الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"جدي كان مجرماً نازياً"

المصدر: "أ. ف. ب"
A+ A-

كانت جنيفر تيغ مصنفة ضمن ما كان يعتبره النازيون "دون البشر"، وذلك لان جدها آمون غوت، "سفاح معسكر بلاسزوف" في بولندا، لم ترق له بشرتها الملونة وشعرها الاسود.
ولم تكتشف جنيفر، المقيمة في مدينة هامبورغ الالمانية حيث تعمل في مجال الاعلان، حقيقة ما جرى معها في طفولتها سوى في سن الثامنة والثلاثين، وتقول "قتلني جدي آمون".
وأمون، جد جنيفر، هو المسؤول النازي المشهور، الذي ادى رالف فيين دوره في فيلم المخرج ستيفن سبيلبرغ، والذي كان معتادا على اطلاق النار من شرفة دارته المطلة على المعكسر، بشكل عشوائي على المرحلين اليه، او افلات كلابه المفترسة عليهم، لتقطعهم اربا..
وتقول جنيفر معلقة على تاريخ جدها الدموي "ليس هناك ذنب ينتقل بالوراثة، كل انسان مسؤول عن افعاله وسيرته فقط".
لكنها لم تتوصل الى هذا الاقتناع الا بعد تعمق طويل في تاريخ جدها السفاح النازي الذي حوكم واعدم شنقا في بولندا في العام 1946، وفي بعض الذي ما زالت تحمله في ذاكرتها من ايام الطفولة.
تبلغ جنيفر من العمر اليوم 43 عاما، وهي متزوجة وام لولدين.
وجنيفر هي ثمرة زواج قصير بين ابنة غوت، وطالب من نيجيريا كان مقيما لمدة في بافاريا جنوب المانيا.
وبعد اربعة اسابيع من ولادتها، وضعت في مركز ثم تبنتها عائلة بعد ذلك وهي في سن السابعة.
واكتشفت جنيفر تاريخها وتاريخ عائلتها البيولوجية صدفة، اثناء تجولها في المكتبة العامة في هامبورغ، اذ صادفت كتابا يحمل عنوان "ينبغي ان احب جدي، اليس كذلك؟".
وتقول: "لقد شعرت بنداء في داخلي، كان أشبه بموجة غطتني...خرجت من المكتبة والقيت نفسي على مقعد".
وعندما وصلت الى بيتها، عادت وقرأت الكتاب من غلافه الاول الى غلافه الاخير، ثم بدأت رحلتها في البحث عن هويتها، واستمرت خمس سنين.
وتقول: "في البدء، لم افاجأ بشخصية جدي، بل بشخصية جدتي التي كانت بالنسبة لي شخصا مهما في طفولتي، وكانت تشعرني بالدفء والامان".
فقد رفضت جدتها، روت الين كالدر، الاعتراف بما اقترفه زوجها، قبل ان تنتحر في العام 1983.
فقد كانت محبة له، وهذا ما يثير الاستغراب لدى حفيدتها، "كيف يمكن ان تكون محبة، وحبيبة جلاد؟ كيف يمكن ان تستقيم الصورتان معا؟".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم