السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

العراق هزم "داعش"... ماذا بعد؟

علي عواضة
علي عواضة
العراق هزم "داعش"... ماذا بعد؟
العراق هزم "داعش"... ماذا بعد؟
A+ A-

دخل العراق مرحلة جديدة بعد اعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القضاء على داعش في بلاده عبر خطاب النصر الذي تلاه قبل ايام، معلناً انتهاء حقبة سوداء دامية من تاريخ العراق. 

إعلان النصر اعتُبر خطاباً تاريخياً لما فيه من رسائل إلى الداخل والخارج، كالحفاظ على تنوع العراق التاريخي الديني والعرقي وعدم العودة إلى الخطاب الطائفي والتحريضي، الذي أسهم في ولادة "داعش"، واحترام القانون والقضاء وحصر السلاح بيد الدولة وبدء إعمار المدن المحررة، والبقاء على حالة الحذر والتأهب لمواجهة العمليات الإرهابية، وأخيراً بدء حرب شاملة على الفساد، وغيرها من النقاط التي تحدث عنها، ولكن في ظل الحديث عن وجود الآلاف من عناصر داعش المتواجدين بين النازحين، كذلك المتخفين بلباس مدني في مناطقهم، بالاضافة الى الخلايا النائمة والتهديدات الامنية قبيل الانتخابات منتصف السنة المقبلة. فهل "تسرّع" العبادي بإعلان النصر على داعش؟ وهل فعلاً انتصر العراق على التنظيم الارهابي؟

عضو البرلمان العراقي، ومستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي، اعتبر في حديثه لـ"النهار" أن "العراق حقق نصراً عسكرياً كبيراً على تنظيم داعش، وحرر جميع الاراضي المحتلة، ولكن الخطر الارهابي ما زال موجوداً عبر الخلايا النائمة في المناطق الغربية وطوق بغداد، فاحتمال عودة المفخخات ما زال قائماً ايضاً، والقضاء على تنظيم داعش عسكرياً لا يعني أبداً القضاء على فكر داعش، فالتنظيم الارهابي هو فكر خاطئ للدين الإسلامي".

وحدد الربيعي بعض الاجراءات التي يجب على الحكومة القيام بها لمنع "تجدد" داعش، وتمثلت في ما يأتي:

ـــ على الحكومة العراقية دمج جميع اطياف الشعب العراقي، وتشجيع العرب السنة على خوض الانتخابات ودعمهم بشكل مباشر، خصوصاً من قاتل داعش

ـــ احتضان من اعتبر نفسه مهمشاً طائفياً في السنوات السابقة.

ـــ القيام باجراءات اقتصادية وضخ موازنات للمحافظات، لمنع تمدد فكر داعش من جديد ولمنع اي احتكاك طائفي او نعرات يمكن ان تشكل خطراً على مستقبل العراق.

ـــ منع عودة السياسيين الذين كان لهم دور في الاحتقان المذهبي والطائفي، في السنوات السابقة، ومن لعب دوراً "شيطانياً" في الحياة العراقية.

ـــ اتخاذ تدابير جريئة من قبل الحكومة في ملفات عديدة كالفساد واحتضان الأقليات.

ـــ إعادة ثقة بعض سكان المناطق حول بغداد بالجيش، خصوصاً أولئك الذين ليس لديهم ثقة ببعض الوحدات العسكرية

وبحسب الربيعي، فإن "التهديد الارهابي سيستمر، ويمكن ان ترتفع وتيرته خصوصاً قبل الانتخابات المقبلة، فالخوف يبقى من التفجيرات الارهابية، والعمل على الوتر المذهبي لشد العصب الطائفي قبل الانتخابات المقبلة، وهو ما يعتبر تحدياً ايضاً للحكومة، مشدداً على ان الاجواء السياسية تبقى افضل من السنوات الماضية، ولكن على الحكومة التعامل مع الجيوب بحزم لكي لا نعود الى الحقبة القديمة السوداء".

مستقبل الحشد الشعبي

وحول مستقبل الحشد الشعبي في المرحلة المقبلة، رأى الربيعي أن "الحشد أصبح جزءاً من الجيش العراقي ويساند بشكل اساسي في العمليات التي يقوم بها الجيش، ويمكن ان يبقى كما هو الحال مع "الدرك" في تركيا او الحرس السعودي او حتى الحرس الثوري الايراني، كذلك يمكنه الحفاظ على الأمن في العديد من المناطق كذلك الحفاظ على النظام السياسي العراقي، فمهمته لن تقتصر فقط على محاربة التنظيم الارهابي، بل إبعاد أي خطر كان عن العراق وشعبه".

 بدوره رأى المحلل السياسي العراقي وسام جواد، أن "إعلان النصر كان مبكراً جداً، وهدفه سياسي قبيل الانتخابات المقبلة، فهناك اكثر من داعش على الاراضي العراقية، والارهاب سيبقى لأن القوى الاجنبية ليست من مصلحتها ان يبقى العراق مستقراً لا أمنياً ولا سياسياً".

وتساءل جواد، عن "اي انتصار نتحدث وما زال السكان في مناطق بغداد يخافون من التفجيرات؟ فالخلايا النائمة يمكن ان تستعيد نشاطها في اي لحظة تتلقى فيها الأوامر من الخارج، كما ان الاحتقان الطائفي ما زال كما هو وإن بوتيرة أخف، فالخطر ما زال موجوداً ويهدد اي انتصار قد يعلن، في ظل عدم نضج سياسي، وشعور البعض بالغبن السياسي، مؤكداً أن الكرة الان في ملعب الحكومة العراقية لاستيعاب الجميع واحتضان جميع اطياف الشعب بأكمله".

إذاً، نهاية المعارك الكبرى مع داعش، لا تعني انتهاء الازمة. فالعراق يواجه حالياً تحديات كبيرة تحاول القيادة العراقية تفكيك ألغامها قبيل الانتخابات المقبلة، بينما الخوف الأكبر يبقى من الأوضاع الامنية حول العاصمة بغداد وبعض الجيوب الأمنية، فالأزمات على ما يبدو ستبقى تلاحق العراق في المرحلة المقبلة أكانت من الناحية الاقتصادية او السياسية وصولاً الى الأمنية.

اقرأ المزيد: هل انتهى "داعش" بعد تعدّد متبنّي إنهائه؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم