الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

القمة الروحية رفضت صوتاً واحداً قرار ترامب حول القدس وأبدت قلقها من "الانقلاب" على القرارات الدولية

القمة الروحية رفضت صوتاً واحداً قرار ترامب حول القدس وأبدت قلقها من "الانقلاب" على القرارات الدولية
القمة الروحية رفضت صوتاً واحداً قرار ترامب حول القدس وأبدت قلقها من "الانقلاب" على القرارات الدولية
A+ A-

رفضت القمة الروحية اللبنانية المسيحية - الاسلامية القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل فيما هي عاصمة للدولة الفلسطينية، وأيدت الموقف الرسمي اللبناني منه، مبدية "قلقها الشديد من أن يؤدي التفرد الأميركي بالانقلاب على قرار مهم من قرارات الشرعية الدولية، الى محاولة فرض تقرير مصير اللاجئين خارج إطار العودة الى بلادهم المحتلة، وهو أمر يشكل اعتداء على أمن لبنان وسلامته ووحدته".  

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس القمة الروحية التي افتتحت بكلمات للراعي ورؤساء الطوائف الاسلامية. وبعد التشاور، أصدر المجتمعون بياناً عبّروا في مستهله عن "شعورهم بالصدمة بسبب إعلان الرئيس الأميركي السيد دونالد ترامب قراره الجائر اعتبار القدس التي هي عاصمة للدولة الفلسطينية، عاصمة للاحتلال الاسرائيلي ونقل مقر سفارة بلاده إليها"، معلنين "موقفهم الموحد" الآتي:

- "انّ القدس التي تزخر بمواقع تاريخيّة مقدّسة لدى الديانات التوحيدية ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى، ليست مجرّد مدينة عادية كغيرها من مدن العالم. وبالتالي فإنّ قرار الرئيس الأميركي المبني على حسابات سياسيّة خاصة، يشكّل تحدّياً واستفزازاً لأكثر من ثلاثة مليارات من البشر، ويمسّ عمق إيمانهم.

- إدراكاً من المجتمع الدولي لهذه الحقيقة واحتراماً لها، التزمت دول العالم كلّها قرارات الأمم المتّحدة التي تعتبر القدس وسائر الضفة الغربيّة أرضاً محتلّة، وامتنعت عن إقامة سفارات لها في القدس المحتلة. وشاركت الولايات المتّحدة المجتمع الدولي هذا الالتزام، الى أن خرقه الرئيس السيّد ترامب بالقرار المشؤوم.

- إنّ أصحاب القداسة والغبطة والسماحة يرفضون هذا القرار ويطالبون بالرجوع عنه، ويعتبرون أنّه، فضلًا عن مخالفته القوانين والمواثيق الدولية، يسيء الى ما ترمز اليه مدينة القدس كمدينة روحيّة جامعة.

- انّ تغيير هذه الصورة النبيلة للقدس، وتشويه رسالتها الروحيّة من خلال هذا القرار والتعامل معه أمراً واقعاً، تسيء الى المؤمنين، وتشكّل تحدياً لمشاعرهم الدينية وحقوقهم الوطنية، وتعمّق جراحاتهم التي تنزف حزناً ودماً، بدلاً من العمل على معالجتها بالعدل والحكمة، تحقيقاً لسلام يستجيب حقوق الأطراف جميعاً، وبخاصة الشعب الفلسطيني المشرّد منذ أكثر من سبعة عقود.

- يتوجه المجتمعون بالتقدير الكبير الى الشعب الفلسطيني وبخاصة أهل القدس، لصمودهم وتصدّيهم ومقاومتهم الاحتلال ومحاولات تغيير الهوية الدينية والوطنية لمدينة القدس.

- من أجل ذلك، يناشد أصحاب القداسة والغبطة والسماحة المرجعيات السياسية العربية والدولية العمل معاً بغية الضغط على الإدارة الأميركية للتراجع عن هذا القرار الذي يفتقد الحكمة التي يحتاج اليها صانعو السلام الحقيقيون. كما يناشدون الرأي العام الأميركي بمنظماته الأهلية والدينية، أن يرفع الصوت عالياً لتنبيه الرئيس ترامب وادارته الى مخاطر القرار الجائر الذي يزجّ الشرق الأوسط في دورة جديدة من دورات العنف التي عانى منها كثيراً.

- يعرب المجتمعون عن قلقهم الشديد من أن يؤدي التفرد الأميركي بالانقلاب على قرار مهم من قرارات الشرعية الدولية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، الى الانقلاب على قرارات أخرى بما في ذلك القرار الذي يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، لمحاولة فرض تقرير مصيرهم خارج إطار العودة الى بلادهم المحتلة، وهو أمر يشكل اعتداء على أمن لبنان وسلامته ووحدته، وهو الذي يستضيف حوالى نصف مليون لاجئ فلسطيني منذ عام 1948، والذي أكد في ميثاقه الوطني وفي دستوره رفض التوطين شكلًا ومضمونًا.

- إن المجتمعين، إذ يؤكدون تمسكهم بصيغة العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وتمسكهم بالمبادئ الوطنية التي أقرها الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني، يعربون عن دعمهم الموقف اللبناني الرسمي الرافض لقرار الرئيس الاميركي الجائر، كما يعربون عن تأييدهم للمشروع الذي طرحه رئيس الجمهورية اللبنانية أمام الأمم المتحدة باعتبار لبنان مركزاً دولياً للحوار بين أهل الأديان والثقافات المختلفة، وذلك تكاملاً مع صيغة عيشه المشترك ورسالته باحترام التعدد الديني والثقافي (...)".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم