الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"حرب على الميلاد" ... هل ينتصر ترامب للعيد المسيحيّ؟

"النهار"
"حرب على الميلاد" ... هل ينتصر ترامب للعيد المسيحيّ؟
"حرب على الميلاد" ... هل ينتصر ترامب للعيد المسيحيّ؟
A+ A-

يشير دالي أنّ ترامب نفّذ وعده الانتخابي بالتحدّث مراراً عن عيد الميلاد بالاسم. ردّاً على ذلك، دعمته قاعدته الشعبية بشدّة في حين ذهب البعض إلى كتابة "ميلاد مجيد" بالأحرف الكبيرة خلال التجمعات الانتخابية. ويشرح دالي أنّ الأوفياء لترامب يرون هذا الأمر "انتصاراً في الحرب على الميلاد". أمّا معارضو ترامب فيعتقدون أنّ هذا الأمر مجرّد "إلهاء مفبرك" من أجل تعزيز القاعدة الشعبية للرئيس الأميركي. 


تبدّل الاهتمام

يعترف دالي بداية أنّ عيد الميلاد مرّ بمرحلة طويلة بدءاً من تلك الليلة المضيئة منذ أكثر من 2000 سنة. إذ في الواقع، لم يحظَ ميلاد المسيح في أوائل فترة انتشار المسيحيّة بالكثير من الاهتمام، هذا إذا حظي به من الأساس. في تلك الفترة، اهتمّ آباء الكنيسة باليوم الذي يموت فيه الإنسان أكثر من اليوم الذي يولد فيه. لكنّ كل ذلك كان سيتغير بعد أكثر من ثلاث مئة عام.

في القرن الرابع، قام رجال الدين المسيحيّون بتحويل عيد وثنيّ يُحتفل فيه بالانقلاب الشتوي إلى عيد هادف روحيّاً، فأعلنوا يوم الخامس والعشرين من كانون الأوّل يوماً تُكرّم فيه ولادة المسيح. بمعنى آخر، وبما أنّ الناس كانوا ذاهبين للاحتفال على أي حال، فقد كان ذلك محاولة لجعل الاحتفال الوثنيّ احتفالاً يقوم على مبدأ إلهيّ.



"النمو العلماني" و "الضجة التجاريّة الكبيرة"

وبالانتقال سريعاً عبر الزمن حوالي 2000 عام إلى الأمام، يشير الكاتب إلى وجود صعوبة في التوفيق بين العديد من التقاليد المحبّبة إلى قلوب المؤمنين وبين الجذور الروحيّة العميقة للمناسبة. فمن الأشجار الزاهية المضيئة إلى بابا نويل وجنون التسوّق في يوم الجمعة الأسود، "لا جدال هنالك بأنّ عيد الميلاد نما باتّجاه أكثر علمانيّة مع الوقت". ويرى الكاتب أنّه حتى الشخص المتفائل كان سيجد صعوبة في رفض تذمّر الشخصيّة الكرتونيّة الشهيرة لوسي فان بيلت سنة 1965 من أنّ العيد لم يصبح أكثر من مجرّد "ضجّة تجاريّة كبيرة".


هل يذهب ترامب بعيداً؟

من هنا، يتابع الكاتب، "حين أسمع الرئيس ترامب يعد بجعل عبارة "ميلاد مجيد" شعبيّة ومقبولة مجدّداً، أجد نفسي متسائلاً عمّا إذا كان الناس يقدّرون حقاً القوة والأهمية العميقتين للمعايدة نفسها". وبغضّ النظر عن الجدالات التي خلقتها تعليقاته، ومع افتراض أنّ الرئيس يريد إعادة إدخال تقدير للمعنى الحقيقي للميلاد في المصطلحات الشعبيّة، يطرح دالي تساؤلاً آخر يتمحور حول ما إذا كان ترامب يذهب بذلك بعيداً بما فيه الكفاية.


تسمية الميلاد تعود ليوم الجمعة العظيم!

 إنّ عيد الميلاد هو أبعد بكثير من جملة أو معايدة، يشرح الكاتب. ويضيف أنّ كلمة “Christmas” تشير إلى "ولادة المسيح" لكنّ جذور الكلمة تعود في الواقع إلى موت المسيح. هذا لأنّ “Christmas” تأتي من عبارة “Cristes Maesse” أو “mass of Christ” التي تعني في الإطار المسيحي بذل المسيح نفسه على الصليب كفّارة عن خطايا البشر يوم الجمعة العظيم، وبعد ذلك بالطبع قيامته يوم أحد الفصح.



يشرح الكاتب أنّ المسيحيّين يؤمنون بأنّ المسيح دفع ثمن خطايا العالم متحمّلاً ذنب البشر. وفي المقابل، يتشارك المؤمنون معه في مجده الأبدي. يوضح دالي أنّه بطبيعة الحال، لا يحتفل المسيحيّون بالفصح يوم الميلاد، لكن بحكم الأمر الواقع، من دون قيامة المسيح بعد 33 سنة على ميلاده في بيت لحم، لما كان لهذا الأخير أي أهمية على الإطلاق ولما كان تحوّل إلى يوم عيد يحتفل به 2.3 مليار شخص مسيحي حول العالم.


معايدة

يشدّد دالي على أنّه من الجيّد اعتناق المعايدة التقليدية لكن مع عدم فقدان التبصّر للعمق الروحي الذي تحتويه. ويستشهد بالكاتب سي أس لويس الذي لخّص الأعجوبة بالطريقة الفضلى حين قال إنّ المسيحيّين يتذكّرون في يوم الميلاد أنّ "ابن الله أصبح إنساناً ليمكّن الناس من أن يصبحوا أبناء الله". وتابع الكاتب: "هذا ليس ادّعاء صغيراً – هو ما يؤمن المسيحيون على أنّه ليس صحيحاً فقط بل حقيقة تغيّر حياتكم وحياتي".

"لذلك، من عائلتي إلى عائلتك، ميلاداً مجيداً!"




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم