الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كاترين دونوف راهبة تنقذ فتى فلسطينياً في بيروت

المصدر: " النهار"
كاترين دونوف راهبة تنقذ فتى فلسطينياً في بيروت
كاترين دونوف راهبة تنقذ فتى فلسطينياً في بيروت
A+ A-

عشر سنوات بعد “بدي شوف”، تعود الممثلة الفرنسية كاترين دونوف إلى لبنان، من خلال فيلم “أعشاب برية” للإيراني الفرنسي خيرون. دونوف تضطلع بدور راهبة فرنسية تنقذ فتى فلسطينياً من التشرد خلال سنوات الحرب اللبنانية. ولكن عودتها إلى لبنان افتراضية، أي انها لا تحصل الا في الفيلم، ذلك أنّ بيروت استعيدت بشكل كامل في المغرب.


خيرون (١٩٨٢) إيراني الأصل يعمل في فرنسا (اسمه الحقيقي منوشهر طبيب). انخرط في مجالات كثيرة: غناء، تمثيل، كتابة سيناريو، إخراج. سبق ان أنجز فيلماً من إنتاج العام ٢٠١٥، “ثلاثتنا أو لا شيء”، عن الثورة الإيرانية انطلاقاً من تجربة عائلته التي انتقلت من طهران إلى احدى الضواحي الباريسية في ثمانيات القرن الماضي. الفيلم من تمثيل ليلى بختي وزابو بريتمان وجيرار دارمون، وقد رُشِّح لجائزة “سيراز” أفضل فيلم أول، ولكنها ذهبت إلى “موستانغ”. خيرون انتقل إلى فرنسا في الثالثة من عمره. كان والده شيوعياً، حارب الشاه، سُجن، ثم خرج وشارك في الثورة، قبل ان يقع في شباك الملالي. عَبَر كردستان، حيث كان له الكثير من الأصدقاء. “ثلاثتنا أو لا شيء” يناقش موضوع الهجرة في فرنسا. في زمن صعود التعصّب العرقي والديني، أراد خيرون القول إنّ خلف كلّ مهاجر حكاية ونضال. المَشاهد التي من المفترض انها تحصل في فرنسا صُوِّرت في المغرب، لأن خيرون لا يستطيع الذهاب إلى إيران.


فيلمه الجديد، “أعشاب برية”، باشر العمل عليه قبل نحو ١٥ شهراً. التُقِطت المَشاهد في الصيف الماضي، وانتهى التصوير في منتصف أيلول، بعد سبعة أسابيع عمل، وبلغت الموازنة ستة ملايين أورو.

أساس المشروع هو الرغبة في الحديث عن التربية. فخيرون بعد تخرّجه، صار مربياً في احدى ضواحي باريس. كان يساعد والده المنخرط في الشؤون الاجتماعية، ويرعى شلة مراهقين تم اقصاؤهم من المدرسة. بدأ يكتب قصته مع هؤلاء الشباب، وأدرج فيها موضوع الهجرة الذي يعزّ عليه، وهكذا ولدت شخصية الفتى الفلسطيني وائل المهاجر إلى فرنسا، الذي فقد أهله في مجزرة. يقول منتج الفيلم والشريك في كتابة السيناريو سيمون ايستولانان: “في الأصل، كنا نريد موضعة القصة في صبرا وشاتيلا، ولكن تاريخ حدوثها لم يناسب وفترة أحداث الفيلم وعمر الفتى. في الفيلم يقول وائل الذي كبر وأصبح مدرّساً (يضطلع بدوره المخرج نفسه)، ان أهله قضوا في مجازر ارتكبها إسرائيليون ومسيحيون، ولكنه لا يذكر المجزرة. فبعد فقدان أهله يصبح متشرداً، يجوب شوارع بيروت، قبل ان تؤويه راهبة فرنسية تقيم في منطقة الأشرفية.


دور الراهبة في مرحلة عمرية متقدمة تجسده اذاً كاترين دونوف، في حين أُسند إلى إنغريد دوناديو دورها وهي شابة. قرأت دونوف السيناريو، وأحبت كثيراً دورها، كما أحبت فيلم خيرون السابق. يروي المنتج انها تحبّذ كثيراً العمل مع مواهب فتية لتكريس صورة أخرى لنفسها. “هي طريفة جداً في الفيلم. علمنا منها أيضاً انها كانت سعيدة جداً يوم جاءت إلى لبنان للتصوير”.


الفيلم من إنتاج “كانال بلوس” و”ستوديو كانال” و”أم ٦” و”مارس فيلم” التي تُعتبر أكبر موّزع مستقل في فرنسا. يطرح خيرون قضية الأعشاب البرية، أي قضية المنبوذين من الناس، وهذا موضوع متكرر عنده. هناك بعض الطرافة، ولكن لا طرح سياسياً البتة، فنحن حيال حكاية تعج بالضحايا، نرى فيها أطفالاً وقعوا في أتون العنف والاقتتال.


من المتوقع ان يصبح الفيلم في الصالات بغضون ٢٠١٨. “الأعشاب البرية” يذكّر قليلاً بـ”الرأس المرفوع” (٢٠١٥) لإيمانويل بركو لجهة تضمّنه شخصيات ثائرة، ولكن الاختلاف هو انه في هذا الفيلم عشرة تلامذة بدل الواحد، فكاتبا السيناريو حاولا تعدّد الهوية، لذا هناك بين التلامذة الغجري واليهودي والمغاربي والافريقي.






حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم