الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الجامعة العربية تحذّر من "دفع المنطقة إلى الهاوية" نتيجة قرار ترامب

الجامعة العربية تحذّر من "دفع المنطقة إلى الهاوية" نتيجة قرار ترامب
الجامعة العربية تحذّر من "دفع المنطقة إلى الهاوية" نتيجة قرار ترامب
A+ A-


سجلت تظاهرات جديدة في الشرق الاوسط ودول أخرى الاحد احتجاجاً على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.  

وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل بانها "دولة ارهابية تقتل الاطفال"، وقال انه "سيناضل بكل الوسائل" ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للدولة العبرية.

وجاء في خطاب ناري ألقاه في مدينة سيواس بوسط البلاد أن "فلسطين ضحية بريئة ... أما اسرائيل فهي دولة ارهابية، نعم، ارهابية... لن ندع القدس تحت رحمة دولة تقتل الاطفال".

من جهة أخرى، دعا البابا فرنسيس في بيان الاحد "الجميع" الى "الحكمة" و"التروي" من أجل "تجنب دوامة جديدة من العنف".

وبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة لفرنسا للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على ان ينتقل الى بروكسيل الاثنين للقاء وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي. وقبيل بدء جولته، انتقد نتنياهو "النفاق" الاوروبي بسبب التنديد بقرار ترامب، معتبراً أنه ينبغي انتقاد الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة أيضاً.

وقال نتنياهو الذي يواجه ايضا انتقادات حادة من المسؤولين الاوروبيين في شأن البناء الاستيطاني :"احترم اوروبا، لكنني غير مستعد لقبول معاييرها المزدوجة". وأضاف: "أسمع أصواتاً من هناك تدين التصريح التاريخي للرئيس ترامب، ولكن لم اسمع ادانات للصواريخ التي تطلق على اسرائيل أو التحريض المروع عليها. لست مستعداً لقبول هذا النفاق".

وأثار اعلان ترامب الاربعاء ثلاثة أيام من المواجهات والتظاهرات في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقتل اربعة فلسطينيين في قطاع غزة، اثنان في غارة جوية اسر ائيلية بعد اطلاق صواريخ من القطاع والآخرين في مواجهات على الشريط الحدودي مع اسرائيل.

والاحد، دارت مواجهات في مدينة الخليل ومخيم العروب القريب منها، جنوب الضفة الغربية المحتلة، مما أدى الى اصابة فلسطيني واحد بالرصاص المطاط.

على صعيد آخر، أعلن الجيش الاسرائيلي انه هدم نفقاً تابعاً لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" يمتد من قطاع غزة الى الاراضي الاسرائيلية، لكنه قال إن هذا الامر غير مرتبط بالاشتباكات والتظاهرات الاخيرة في الاراضي الفلسطينية احتجاجاً على قرار ترامب. وأفاد مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية ان أكثر من 1100 شخص أصيبوا في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي جراء الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط والرصاص الحي، من الخميس الى السبت. وفي القاهرة، تظاهر طلاب واساتذة جامعات في جامعة الازهر العريقة.

وأظهرت صور انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين. وتظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين أخريين. كذلك، تظاهر آلاف المسلمين الاندونيسيين في جاكرتا أمام السفارة الاميركية، في كبرى الدول ذات الغالبية الاسلامية من حيث عدد السكان، تعبيراً عن غضبهم من القرار الاحادي الاميركي. ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية ورايات كتب فيها: "نحن مع الفلسطينيين" و"صلّوا لفلسطين".

وكان قرار ترامب اثار تنديداً دولياً وتحذيرات من انزلاق المنطقة الى دوامة عنف جديدة.

 ومن المقرر ان يزور نائب الرئيس الاميركي مايك بنس المنطقة في وقت لاحق من هذا الشهر، لكن مسؤولين فلسطينيين أكدوا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يلتقيه. والجمعة، أعرب شيخ الأزهر أحمد الطيب عن رفضه "القاطع" لطلب رسمي سبق له ان وافق عليه للقاء بنس في تلك الفترة. كما اعلن بطريرك الاقباط والكرازة المرقسية في مصر تواضروس الثاني السبت، أنه لن يلتقي بنس في القاهرة في نهاية الشهر الجاري، احتجاجا على قرار واشنطن عن القدس.

مجلس الجامعة العربية

وندّد وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة بقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالوا في بيان إن هذا القرار يهدد بدفع المنطقة إلى هاوية.

وأضاف البيان أن وزراء الخارجية يؤكدون رفض القرار وإدانته واعتباره "قراراً باطلاً وخرقاً خطيراً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة ذات الصلة" والتي أكدت أن القدس الشرقية أرض محتلة.

ولاحظوا ان القرار يشكل انتهاكاً للفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية التي أكدت عدم شرعية جدار الفصل الذي عزل أجزاء من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

وشددوا على أنه "لا أثر قانونياً لهذا القرار الذي يقوض جهود تحقيق السلام ويعمق التوتر ويفجر الغضب ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء وعدم الاستقرار". واعتبروا القرار "تطوراً خطيراً وضعت به الولايات المتحدة نفسها في موقع الانحياز الى الاحتلال وخرق القوانين والقرارات الدولية وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام".

وأعربوا عن تمسك الدول العربية بقرارات مجلس الأمن التي تنص على أن "جميع الإجراءات والقرارات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها (الأراضي الفلسطينية) أو فرض واقع جديد عليها لاغية وباطلة"، وتالياً أنها "لن توجد حقاً ولن تنشئ التزاماً". وذكروا أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية "التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".

وحذروا من أن "العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها واستمرار محاولات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وتغيير الهوية العربية للمدينة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي".

وطالبوا الولايات المتحدة بإلغاء قرارها. ودعوا الدول المختلفة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. كما دعوا إلى العمل على استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم