السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما هكذا اعتدنا معرض بيروت للكتاب!

المصدر: "النهار
ندى أيوب
ما هكذا اعتدنا معرض بيروت للكتاب!
ما هكذا اعتدنا معرض بيروت للكتاب!
A+ A-

يستقبل اللبنانيون كل عام ضيفاً ثقافياً وأدبياً يحط رحاله في بيروت، " #معرض_بيروت_العربي_الدولي_للكتاب"، الذي افتتح دورته الـ61 يوم الخميس في 30 تشرين الثاني ويستمر حتى 13 كانون الأول بمشاركة 225 دار نشر. وسط تراجع المشاركة العربية والانسحاب الكويتي المفاجئ الذي ربطه البعض بأسباب سياسية. خُصِصَ يوم كامل لأوكرانيا. حركة زوار خجولة والوزير ملحم رياشي يأسف لوضع الكتاب.


المعرض الذي يقام في مجمع " #البيال" مقابل الواجهة البحرية يريده القيّمون أن يعكس صورة ثقافية لبيروت كعاصمة حاضنة للكتاب تستقبل هذه السنة 65 دار نشر عربية وأجنبية مشاركة في المعرض الأقدم والأعرق عربياً. تشارك مؤسسة فلسطين للتراث "جذور" في المعرض. حضرت إيران بجناح كبير يضم كتباً عن حضارات وتراث الدولة الإيرانية. السعودية اعتكفت عن المشاركة كما فعلت في السنوات الماضية، فيما سحبت الكويت مشاركتها هذه السنة قبل عشرة أيام من انطلاق المعرض، ولم تبلغ لبنان بالأسباب، علماً أنها كانت ستشارك كدولة وكمجموعة من دور النشر تضم حوالى 9 مؤسسات. 


حين تدخل قاعة المعرض تحار من أين تبدأ. رفوف ممتلئة بآلاف #الكتب والإصدارات. وكما في الدورات السابقة، تنوعت الاتجاهات والعناوين بين الأدب، والثقافة، والإعلام، والسياسة، والكتب الدينية. مساحة تحتاج إلى ساعات لكي ينتهي الزائر من إلقاء نظرة سريعة على جميع الدور المشاركة. أما في حال قرر الغوص في كل جناح، فسيحتاج إلى زيارة المعرض طوال أيام انعقاده. 

إلى الداخل درّ، روادٌ من مختلف الأعمار، كبار السن يبحثون ويمحّصون بنظاراتهم العناوين التي تهمهم، أطفال برفقة ذويهم خصصت لهم بعض دور النشر عناوين تتناسب وأعمارهم. أكثر من جناح لعرض القصص والألعاب، إضافة إلى جناح لمعهد genius map المختص بتنمية المهارات الفكرية للأولاد من عمر 4 إلى 16 عاماً، من خلال الألعاب اليابانية الفكرية والحساب الفوري. وكالعادة، فإن الشريحة الطاغية هي فئة الشباب، أكثر ما تجدهم عند الدور التي تلقى إصداراتها رواجًا لدى هؤلاء. 

رغم تنوع الفئات العمرية التي تصادفها في ممرات المعرض وداخل الأجنحة، إلا أنك تشعر وأنت تجول في الأرجاء بشوق إلى الأيام التي كان فيها مزدحماً بالزوار. الرواد تراجعت نسبتهم 50 في المئة، مقارنة بالعام الماضي، يقول أحد الناشرين لـ"النهار". جاره في الجناح المقابل يؤكد "الحركة ضعيفة جداً، ما هكذا اعتدنا على معرض بيروت". آخر يضيف "نسبة الرواد في تراجع مستمر من عام إلى آخر". الجميع هنا عبّر عن هواجسه حيال هذا التراجع اللافت. يشد انتباهك تجمع قرب أحد الأجنحة، تستبشر خيراً، تقترب أكثر لتدرك سريعاً أنه حفل توقيع، حفلات التوقيع التي أصبحت أقرب إلى المناسبات الاجتماعية، كون معظم الحاضرين هم رفاق وأقارب الموقِّع، هي الأكثر ازدهارا، وكل ما عدا ذلك حركة خفيفة تخيم على بدايات هذا الحدث الثقافي. 

تخبرنا طالبة جامعية أن "المعرض حدثٌ مهم بالنسبة إليها"، صديقتها توضح "أتيت لأتعرف إلى جديد الإصدارات بهدف استكمال العمل في الأبحاث الجامعية، ففي المعرض أجد ضالّتي من الكتب التي تهمني". قرب أحد الاجنحة شاب يتصفح كتاباً يقول "من الضروري أن نعود لمطالعة الكتب، إلا أن الأوضاع الاقتصادية لا تسمح لنا بشراء كل ما نحتاجه، لذا نتجه في الغالب إلى القراءة عبر الانترنت". 


نتجه إلى إحدى زوايا المعرض، فيصادفنا كبير في السن وهو يسأل إحدى دور النشر عن كتاب في التاريخ، يعبر عن حزنه نظرا للحضور الخجول هذا العام، متمنياً أن "تبذل الجامعات والمدارس جهداً في إقناع الطلاب بأن كل الوسائل الحديثة لا تعوّض عن الكتاب". 


لا جناح لوزارة الإعلام هذا العام، الا أن الوزير ملحم رياشي كان يتجول في أرجاء المعرض كسواه من الشخصيات السياسية التي يستقطبها الحدث السنوي، استوضحنا منه الأمر، فأشار إلى أن "الوزارة لم تنتهِ من تحضير إنجازاتها لهذا العام، فهناك كتب جديدة ما زالت تُطبَع، سنشارك في الدورة القادمة في شهر آذار". آسفاً لـ"وضع الكتاب في لبنان والشرق عامة، كونه يشهد تراجعاً في الإقبال عليه لصالح الرقمي، بينما يحافظ على مكانته في العالم المتحضر". 


أما الجديد هذه السنة، فهو إقامة يوم أوكراني في العاشر من كانون الأول لمناسبة مرور 25 سنة على العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وأوكرانيا، وسيضم هذا اليوم نشاطات عدة من عرض مسرحي موسيقي، وعرض كتب أوكرانية وغيرها من النشاطات التي تدل على الثقافة والفولكلور الأوكراني. 


في هذا الصرح الكبير، وإن كان للكتاب "حصة الأسد" فيه، إلا أنك تجد ألعاباً للأطفال، جناح مخصص للتخطيط أو الحفر على الخشب، وما على الزبون سوى  أن يختار الاسم الذي يريد أن يخطّه، مصاحف ملونة بأحجام مختلفة. وأكثر ما يحزنك أن تصادف رجلا يبيع مكتبته الخاصة بأسعار مخفضة بداعي الهجرة، فهو لم يعد قادراً على العيش في لبنان على حد قوله. 

اختتمنا جولتنا الأولى في هذا الصرح الثقافي والفكري، آملين أن تترك الزيارات اللاحقة انطباعا أفضل.

اقرأ أيضا: الشعر والمسرح والرواية في معرض الكتاب العربي مي منسى تكتب الأحلام واستذكار المسرحي عصام محفوظ

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم