الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ماذا تخبئ لنا "بواحير" هذه السنة؟\r\n

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
A+ A-

"شو قولك هالشتوية رح تجي مرفقة هالسنة؟"، تسأل ليلى والدتها الجالسة في مقعدها المعتاد في بيتها الكائن في قرية عين جديدة-بحمدون. السيدتان لم تتوقفا عن الحديث حول الطقس المتوقع لفصل الشتاء المقبل خلال "صبحيتهم" المعتادة، "بدنا نشوف غيتا شو طلع معها بالبواحير.. انشالله تكون مرفقة هالسنة"، تقول ليلى.


"البواحير" تقليد يتبعه الكثير من اللبنانيين لمعرفة ما تخبئه السنة من أمطار وثلوج ورياح،.. تقليد يضمحل مع الأيام، ولم يبقَ إلا بعض الأفراد الذين يحافظون عليه. فماذا تخبئ هذه السنة من رياح وأمطار وثلوج؟ وكيف تحسب هذه "البواحير"؟
غيتا احدى أقرباء ليلى توارثت عادات أجدادها واستطاعت حتى اليوم أن تحافظ على تقليد عرف منذ قرون لمعرفة أحوال الطقس على مدار السنة، تقليد لا يزال حتى اليوم مرجعاً للكثير من القرويين لتحضير أنفسهم لفصل "يحمل خيرات كثيرة".
غيتا، امرأة في عقدها الخامس، استطاعت أن تحافظ على التقاليد التي كانت والدتها تمارسها والتي سبق لها أن تعلّمتها من أجدادها. تقول أن "البواحير" تقسم وفق التقويمين الشرقي والغربي. تبدأ الحسابات وفق التقويم الغربي في 14 من أيلول الذي يصادف يوم عيد الصليب، أما التقويم الشرقي فيبدأ في 27 أيلول.
وتشرح أن "الطريقة عينها نعتمدها في الفترتين، نبدأ بمراقبة الطقس من أول يوم، عيد الصليب وفق التقويمين، أي في 14 أيلول و27 منه، ولمدة 12 يوماً ما يعادل أشهر السنة"، مضيفة أن "طقس كل يوم من الأيام الاثني عشر يدل على حالة طقس شهر بكامله، وذلك بدءاً من شهر أيلول".


 


وتشير الى أنها تعمد الى مقارنة نتائج "البواحير" وفق التقويمين. فماذا يخبئ طقس هذه السنة وفق "البواحير" الغربية"؟
كشفت غيتا حالة الطقس للأشهر المقبلة وفق حسابات التقويم الغربي: "حالة الطقس في شهر أيلول دافئة نسبياً، تشرين الأول وتشرين الثاني يحملان أياماً دافئة وأياماً باردة، أما في كانون الأول فستكون حالة الطقس باردة". وتضيف أن الطقس في شهر كانون الثاني سيكون جميلاً في بعض الأيام، أما الأيام الأخرى فسيكون بردها قاسياً، في شباط الطقس غائم، حتى طقس آذار غائم ومشمس". الا أن وفق "البواحير" التي كتبتها غيتا على أحد دفاترها لتقارنها بنتائج "البواحير الشرقية"، يختلف الطقس هذه السنة عن السنوات التي مضت، فطقس نيسان سيكون غائماً وممطراً، حتى شهر أيار سيكون ماطراً، وحزيران غائماً وماطراً، أما في تموز وآب فسيكون الطقس ماطراً وصافياً". وتنتظر السيدة غيتا "البواحير" وفق التقويم الشرقي، لتقارنها بنتائج "البواحير" الغربية، وتوضح أنه "بالاجمال "البواحير" الشرقية بتصدق أكتر من الغربية.. ".
هذه التقاليد لا تقتصر فقط على مراقبة الطقس، فهناك عادة تعتمد في بعض القرى، في ليلة عيد الصليب. تشرح غيتا: "ليلة عيد الصليب أي في 13 أيلول و26 منه نضع ملحاً على 12 ورقة التوت تيمناً بأشهر السنة في العراء، وفي اليوم الثاني وقبل بزوغ الفجر، أراقب الملح على كل الأوراق، فاذا كان الملح جامداً يكون البرد قارساً، واذا ذاب الملح فالشهر يخبئ أمطاراً وافرة واذا لم يتغيّر حال الملح فالطقس سيكون صافياً". البعض يطبق هذا التقليد خلال الأيام الاثني عشر الممتدة من 14 أيلول حتى 26 منه ومن 27 أيلول حتى 8 من تشرين الأول.
وتشير غيتا الى أن نتائج هذه "البواحير" قد لا يكون كما هو متوقع، فـ"كل شي تغيّر.. الطقس تغيّر، المناخ تغيّر"، تقول مبتسمة، وتردد: "فلننتظر "البواحير" الشرقية، ونرى ما يخبئه الطقس لنا".
تبقى حسابات "البواحير" لذة ومتعة لأهالي القرى، وتراث يتمسكون به خارج اطار المنافسة مع الأرصاد الجوية المستندة الى معطيات الأقمار الاصطناعية.


[email protected]


Twitter: @ReineBMoussa

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم