الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

غاب الآخرون فحضرت فرنسا

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
غاب الآخرون فحضرت فرنسا
غاب الآخرون فحضرت فرنسا
A+ A-
لم تقف فرنسا حائرة يوم حار الآخرون، لأن لبنان لم يدخل في الضمير الفرنسي لكي يخرج منه. حدث ذلك منذ أجيال وانتهى الأمر. حدث قبل السياسة، قبل ولادة كيانات المنطقة بما فيها الكيان اللبناني. فلم تكن فرنسا يوماً في وضع المحاسبة مع لبنان، لأنها أعطت من دون حساب المصالح. من نجمة الكتب التي شعت في كتابات لامرتين حين أطلّ عليه صنين من مرفأ بيروت عام 1832، ومن سبقه ومن تبعه من أدباء فرنسا ومستشرقيها، إلى دماء الجنود الفرنسيين التي سالت خريف 1983 في بيروت، في العمليتين الإرهابيتين المعروفتين اللتين استهدفتا القوة المتعددة الجنسيات، واللتين سقط فيهما 219 جندياً أميركياً من المارينز، و72 جندياً فرنسياً. أُرسيت الصداقة على تلك الآفاق التي لا تحدها حدود، ولذلك فهي ترسخت ونمت، منذ ذلك الإرث التي تركته للبنان في عملية بنائه الحديث من قوانين وإدارة وجامعات ومؤسسات ومستشفيات، وإلى زمن إيمانويل ماكرون، بعد جاك شيراك، اللذين حرّكا العالم في المؤتمرات الدولية. وشاءت الأقدار أن يكون رفيق الحريري مع شيراك وسعد الحريري مع ماكرون في قلب تلك المؤتمرات، بعيداً من مقولات الحماية التاريخية للموارنة والمسيحيين، لأن فضل العلاقة الحالية أن فرنسا أخذت لبنان بالجملة لا بالمفرق. أخذته كما هو وكما تطور في تكوينه البشري. ولذلك إنعقد مؤتمر سان كلو بجوار باريس للحوار عام 2007 بممثلي جميع مكونات القوى السياسية اللبنانية، بما فيها "حزب الله". وكان مبعوثو فرنسا في زمن الحرب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم