أزمة تبادل السفراء بين نقيضين

ليس واضحا اذا كانت مقاربة لبنان لموضوع "الندية" في التعامل مع المملكة العربية السعودية هي المقاربة السياسية والديبلوماسية الصحيحة في موضوع موافقة المملكة على السفير اللبناني المعتمد، في مقابل عدم تحديد موعد في الخارجية اللبنانية لتسلم اوراق السفير السعودي الجديد. اذ ان هذه الاسباب التي تعلن لتبرير الموضوع قد تؤتي ثمارها على المستوى الشعبوي، لكن مصادر سياسية عدة تخشى ان يكون لبنان يلعب على حافة الهاوية بالنسبة الى هذه المسألة، على قاعدة ان ثمة كلاما عن اعادة المملكة سفيرها في بيروت الى الرياض في مدة قد لا تتعدى نهاية السنة الحالية، فيما يؤدي التردي الواضح في العلاقات مع المملكة الى ما هو مؤذ للبنان اكثر بكثير مما هو مؤذ للمملكة، بدليل ضرب رجال اعمال الاخماس بالاسداس حول احتمال بقاء اعمالهم في المملكة ام لا. وقد أثر ذلك على اللبنانيين العاملين في دول الخليج أيضا، من زاوية ان المملكة قد لا تبعد أحدا على نحو مباشر، لكن توتر العلاقات ينعكس على اللبنانيين واحتمالات توسع اعمالهم هناك. وتحظى المقاربة الديبلوماسية لهذا الموضوع بعدم ارتياح سياسي، لأن ارتداداته خطيرة على لبنان، إذ تجزم مصادر معنية بأن لبنان لا يمكن ان يكون ضد المملكة او ان يعيش في خصومة معها حتى لو ان المملكة اخطأت مع لبنان،...