لماذا أيّدت غالبيّة الأميركيين المسيحيين قرار ترامب حول القدس؟

تأييد أميركا لإسرائيل مرده عاملان: تأثير اللوبي الصهيوني القوي على السياسة والمال والإعلام فيها ونجاحه في تسويق مزاعمه من جهة، وتقصير العرب في توضيح حق الفلسطينيين في أرضهم من جهة أخرى. أما قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية والذي جاء تحقيقا لوعد بذلك من الرئيس ترامب لم يكترث له من حاباه من العرب أبان حملته الإنتخابية وبعدها، فهو إن دل على شيء فهو يدل على ضياع بوصلة ترامب في السياسة الخارجية والداخلية على حد سواء، ومحاولة الأخير محاباة قاعدته الشعبية ذات الغالبية المسيحية الإنجيلية والتي تناصر إسرائيل، وخضوعه لمشيئة صهره الصهيوني - الأميركي جارود كوشنير ومشيئة أمثال الإسرائيلي - الأميركي شلدون أدولسون من كبار ممولي الحملات الإنتخابية لحزب ترامب، وتبني ترامب مزاعم المسيحيين المتصهينين فيما يخص أسرائيل. أما تقبّل غالبية الشعب الأميركي لقرار ترامب فمرده بدايةً أن الأميركيين اعتادوا على تأييد إسرائيل تأييدا أعمى بينما هم غير مطلعين على تفاصيل القضية المحقة للشعب الفلسطيني بسبب تكاسل العرب عن توعيتهم، ويحضرني هنا قول الإمام الشافعي: "نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا"، وأن عددا مؤثرا منهم ينتمون إلى ما اصطلح على تسميته بالمسيحيين الصهاينة.  من هنا، وبعد قرار الرئيس الأميركي المذكور، من المفيد مراجعة الخلفية الدينية وراء قبول غالبية الأميركيين لتلك الخطوة والمبني على فهم خاطئ لوعد الله لنسل إبراهيم. فقد نجح اللوبي الصهيوني في إقناع شريحة واسعة من الأميركيين والتي هي بغالبيتها من المسيحيين والإنجيليين، أقلّه بالإسم، أن الله يعتبر اليهود شعب الله المختار وأن مشيئته هي أن تكون إسرائيل لليهود، وتاليا أن أورشليم القدس هي عاصمتها. لكن على الرغم من تنامي الفهم الخاطئ للمسيحية لدى ما يقارب خمسين مليون أميركي إنجيلي والذين هم أكثر صهيونية من اليهود فإن قراءة متأنية...