الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ترامب يعد خطة سلام للشرق الأوسط لاحتواء الغضب الناجم عن قراره الخاص بالقدس

ترامب يعد خطة سلام للشرق الأوسط لاحتواء الغضب الناجم عن قراره الخاص بالقدس
ترامب يعد خطة سلام للشرق الأوسط لاحتواء الغضب الناجم عن قراره الخاص بالقدس
A+ A-

كشف مسؤولون أميركيون وفلسطينيون أنه عندما أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيته الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أكد له أن هناك خطة سلام قيد الإعداد من شأنها أن ترضي الفلسطينيين. 

يستهدف ذلك كما يبدو الحد من تداعيات قرار ترامب في شأن القدس الذي يخالف السياسة الأميركية القائمة منذ فترة طويلة حيال تلك القضية الشائكة.

واستهدف الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب بعباس الثلثاء، أي عشية إعلانه المفاجئ الخاص بالقدس، على ما يبدو إلقاء الضوء على جهود وراء الكواليس يبذلها مستشارو البيت الأبيض لوضع خطة سلام من المتوقع طرحها في النصف الأول من 2018 لكنها صارت موضع شك الآن بسبب الغضب الذي يسود الشرق الأوسط جراء إعلان ترامب.

ومع إعلان الفلسطينيين أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة العمل وسيطاً نزيهاً بعد انحيازها الكبير الى إسرائيل في أحد أوجه الخلاف الرئيسية في الصراع، قال مسؤولو الإدارة إنهم يتوقعون "فترة تهدئة".

وأوضحوا أن فريق ترامب، بقيادة صهره ومستشاره جاريد كوشنير، سيضغط لوضع خطة تكون أساساً لمعاودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أملا في أن تنتهي الضجة وألا يستمر أي توقف في الاتصالات الديبلوماسية مع الفلسطينيين طويلاً.

ولكن وسط احتجاجات في الأراضي الفلسطينية وغموض في شأن ما إذا كان الفلسطينيون سيظلون مشاركين في جهود السلام، اعتبر مسؤول أميركي أنه لا يزال من الممكن تعطيل العملية. وقال: "إذا كانوا لا يزالون يقولون إنهم لن يتحدثوا فلن نفعل (نطرح الخطة) حينئذ".

وحذر كبار الحلفاء الغربيين والعرب لواشنطن من أن قرار ترامب في شأن القدس قد يحكم بالفشل على محاولات تحقيق ما يصفه الرئيس الأميركي بـ"الاتفاق النهائي" للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ولم تتبلور بعد تفاصيل الإطار التفاوضي ولا مؤشرات تذكر لتقدم ملموس في هذا المجال.

لكن مسؤولين تحدثوا عن شمول الإطار كل القضايا الكبرى بما في ذلك القدس والحدود والأمن ومستقبل المستوطنات على الأراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين، مع مطالبته السعودية وغيرها من دول الخليج العربية بتقديم دعم مالي كبير للفلسطينيين.

وأفاد مسؤولان أميركيان ومسؤولان فلسطينيان طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن ترامب سعى في اتصاله مع عباس الثلثاء إلى تخفيف أثر إعلان القدس بالتشديد على أن الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام التي يعكف على وضعها كوشنير والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جايسون غرينبلات.


تسوية مهمة

ونسبت المصادر الى ترامب قوله لعباس، الذي يدعمه الغرب، بأن مخطط السلام النهائي سيعرض على الفلسطينيين تسوية مهمة سترضيهم لكنه لم يقدم تفاصيل.

وأعلن مسؤول فلسطيني أن عباس رد على ترامب بقوله إن أي عملية سلام لا بد أن تتمخض عن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.

وقال مسؤول أميركي كبير إن ترامب أبلغ عباس أنه يريد البحث في القضايا شخصياً ووجه اليه دعوة لزيارة البيت الأبيض، بيد أن موعد الزيارة لم يتضح بعد.

والفلسطينيون قلقون على نحو متزايد من أن أي خطة يكشفها ترامب ستبخسهم حقهم وهي مخاوف عمقها إعلان ترامب رسمياً القدس عاصمة لإسرائيل مخالفا بذلك سياسة تتبعها واشنطن منذ عقود وتقوم على أن وضع المدينة القديمة تحدده مفاوضات الحل النهائي.

ويبقي كوشنير، الذي ليست له خبرة حكومية أو ديبلوماسية سابقة، مناقشاته طي الكتمان إلى حد بعيد. ويقول مسؤولون أميركيون إن كوشنير ساند قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب في آخر الأمر على رغم درايته بما قد ينطوي عليه ذلك من تعقيد لمساعيه للسلام.

إلّا أن مسؤولاً في البيت الأبيض لاحظ أنه نظراً الى أن مسعى السلام لم يفض بعد إلى مفاوضات بين الجانبين، فإن فريق كوشنير يعتقد أن الغضب الذي صاحب قرار القدس سيتراجع في نهاية المطاف. وقال إن الخطة، التي وصفها بأنها شاملة وستتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأميركية السابقة، سيكشف النقاب عنها قبل منتصف السنة المقبلة.

ومن الاختبارات الرئيسية لبقاء جهود السلام على مسارها ما إذا كان عباس سيمضي في اجتماع مقرر مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس عندما يزور المنطقة منتصف كانون الأول. وقال مسؤول فلسطيني كبير الخميس إن بنس ليس موضع ترحيب في فلسطين.

وأوضح أن ترامب أصر على أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يعني استباق نتيجة المفاوضات المستقبلية في شأن تلك القضية أو القضايا الأخرى بين الجانبين.

وأقر المسؤولون الأميركيون بأن تحركات ترامب حول القدس قد تحد من تعاون دول عربية مثل السعودية ومصر والأردن، تحاول الإدارة إشراكها في عملية السلام. بيد أنهم أكدوا أن العالم العربي الأوسع مهتم أيضاً بإبقاء ترامب مشاركاً في مواجهة إيران وقتال مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتالياً لن يظل على الأرجح بعيداً فترة طويلة عن جهود حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

ولفت أحد المسؤولين الأميركيين الى أن الفلسطينيين في موقف ضعيف الى درجة أنه لن يكون أمامهم في آخر الأمر خيار سوى مواصلة المشاركة في مساعي السلام التي تقودها الولايات المتحدة. وأضاف أن من الحجج الأخرى التي من المرجح أن يسوقها معاونو ترامب للفلسطينيين أن الرئيس الأميركي باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل قد يكون الآن أكثر قوة في طلب تنازلات لاحقاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم