روايتان لطريقة نقل "السي آي إي" رسالتها إلى سليماني

تتداول أوساط لبنانية على صلة وثيقة بطهران، روايتين عن حدث رسالة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي إي" الى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني خلال وجوده في مدينة البوكمال السورية قبيل تحريرها من قبضة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).  الرواية الاولى تفيد ان ثمة من أبلغ سليماني عن توجه وفد يضم ضباطاً أميركيين وبعض الشخصيات العراقية للقائه بهدف تسليمه رسالة "بالغة الاهمية والسرية" من ادارة "السي آي إي"، وان سليماني وافق على هذا اللقاء. وعندما وصل المبعوثون واطلعوه على مهمتهم، رد برفض تسلم الرسالة وطلب من الوفد مغادرة المكان على جناح السرعة "لدواع أمنية"، خصوصاً ان معركة تحرير المدينة كانت لا تزال مستمرة.أما الرواية الثانية، فمفادها ان سليماني تبلّغ عبر قنوات تواصل ان ثمة من يريد تسليمه رسالة اميركية "مهمة وسرية" مصدرها الاستخبارات الاميركية، لكنه رد فوراً برفض مقابلة حامل الرسالة فضلاً عن تسلمها. وبصرف النظر عن دقة أي من هاتين الروايتين، فالمهم اننا أمام واقعة لا سابق لها عنوانها العريض ان طهران رفضت ممثلة بأبرز قيادييها في الخارج ان تتسلم رسالة أميركية. وبمعنى أدق، رفضت أي تواصل ذي طبيعة امنية - استراتيجية مع الجهات الاميركية تتصل بالوجود العسكري الاميركي في العراق، وفتح أبواب التنسيق بين البلدين في شأن هذا الوجود لكونهما حاضرين، للمرة الاولى، على مساحة جغرافية واحدة مما يفترض وضع قواعد اشتباك ورسم الحدود للحيلولة دون أي صدام محتمل أو احتكاك طارئ. ومعلوم ان الجانب الايراني هو من سرّب لاحقاً هذه...