الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"يوم الغضب" عمّ فلسطين والعالم يعزل واشنطن بسبب القدس

"يوم الغضب" عمّ فلسطين والعالم يعزل واشنطن بسبب القدس
"يوم الغضب" عمّ فلسطين والعالم يعزل واشنطن بسبب القدس
A+ A-

خرجت أمس تظاهرات عقب صلاة الجمعة في الاراضي الفلسطينية في "يوم الغضب" من قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. وتخللت التظاهرات اشتباكات مع الجنود الاسرائيليين اسفرت عن مقتل فلسطيني وجرح مئات آخرين. كما خرجت مسيرات منددة بالقرار الاميركي في مدن عربية وعالمية، بينما وجدت واشنطن نفسها في عزلة خلال جلسة طارئة لمجلس الامن.    

ومع انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، شق المصلون طريقهم صوب أبواب البلدة القديمة ورددوا‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬ هتافات "القدس لنا... القدس عاصمتنا" و "ما بدنا كلام فاضي بدنا كلاشينكوف". وحصلت بعض المواجهات بين المحتجين والشرطة. ‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الشاب محمود المصري (30 سنة) بعد اصابته برصاص الجيش الاسرائيلي في مواجهات في خان يونس قرب الشريط الحدودي جنوب قطاع غزة.

بينما تحدث الجيش عن اعتراض "القبة الحديد" صاروخا أُطلق من قطاع غزة.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن 25 شخصا بينهم ستة أطفال أصيبوا في غارة جوية على موقع داخل غزة. ولاحقاً اعلنت الوزارة مقتل فلسطيني ثانٍ بنيران الجيش الاسرائيلي في بيت لاهيا بالقطاع.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن آلاف الفلسطينيين شاركوا في تظاهرات في الضفة الغربية، مشيراً الى "توقيف 28 مثيراً للشغب فيما أصيب نحو 68".

 وتظاهر عشرات الآلاف من الاشخاص في عدد من الدول العربية والاسلامية، منددين بقرار ترامب، ومعبرين عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

ولم تشهد التظاهرات حوادث عنف تذكر. وبدا حجمها أقل مما كان متوقعا.

وشارك أكثر من 20 الف شخص في تظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من امام المسجد الحسيني الكبير في وسط عمان، رافعين شعارات منددة بقرار ترامب.

وفي القاهرة، تظاهر مئات المصلين عقب أداء صلاة الجمعة في المسجد الأزهر محاطين برجال الأمن، وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وأحرقوا علم اسرائيل وعلم الولايات المتحدة.

ورفض شيخ الأزهر أحمد الطيب "بشكل قاطع" طلباً رسمياً سبق له أن وافق عليه للقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس نهاية الشهر الجاري.

 وخرجت تظاهرات أيضاً في سوريا والعراق وتونس وليبيا واليمن وايران وتركيا وأفغانستان وباكستان وماليزيا.


مجلس الامن

وعقد مجلس الامن جلسة طارئة شهدت عزلة موقف الولايات المتحدة، بعد خطوة ترامب.

واكد مندوبو أسوج وفرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا لدى الامم المتحدة في بيان اثر الجلسة "ان وضع القدس يجب ان يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين تختتم باتفاق على الوضع النهائي".

وشددوا على انه في هذا الاطار "يجب ان تكون القدس عاصمة لدولتي اسرائيل وفلسطين. وفي غياب اتفاق، لا نعترف باية سيادة على القدس". ودعوا الولايات المتحدة إلى "طرح مقترحات مفصلة لإجراء تسوية إسرائيلية-فلسطينية".

وخلال الجلسة، قال المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف في كلمة عبر الفيديو من القدس، انه أعلنت "ثلاثة ايام غضب" من " 6 كانون الاول الى 9 منه"، محذراً من مخاطر "تطرف ديني" وداعياً زعماء العالم الى "ابداء الحكمة" لاعادة الهدوء الى المنطقة.

ورفضت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة نيكي هايلي "الخطب والدروس". وقالت ان بلادها "تبقى ملتزمة عملية السلام" في الشرق الاوسط. ورأت أن ترامب لم يفعل سوى الاعتراف بالواقع القائم، ما دامت مقار الحكومة والبرلمان موجودة في القدس.

واعتبرت أن الأمم المتحدة قوضت فرص السلام في الشرق الأوسط بدل من أن تدعمها.

وأضافت: "الولايات المتحدة تتمتع بالصدقية لدى الجانبين. لا ينبغي إجبار إسرائيل اطلاقاً على اتفاق سواء من الأمم المتحدة أو أي تجمع لدول أثبتت تجاهلها لأمن إسرائيل".


عباس

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما وصفه بـ"الإجماع الدولي الكبير". وحيا مواقف الدول التي أكدت رفضها القرار الاميركي" المخالف لكل قرارات الشرعية الدولية".

وقال "إن هذا الاجماع، على رفض القرار الاميركي، هو بمثابة رسالة دعم قوية لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في أرضه وعلى رأسها مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين".

وكرر عباس موقفه الرافض للقرار الاميركي، "وخلص الى "أن الولايات المتحدة الاميركية بهذا الموقف لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام".


تيلرسون

وصرح وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون بعد محادثات في باريس مع نظيره الفرنسي جان- ايف لودريان، بأن نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس لن يتم على الأرجح قبل سنتين على الاقل.

وقال: "هذه خطوة لن تحصل هذه السنة وربما ليس السنة المقبلة، لكن الرئيس يريد ان تكون الاجراءات ملموسة وبوتيرة ثابتة لضمان نقل السفارة الى القدس حين نكون قادرين على فعل ذلك، في أقرب وقت ممكن".

وأشار إلى خطوات نقل السفارة من تل أبيب الى القدس والتي تتضمن العثور على موقع، وضع خطط، الحصول على موافقة من الكونغرس على النفقات المتوقعة "ثم بناء السفارة فعلاً".

وشدد على أن الخطوة الاميركية لم تستهدف الحكم سلفاً على نتائج محادثات السلام المستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين. ولاحظ أن "الرئيس في بيانه... لم يشر إلى أي وضع نهائي للقدس. فعلاً، لقد كان واضحا جداً أن الوضع النهائي، بما فيه الحدود، سيترك للأطراف المعنيين للتفاوض".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم