخليّ إلى أنّ الوكالة تفكّر في قتل رئيس البلاد عبر مواد كيميائيّة مشعّة تظهر آثارها خلال 6 إلى 12 شهراً. وهدّد البيان واشنطن وسيول بالردّ القاسي من خلال قتل "آخر إرهابي من سي آي أي ووكالة المخابرات الكوريّة الجنوبيّة الدمية من دون أيّ شفقة". وأضاف البيان أنّ هذه المؤامرة هي بمثابة "إعلان حرب" على البلاد.


"رعب" وراء تبدّل سياسات سيول

الدكتور جون نيلسون رايت من مؤسّسة الرأي البريطانيّة "تشاتهام هاوس" كتب في موقع هيئة الإذاعة البريطانيّة "بي بي سي" مقالاً يظهر فيه تحوّلاً كبيراً في السياسة الكوريّة الجنوبيّة تجاه جارتها الشماليّة. فسيول أكّدت في تمّوز الماضي من برلين ضرورة اعتماد مقاربة ديبلوماسيّة للأزمة مبنيّة على "نظام سلام دائم" في المنطقة تقوم على "تفادي انهيار" كوريا الشماليّة و "تخفيف مخاوفها الأمنيّة والاقتصاديّة". لكنّ هذا التحوّل الذي برز خصوصاً أوائل أيلول الماضي، يعود بحسب رايت إلى "رعب" المسؤولين في البلاد من الفشل الواضح في سياسة الردع العسكريّ كما في خطابات ترامب التي لم تمنع بيونغ يانغ من إجراء تجارب صاروخيّة إضافيّة. ويضيف أنّ على سيول أن تكون حذرة جدّاً لأنّ هكذا عمليّة اغتيال فاشلة ستكون خطرة وقد تجرّ المنطقة بسرعة إلى أزمة نوويّة سريعة. إنّها "استراتيجيّة كبيرة المخاطر لكن قليلة الحظ بالنجاح".


فشل تجربة سابقة

ياسمين بارّي وويل أوكندن من شبكة "أي بي سي" الأستراليّة كتبا أنّ هجوماً تشنّه مروحيّات ومقاتلات تحت جنح الظلام لقتل كيم قد يبدو فيلم إثارة أو تهديداً من ترامب عبر "تويتر"، لكنّه يعبّر عن "استراتيجيّة دفاعيّة كوريّة جنوبيّة مشروعة". وهذه هي الوحدة الثانية التي تُسخّر في هذا المجال بعد مجموعة أولى دُرّبت في سبعينات القرن الماضي لقتل جدّ الزعيم الحاليّ كيم إيل سونغ. ويستشهد المقال بما قاله ليونيد بتروف، خبير في الشؤون الكوريّة من الجامعة الوطنيّة الأستراليّة، حول وحدة الاغتيال السابقة التي ألّفتها كوريا الجنوبيّة من قطّاع الطرق والمجرمين الذي وُعدوا بحياة أفضل بعد تنفيذ المهمّة. دُرّب هؤلاء في جزيرة سيلميدو المنعزلة وقُتل بعضهم بسبب قساوة التدريبات قبل أن تقرّر الحكومة إجهاض العمليّة برمّتها لأنّهم لم يكونوا محترفين ولعدم قدرتهم على معرفة جغرافيا جارتهم الشماليّة، ولأنّهم كانوا لا يزالون مجموعة من المجرمين كما يؤكد بتروف.


"علم خيال"

وشنّت الحكومة عمليّات تصفية بحقّهم، فاكتشف هؤلاء الأمر وقتلوا مدرّبيهم ثمّ استقلّوا زورقاً باتّجاه البرّ الكورّي حيث قادوا باصاً نحو العاصمة قبل أن تتمّ إبادتهم جميعاً. لم يدرك المواطنون في كوريا الجنوبيّة هذه القصّة إلّا بشكل تدريجيّ وخصوصاً مع إطلاق فيلم "سيلميدو" سنة 2003 الذي تحدّث عن هذه الوقائع. وما يجري اليوم ليس سوى "دعاية سياسيّة" بحسب بتروف لأنّ العمليّة غير فعّالة وتهدف إلى إخافة النظام في كوريا الشماليّة. إنّها "علم خيال. مهمّة مستحيلة". لا أحد يعلم أن يعيش كيم، داخل قصر أو في أنفاق تحت الأرض.


أيّ دولة تعلن عن مخطّطات الاغتيال؟

إنّ مجرّد إعلان سيول عن تشكيل وحدة قتل جديدة يجعل من مهمّة تصفية الزعيم الكوريّ صعبة إن لم يكن مستحيلة. في أساسيّات عمليّات الاغتيال، لم تلجأ أيّ دولة لإعلام خصمها بهذا التهديد علناً، إذ إنّه من الطبيعيّ أن يتّخذ احتياطات إضافيّة. لذلك، من المرجّح بشكل كبير أن تكون هذه الوحدة المزعومة هادفة إلى محاولة إخافة كيم وإبقائه متوتّراً، بغضّ النظر عن تحقيق هذه الغاية من عدمها. وكان شين وون سيك، جنرال كوري جنوبيّ متقاعد ومخطط استراتيجي سابق للدولة الكوريّة، وصف هذه الوحدة بالقول إنّ "أفضل ردع يمكن أن نحصل عليه، بعد التمتع بأسلحتنا النوويّة، هو جعل كيم جونغ أون يخاف على حياته".


"احتمال أكبر في موته بسبب الكونياك"

ومع ذلك، يمكن أن يكون لخطوة كوريا الجنوبيّة بعض الانعكاسات على الساحة الداخليّة. يقول الباحث في "المعهد الكوريّ الاقتصاديّ" تروي ستانغارون لموقع "فوكس" الأميركيّ إنّ ما يجري "قد يكون استجابة للضغط الداخليّ على إدارة مون لإعادة إدخال أسلحة نوويّة أميركيّة تكتيكيّة". لكنّ الرئيس الكوريّ يرفض وضع بلاده والمنطقة على سكّة سباق تسلّح نوويّ، لذلك، يمكن أن تكون وحدة القتل عرضاً كوريّاً للقوّة بعيداً عن السلاح النوويّ. رايت يوافق على هذه الفرضيّة ويضيف واحدة أخرى مرتبطة باعتماد سيول على فكرة أنّ تهديداً كهذا قد يقوّض دعم النخب في كوريا الشماليّة لزعيمها وقد تحرّضها على الانقلاب ضدّه. لكن بالنظر إلى الحساسيّات التاريخيّة بين القيادتين فإنّ النخبة الشماليّة لن تتخلّص من كيم كي تقع تحت نفوذ نخب الجنوب. لذلك، إنّ هذا السيناريو بعيد الاحتمال، كما يؤكّد رايت.

وفي نهاية المطاف، يبقى لجوء كوريا الجنوبيّة إلى هذه الخطّة وتنفيذها موضوعاً شبه مستحيل بحسب بتروف: "هنالك احتمال أكبر في أن يموت كيم جون أون بسبب جرعة زائدة من الكونياك الباهظة الثمن، أو الجبنة أو البدانة أو ضغط الدم المرتفع، لكن ليس من رصاصة كوريّة جنوبيّة".





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم