حصاد 2017 على المسار السوري... ضعف أممي وغياب أميركي وسيطرة شبه كاملة لروسيا

لا يمكن الحديث في نهاية هذه السنة عن الكثير من الانجازات التي تحققت في الملف السوري عبر العملية التفاوضية المستمرة في جنيف، بل على العكس، فقد سادت المراوحة القاتلة خمس جولات عقدت في 2017 من أصل ثمان عقدت منذ بدء العملية التفاوضية مطلع 2014.  المراوحة التفاوضية تعني بلغة الملف السوري تراجعاً في المسار الاممي لحساب مسارات أخرى كانت أكثر حيوية كمسار أستانا الذي تولى شأن الميدان وأثمر اتفاقات نجحت في خفض التصعيد بمناطق عدة من سوريا، ومسار سوتشي المرتقب مطلع 2018 والذي ينتظر منه ايضا أن يتولى الملف السياسي من بوابة واسعة جداً تتخطى بضخامتها ما جرى وسيجري في جنيف.لم تكن أسباب هذا الفشل في جنيف ذات علاقة بالمبعوث الاممي ستافان دو ميستورا الذي حاول مراراً تخطي العقبات الضخمة الناتجة من الصراع بين مرجعيات الأزمة السورية من أجل انتاج تفاهمات أولية بين الأطراف السوريين توضع على الطاولة متى حان وقت التفاهمات الكبرى. وكانت المحاولة الاهم عندما بادر، في الجولة الرابعة مطلع آذار الماضي، الى وضع ورقة تتضمن 12 بنداً مبدئياً لا يختلف عليها السوريون، كوحدة سوريا وسيادة الدولة على أراضيها وبناء دولة لا طائفية والمساواة في الحقوق والواجبات وغيرها من المبادئ العامة التي تشكل عقداً اجتماعياً لاي شعب وللسلطة الحاكمة، ومع ذلك لم يتمكن من عقد جلسة جدية واحدة تناقش هذه البنود طوال العام المنصرم.وحاول بعد ذلك تقسيم النقاش الى أربعة ملفات سماها السلال الأربع، فكان الخلاف على الاولويات بين الطرفين، الحكومة لا تريد مناقشة أي بند قبل السلة المتعلقة بالارهاب. واشترط رئيس الوفد المفاوض الحكومي السفير بشار الجعفري، في جولات مطلع 2017، أن يصدر بيان رسمي عن المعارضين يعربون فيه عن تنديدهم بالإرهاب ورفضهم له، فيما أصر الطرف الآخر على مناقشة السلة الأولى المتعلقة بالحكومة، على اساس أن هذا البند يتضمن الاعتراف الدولي، استناداً الى بيان جنيف - 1، بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وترجمة ذلك رحيل الرئيس السوري بشار الاسد وكل الرموز المقربة منه عن السلطة على ان تتولى الهيئة المشكلة تحضير البلاد لانتخابات جديدة ووضع دستور جديد، فضلاً عن ادارة القوات المسلحة في الحرب على...