الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جعجع معجب بمحمد بن سلمان... وقصة حب "المستقبل" و"القوات" لم تبلغ الطلاق بعد

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
جعجع معجب بمحمد بن سلمان... وقصة حب "المستقبل" و"القوات" لم تبلغ الطلاق بعد
جعجع معجب بمحمد بن سلمان... وقصة حب "المستقبل" و"القوات" لم تبلغ الطلاق بعد
A+ A-

صيف سياسي خيّم على الأجواء. الجميع احتضن التسوية في حكومة وحدة وطنية. الحريري وجعجع، ابنا "بيّ الكل". طار الحريري على غفلة الى السعودية. استقال، ولم يعد. ظروف الاقامة ضبابية. رئيس حكومة لبنان محتجز؟ سؤال لا اجابة عنه. "سعد ابني"، قال فخامة الرئيس. الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غدا عرّاباً. سعد رجع، وعانق "أباه". ساءت العلاقة بين حلفاء الأمس. "لا يمكنني تأكيد او نفي علاقة جعجع بالأزمة التي حصلت مع الرئيس الحريري في السعودية". قالها وزير الثقافة غطاس خوري. وللقصة تتمة... 

بدا جلياً تنوّع مواقف نواب "المستقبل" وتعددها إزاء التطورات الأخيرة. مصادر "مستقبلية" عزت ذلك الى "نزاع داخلي يختلج كل من انضوى تحت جناح قوى 14 آذار. هو بمثابة حنين الى تلك الفترة ذات الهدف والرؤية الواضحة". وقالت المصادر صراحة: "لاشك في ان الجميع يحن الى تلك الأيام. لكن المرحلة اليوم تطلّب تبصّراً. سنناضل لحصرية امتلاك السلاح، ولكل شيء وقته. لكننا اليوم نسعى الى بلورة سياسة النأي بالنفس في وجه حزب الله وايران".

ومن جهته يقول عضو كتلة المستقبل النائب أمين وهبة لـ "النهار" إن "الاختلافات في وجهات النظر بدأت تترجم منذ ترشيح الرئيس الحريري النائب سليمان فرنجية للرئاسة. لكن العلاقة مع القوات لا يمكن توصيفها بعيداً من المرتكزات التي جمعت الحزبين منذ 2005، وهي ثوابت تنسجم بين الجمهورين". وعن مصير مستقبل العلاقة بين الطرفين، يشير الى ان "اللقاء بين الحريري وجعجع سيتم حتما، لكنه يحتاج وقتا كي تنضج ظروفه. ذلك أن بعض الأمور تحتاج الى معالجة بين الطرفين. ولا يمكن للقاء أن يحصل قبل معالجة بعض النقاط الخلافية من دون صخب وبعيدا من الاعلام".

ويقول وهبة في هذا الإطار: "الرئيس الحريري عاد عن الاستقالة واستطاع الحصول على اجماع حول النأي بالنفس الذي رحّب به الجميع. على أمل اقتران الأقوال بالأفعال. كما استطاع تحقيق انجاز في باريس أمس. واذا كان الحريري حريصاً بهذا القدر على التسوية من أجل البلد، فهو بالتأكيد حريصٌ أكثر على حلفاء خاض معهم أجمل المعارك".

"القوات"

تبقى "الشكوى" البند الأول المطروح على طاولة النقاش. هل جعجع راح ليشي بالرئيس سعد الحريري لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؟ كثرٌ هكذا يتهمون رئيس "القوات". ويبنون اتهامهم استنادا الى ما يصفونه بـ"السلوك السياسي المريب" الذي انتهجه جعجع بعد زيارته المملكة. اذ لوّح باستقالة وزرائه من اوستراليا وعاد الى لبنان ليؤيّد الاستقالة وينتقد المتباكين ويغرّد خارج سرب القلقين على سلامة الحريري.

ردّ "القوات" جاهزٌ. انطلاقا من الحرص على دحض الشائعات يكشف مصدر "قواتي" رفيع لـ"النهار" تفاصيل اللقاء الذي دار بين جعجع وبن سلمان، ويقول:

"انقسم لقاء جعجع ـ بن سلمان في أيلول الماضي الى قسمين. الأول تضمن قراءة على مستوى واقع الصراع في المنطقة. اذ عبّر بن سلمان لجعجع عن رؤيته للمستجدات وما نتج من قمة الرياض وكيفية التعامل مع موسكو. وتناول معه الصراع القائم مع طهران مفندا كيفية مواجهة النفوذ الايراني "المتمادي" والخطط التي لا بد من وضعها للتصدي لمشروعها. ودخل معه في مجريات الصراع اليمني بشكل مفصّل، والاختراقات الايرانية المتواصلة".

ويضيف المصدر "القواتي": "كما قدم قراءة متكاملة عن مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة. وعاد بن سلمان ليُطلع جعجع على رؤيته الخاصة للواقع السياسي في لبنان. وتبين خلال اللقاء ان بن سلمان ملم جداً بالتفاصيل اللبنانية. فخرج رئيس "القوات" من اللقاء، مندهشا بـ"عنفوان ولي العهد الشاب وصلابته وعمق معلوماته وتحليلاته ورؤيته الشاملة على مستوى المنطقة". هذه المعلومات، يكشفها لـ"النهار" المصدر "القواتي نفسه، معبراً عن الاعجاب الكبير الذي يكنه جعجع لبن سلمان. وهو قد رأى فيه صورة الرجل العملي الذي يدخل مباشرةً في صلب المواضيع ويناقشها بعمق، ويرغب في الوصول الى استنتاجات".

اذاً العلاقة بين "القوات" و"المستقبل" رهنٌ بمعالجة الندوب أولاً، قبل اللقاء المرتقب الذي سيجمع قطبي 14 آذار عاجلاً أم آجلاً. الطلاق لم يقع حتى الآن. فهل تنقذ حلاوة الماضي بينهما مرارة الحاضر؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم