الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

هكذا أقرأ مئوية ثورة أكتوبر

كريم مروة
Bookmark
هكذا أقرأ مئوية ثورة أكتوبر
هكذا أقرأ مئوية ثورة أكتوبر
A+ A-
أشارك في مئوية ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى بصفتي اشتراكياً منذ ما يقرب من سبعين عاماً، مؤكداً استمرار انتمائي إلى قيم الاشتراكية ومبادئها الأساسية باسم ماركس وإنجلز ولينين، معتزاً بالإنجازات التي حققتها الاشتراكية. لكنني أعلن بوضوح أنني ومنذ وقت مبكر، شخصياً وباسم الحزب الشيوعي اللبناني الذي انتميت إليه، بدأت وبدأنا نعلن اعتراضنا على ما ساد في التجربة الاشتراكية من خلل أساء إليها وإلى قيمها وإلى أبطالها الأوائل. وأعلنت في أكثر من مناسبة تقديري الكبير للقائدة الشيوعية التاريخية الشهيدة روزا لوكسمبورغ، تقديري لسيرتها البطولية ولجرأتها في نقد لينين حول الديموقراطية. وقد دفعت حياتها ثمناً لجرأتها على يد الفاشيين. للقائدة روزا لوكسمبورغ شركاء، كل من موقعه، في تقديم آرائهم الجريئة في الانتماء الحقيقي إلى الاشتراكية، باعتبار أن الإنسان هو القيمة الأساسية في الوجود.  إن انهيار التجربة الاشتراكية بسبب الخلل البنيوي الذي ساد فيها على امتداد عقود طويلة، لا يعني أن للتاريخ نهاية. فالتاريخ هو تواصل وتجاوز ومحطات فيها تقدم وفيها تراجع. لذلك أعلن أننا كاشتراكيين كنا ولا نزال وسنبقى مدعوين للاستفادة من الدروس التي أعطتنا إياها التجربة، وسنبقى مدعوين إلى إعادة صياغة المشروع الإشتراكي في شروط العصر، وأن نأخذ في الاعتبار الاختلاف في هذا المشروع بين بلد وآخر مع تعظيم العناصر المشتركة بين مختلف المشاريع الخاصة بكل بلد، لتأسيس أممية من نوع جديد، مختلفة اختلافاً جوهرياً في الشكل والمضمون عن الأمميات السابقة التي حملت اسم الاشتراكية.لقد قدمتُ أفكاري حول ما أعتبره شروطاً جديدة تتعلّق بالعصر الذي نحن فيه، مختلفة في أمور عديدة عما كانت عليه الاشتراكية، بما في ذلك بعض العناصر الأساسية فيها. وأشير إلى ثلاثة أمور، الأول هو التذكير بعناصر الخلل، وعددها خمسة عشر خللاً بنيوياً. الثاني أنني استفدت من قراءتي لأفكار بليخانوف في وصيته، إذ أعلن بوضوح استناداً إلى شروط العصر، تقديره بأن الطبقة العاملة لم يعد دورها كما كان قد تصوره لها ماركس. إذ أشار إلى الدور البالغ الأهمية للتكنولوجيا وللأنتليجنسيا في صياغة المشروع الاشتراكي واستمرار الثورة باسمه. الثالث يتصل بقراءتي لأفكار لينين في السياسة الاقتصادية الجديدة (النيب) التي أحدث فيها تغييرات جوهرية في أفكاره وسياساته باسم الإشتراكية من موقع السلطة. أهم ما استخلصه أنه لا بد من إعطاء دور للرأسمال لإعادة بناء روسيا التي دمرتها الحرب والحرب الأهلية....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم