السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الأسد "الذليل" وبوتين "البطل": الانسحاب دعاية انتخابية أم مهمة وانتهت؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
الأسد "الذليل" وبوتين "البطل": الانسحاب دعاية انتخابية أم مهمة وانتهت؟
الأسد "الذليل" وبوتين "البطل": الانسحاب دعاية انتخابية أم مهمة وانتهت؟
A+ A-

على الرغم من دخوله الأراضي السورية، لم يعطِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ‏للرئيس السوري بشار الأسد الفرصة باستقباله استقبال الرؤساء. ولم يخرج موقع ‏اللقاء عن الجغرافيا التي تسيطر عليها القوات الروسية. ‏ 

هو اللقاء الثالث، بعد زيارتين سابقتين انتقل فيهما الأسد وحيداً بطائرة روسية للقاء ‏بوتين. الأولى في 20 تشرين الأول من العام 2015 في موسكو، والثانية بعد سنتين ‏في 20 تشرين الثاني 2017 في سوتشي. لقاءان ضربا صورة الأسد. أما الثالث فلم ‏يرحم هيبته "في العرين". ‏

في العام الماضي وفي المكان نفسه، تعرض الأسد للموقف نفسه. إذ سبق وأرسلت ‏موسكو وزير دفاعها سيرغي شويغو إلى سوريا، وتمركز في حميميم ليستقبل ‏ضيوفه ومنهم شخصية رفيعة المستوى كانت الأسد.‏

الصورة التي سربت لقيادي روسي يمسك بيد الأسد لمنعه من التقدم بعد انتهاء اللقاء ‏مع بوتين ليست سهلة على أنصاره. وليس شكل اللقاء وحده محور الانتقاد. ‏المضمون أيضاً الذي أعلن عنه بوتين من قاعدة حميميم الروسية استدعى من ‏المراقبين البدء بقراءات أولية. الجهة التي استطاعت أن تبقي الأسد واقفاً على ‏قدميه أمام ضربات المعارضة طوال 7 سنوات أعلنت بدء الانسحاب من سوريا. ‏

وجاء التصريح في وقت ينشغل فيه العالم بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ‏بنقل السفارة الاميركية إلى القدس واعترافه بأنها عاصمة اسرائيل. كما اعلان ‏الانسحاب يأتي في ظل تحركات عسكرية غير بريئة في "مثلث الموت" جنوب ‏سوريا والذي ينذر بمعركة ما يحضرها النظام السوري وحلفاؤه ومواجهات ‏عسكرية في حماة وحصار في الغوطة ومباحثات جديدة في جنيف.‏

‏ زيارة بوتين الارض السورية بطريقة خاطفة قبل انتقاله إلى مصر، وبعدها تركيا، ‏وتصريحه بالانتصار على الارهاب أيضاً أتت بعد أيام من اعلانه الترشح لولاية ‏رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في آذار المقبل، ما دفع الفريق السوري ‏المعارض إلى اعتبار اعلان الانسحاب "تصريحاً انتخابياً دعائياً" عنوانه ‏‏"الانتصار". تطور استدعى تساؤلات عديدة: هل انتهت الحرب؟ ماذا عن الوجود ‏الايراني والتركي؟ هل يهدي بوتين انجازاته إلى إيران؟ ما حقيقة انسحابه من ‏سوريا؟ لماذا هذا التعاطي البوتيني مع الأسد؟

ودائماً لكل حدث في سوريا وجهتا نظر. والعميد السوري المعارض أحمد رحال ‏يعتبر في حديث لـ"النهار" أن "الزيارة ترتبط بالانتخابات التي يستعد لها بوتين في ‏روسيا، وأراد أن يظهر كالبطل بأنه استطاع الانتصار في الحرب على الارهاب ‏ويوظف تصريحه وزيارته بطريقة دولية. وحاول أن يظهر أنه يهتم بالحل السياسي ‏وانه يسحب قواته، لكن في الحقيقة أن قاعدة حميميم بكل قدراتها لا تزال موجودة، ‏والمنظومة الدفاعية اس 400 لا تزال فعالة، والفرق الخاصة لحماية حميميم ‏وطرطوس موجودة، وبالتالي ما سيتم سحبه هو الفائض من القوات الروسية ‏لتخفيف الاعباء الاقتصادية"، مذكراً بوجود الغواصتين الروسيتين في البحر ‏المتوسط. ويخلص إلى أن "تصريح بوتين دعاية انتخابية وكذب على المجتمع ‏الدولي".‏

في المقابل، يوضح العميد المتقاعد أمين حطيط المقرب من "حزب الله" أن "الروس ‏دخلوا إلى سوريا لاتمام مهمة محددة عنوانها محاربة الارهاب، واليوم سوريا باتت ‏بأمان وبالتالي انتفى سبب وجود الروس"، لافتاً إلى أن "ما تحدث عنه بوتين هو ‏انسحاب القوى المساندة التي دخلت عام 2015 وليس خروج روسيا، فقاعدة ‏حميميم كانت قائمة اساساً ولا تزال وستكون جاهزة لاستقبال قوات مساندة مجددا ‏في حال استدعى الامر ذلك، وبالتالي العلاقة الروسية - السورية من هذه الناحية ‏مستمرة".‏

ماذا عن شكل لقاء الأسد - بوتين، وعدم زيارة الأخير الاسد في قصره؟ يجيب ‏حطيط: "بوتين جاء في مهمة محددة إلى سوريا وهي لشكر قواته الروسية على ‏النجاح في المهمة التي اوكلت إليهم"، مذكراً بأن "قاعدة حميميم على ارض سورية ‏وبامكان الاسد استقبال بوتين في أي مكان سوري مثلما استقبل بوتين الأسد في ‏موسكو أو في سوتشي او غيرها من المناطق الروسية".‏

يسارع دائماً الأسد إلى الارتماء في حضن بوتين، والعميد السوري رحال لم ير في اللقاء إلا تعاطي بوتين مع الأسد كـ"الذليل"، ويقول: "تم سحب ‏الأسد بطائرات شحن إلى موسكو واليوم تم جره إلى قاعدة حميميم، وفي الزيارتين ‏إلى روسيا ظهر من دون مترجم أو كاتب محضر أو وفد مرافق"، يضيف: "من ‏الواضح أن بوتين لا يعامل الأسد كرئيس، بل يتم جره إلى المكان الذي يريده ‏الرئيس الروسي، حتى وصل الأمر سابقاً إلى دخول قاعدة حميميم للقاء وزير ‏الدفاع". ويتابع: "لو كان بوتين سينسحب من روسيا فذلك يعني خسارة ما انجزته ‏قواته ووضع كل ما فعله في الحقيبة الايرانية وبوتين ليس غبياً لفعل ذلك".‏

أما حطيط فلا يربط بين العلاقة الروسية - السورية والسورية - الايرانية، ويقول: ‏‏"الكلام عن تسليم الإنجاز لإيران غير صحيح، لأن لا منافسة بين الطرفين، ‏والموضوع الايراني - السوري محيَّد عن هذا الموضوع. روسيا أتت لمساندة الأسد ‏لأن سقوطه يعني ان موسكو ستكون مهددة بالإرهاب".‏

‏ ‏[email protected]

Twitter: @Mohamad_nimer


‏ ‏



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم