لماذا استنكف "حزب الله" حتى الآن عن القيام بوساطة تضع حداً لخلاف حليفَيه؟

وسيرة الخلاف ومحطاتها تكاد تخرج عن نطاق العد والحصر خلال العقد المنصرم، ومحطتها الأجلى هي رفض بري ونواب كتلته التصويت لمصلحة عون في آخر انتخابات رئاسية في مجلس النواب، وآخرها ما صار يُعرف بقضية مرسوم ترقية ضباط العام 1994، وهي المادة الحصرية التي تشغل منذ نحو ثلاثة اسابيع الوسطين الاعلامي والسياسي.تطور نوعي والعنصر المستجد في "المشهد التناحري" بين الطرفين هو ان الخلاف الآني حول الملف إياه يأتي عقب تطور نوعي تمثل في زيارة بري لعون في تشرين الثاني الماضي، اي في ذروة ازمة الاستقالة الملتبسة للرئيس سعد الحريري من الرياض. في حينه تردد ان بري جعل هاتيك الازمة قنطرة عبور لبناء صفحة علاقات جديدة بينه وبين عون تطوي زمن التناقضات المديدة وتمهد لمرحلة من التفاهمات في عهد رئاسي كان يحتفي في ذلك الحين بانتهاء سنته الاولى. وتلا ذلك حدث نوعي آخر تمثّل في اقرار مجلس الوزراء مراسيم التنقيب عن النفط، وتحديداً في بلوكين، أوحى اعطاء الاولوية لهما ان العلاقات بين بعبدا وعين التينة وضعت على سكة السلامة وانها ستمضي نحو الافضل.لذا كان بروز القضية الخلافية مفاجأة لراصدي مسار العلاقة بين الطرفين كونها اعادت إحياء مرحلة خال كثر...