الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"لبنان الرسالة" تنطلق في "استعادة الوطن"... ريمون ناضر و"الثورة البيضاء"

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
"لبنان الرسالة" تنطلق في "استعادة الوطن"... ريمون ناضر و"الثورة البيضاء"
"لبنان الرسالة" تنطلق في "استعادة الوطن"... ريمون ناضر و"الثورة البيضاء"
A+ A-

حوار ثلاثي في مقر الحركة في جعيتا. والحديث عن الوجع لبناني. "نعيش في وطن كأننا لسنا في وطن. لا احد من اللبنانيين يشعر بان هذا الوطن بيته الكبير"، يقول ناضر. 40 سنة في العمل الوطني، ولا مرة احسّ خلالها "بانني مرتاح في هذا البلد. دائما لدينا مشاكل وهزات وتوترات... الدنيا "خربانة" عندنا. النفايات اكلتنا، لا هاتف ولا كهرباء ولا ماء، ولا نظام...".  

مطلوب "استرداد البيت"  

وهذا يعني ان المطلوب "استرداد البيت"، وانه "حان وقت استعادة الوطن"، وفقا لشعار الحملة التي أطلقتها الحركة في الاسابيع الاخيرة، "من أجل تغيير الواقع الوطني والسياسي الذي باتت مشاكله المتعدّدة تشكّل تهديداً حقيقياً على كيان الدولة ومصير الوطن، واقتناعاً منّا بأهمّية إيصال أشخاص كفوئين إلى مجلس النواب، قادرين على بناء مؤسسات فعليّة تعطي الأمل في مستقبل أفضل"، على قولها.

الرسالة موجهة الى كل اللبنانيين: "البطل هو الذي يحب، وليس ذاك الذي "يزبّط حالو" و"هيدا قبضاي"... يقول ناضر في فيديو خاص بالحملة. "بعملك السياسي، عليك ان تعيش ايمانك بصدق وجذرية وشجاعة، ايا يكن الثمن". "كل شيء قائم على المحبة... وعندنا نقص مخيف في المحبة".   

هناك "خربطة" اساسية، في رأيه، وهي موجودة في "ذهنية الناس". "الذهنية التي لدينا قبلية قليلا، وليست ذهنية مواطنة". نمط "خاطىء" متجذر في المجتمع، ومطلوب "تغييره"، على ما يؤكد، اي ان "يتحرر اللبناني من عبوديته للزعيم، للطائفة، للقبيلة... علينا القيام بخطوة الى الامام، وننتقل من القبلية الى الوطن".


التغيير "ليس كبسة زر"  

انطلاقا من الهمّ الوطني، بدأت الحركة العمل على ما يسميه ناضر "توعية كيانية، على اساس وجداني، فكري، وجودي، وكياني"، وذلك قبل بدء "تطبيق التقنيات". ما يقوله لكل مواطن لبناني: "حياتك مهمة. لا تبعها كيفما كان، لا تهدرها. واعط المرحلة المقبلة من مستقبل لبنان حجمها الصحيح".

الانتخابات النيابية بعد اشهر قليلة. ما تسعى اليه الحركة هو ان "يعمد الناخب، لدى الاقتراع، الى ان ينطلق من مقاييس او معايير في اختيار مرشحيه". المهمة ليست سهلة، ويعرف ناضر ان التغيير "ليس كبسة زر"، والتوعية يجب أن تكون "متواصلة"، على قوله. "الأمر صعب وشائك، ويحتاج الى وقت، ويتطلب تليين حجارة. رَبَينا على عقلية عوجاء. ووفقاً لخبرتي في العمل السياسي، علينا ان نبدأ بالجيل الجديد. اصبح من الصعب تقويم الجيل القديم".    

تحقيقاً لرؤيتها، أسست الحركة "معهد التنشئة" في مقرها، مع رؤية محددة: "التنشئة على مقاربة العمل السياسي بذهنية جديدة، والتجذر في القيم والتزام الانسان والمجتمع". في شرح ناضر، المعهد "بمثابة مدرسة للشباب توفر دروسا عملية في مختلف المواضيع: الجغراسيا، الارشاد الرسولي، التعليم الكاثوليكي في العمل السياسي والشأن العام، فن القيادة... الهدف البعيد المدى تكوين شباب ليصبحوا "كوادر" سياسية، ويعرفون جيدا ان يعملوا في السياسة وبناء الوطن". المسألة حيوية. "كلما زاد عدد الكوادر، زادت حالة الوعي عند الناس"، على قوله.


في مقر المصالحة 

تعرّف "لبنان الرسالة" عن نفسها بأنها "حركة لبنانية تعمل على تعزيز مفهوم لبنان الوطن الرسالة، من خلال تطوير ذهنية جديدة في العمل السياسي ونشرها داخل المجتمع اللبناني، وهي قائمة على المحبة والحرية والمعرفة". بعد الانطلاق العام 2007 بلقاء اسبوعي، شهدت العام 2013 تحولا بتفرّغ فريقها للعمل والتطوير. وكانت في اولويات الاهداف "المصالحة المسيحية".

من مقرها في جعيتا، انطلقت بـ"لقاءات بين ضباط من الجيش و"القوات اللبنانية" ممن تقاتلوا خلال حرب الـ90"، يروي ناضر، في حضور مطران جبيل للموارنة آنذاك البطريرك الماروني حاليا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. "اردناها مصالحة عميقة وجدانية وحقيقية"، على قوله.

وقد توسعت اكثر فاكثر، لتشمل مختلف الرعايا والافرقاء. وكبرت ارض الحركة لتشمل مروحة علاقاتها ولقاءاتها مسيحيين ومسلمين ودروزا في بيروت وجبل لبنان، مرورا بالضاحية وبعقلين وصيدا، وصولا الى طرابلس. مسيحيون عند المسلمين، "وقد استقبلونا في شكل جيد جدا، وكان الحديث ما نقوله اليوم. والتواصل مستمر"، على قول ناضر، و"المصالحة الحقيقية نريدها بين كل اللبنانيين، لان ثمة جراحا لم تندمل بعد".

الانتخابات فرصة 

في كل مراحل نموها، استندت الحركة على الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" الذي وجهه البابا الراحل القديس مار يوحنا بولس الثاني العام 1997، والذي يؤكد "عدم جواز ان يتخلى العلمانيون المؤمنون قطعياً عن المشاركة في السياسة". تجربة العامين الماضيين حفّزت فكرة اخرى، ان "نقصد بانفسنا طلاب المدارس والجامعات في مختلف المناطق، ونقيم معهم ورش عمل اسبوعية لها علاقة بالتوعية السياسية"، يقول منسق الدراسات في الحركة روجيه ناضر.


من الملاحظات التي سجّلها، "ابداء طلاب التقيناهم رفضهم للسياسة ونفورهم منها، نتيجة مفهوم خاطىء لديهم عن العمل السياسي". ملاحظة اخرى. في ضوء تلك المسيرة الاسبوعية، "احسسنا بان تجاوبا بدأ يظهر لدى عدد منهم، بحيث بات يتكون لديهم مفهوم مختلف للعمل السياسي".  


حسن "ادارة المجتمع"، من بنود العمل التي تدعو اليها الحركة. وهناك ايضا "ضرورة المشاركة في الانتخابات النيابية". في رأيه، الانتخابات فرصة لنحضّ الناس على المشاركة فيها، خصوصا بعد اصدار قانون الانتخاب الجديد، علما ان لبنانيين كثيرين ليسوا مقتنعين بانهم قادرون على التغيير من خلال هذه الانتخابات".  

 العين خصوصا على ما يسميهم "المنقطعين عن التصويت، لعدم اقتناعهم لسبب او لآخر". "اذا تمكنا، من خلال حملة الحركة، من تشجيعهم على التوجه الى صناديق الاقتراع يوم الانتخاب، نكون كبّرنا الامل في عملية التغيير".   

التغيير يتابع تقدمه العضو في الحركة طوني عطية، مراقبا التجاوب الشعبي "المنتعش" مع حملة الحركة على "الفايسبوك". يتكلم على "ضوء في الحركة" يجده مشاركون في لقاءاتها. "هدفنا ان نزرع شيئا جميلا، ونترك الاجيال تقطف الثمار. وقد يحتاج القطاف وقتا، لكنه يستحق الانتظار والجهد"، على قوله.


ثورات 

شرارة "استعادة الوطن" اشتعلت قبل نحو شهرين، استباقا للانتخابات النيابية. وتتضمن نشاطات عدة، بينها "لقاءات الاثنين الدوريّة مع قادة رأي وأكاديميين وإختصاصيين في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، لطرح الأفكار والحلول العمليّة لقضايا المجتمع والوطن ومناقشتها".

"هل يمكن الفصل بين القيم الايمانية والخيارات السياسية؟ ما المعايير التي تختار على أساسها مرشحك في الانتخابات النيابية؟ بعض اسئلة طرحها ريمون ناضر في احد تلك اللقاءات. "احلم بالثورات، واتوق الى تغيير سريع ثوروي. لكنني اعتقد ان تركيبة لبنان معقدة تجاه امور مماثلة. نقوم بالثورة البيضاء التي من شأنها ان تغير الوضع ببطء، ونعرف انها تتطلب وقتا. وتحتاج الى جيل".

[email protected]





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم