الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

المقاهي في الشياح والغبيري تنتفض بعد قرار اقفالها عند منتصف الليل

علي عواضة
علي عواضة
المقاهي في الشياح والغبيري تنتفض بعد قرار اقفالها عند منتصف الليل
المقاهي في الشياح والغبيري تنتفض بعد قرار اقفالها عند منتصف الليل
A+ A-

استفاقَ سكان منطقة الغبيري والشياح على أصوات مفرقعات نارية، ومسيرات دراجات نارية عند الساعة 12 ليلاً، بعد قرار بلدية الغبيري بمنع فتح اي مقهى في نطاق عمل البلدية بعد هذا التوقيت. وما كان من رواد تلك المقاهي إلا ازعاج الناس عبر تلك المسيرات مطلقين عنان أبواق دراجاتهم، الأمر الذي أدّى إلى إشكالات اصغيرة متنقلة في بعض أحياء الشياح. 

قرار البلدية لاقى اعتراضاً من أصحاب المقاهي، حيث تداول بعض سكان المنطقة في حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي دعوة للتضامن يوم أمس مع اصحاب المقاهي ورفض القرار، معتبرين انه "في الزمن الذي نحتاج فيه لمن يدعمنا ونحتاج لمن يرفع عنا الحرمان نظرًا للظروف المعيشية الصعبة والمزرية التي بالكاد نستطيع فيها تأمين الطَّعام لأولادنا، وإذ بالسيد معن الخليل يخرجُ إلينا بعنوان إزالة المخالفات وفرض النظام، وهو ما نطالب به جميعنا. ومن المعيب التلطي وراء عنوان فرض النظام ليتحول إلى قطع أرزاق الناس، فماذا نحن فاعلون!! تعالوا لندافع عن لُقمة عيشنا، وندافع عن ارزاقنا، وحريتنا، تحت سقف القانون... نحن عامّة الناس، نُعلن تضامننا مع أَصحاب المقاهي باتخاذ القرار الجريء الذي يقضي بفتح جميع المقاهي والإكسبرسات، وفي تمام الساعة الثّانية عشرة ليلاً... نحنا مش زعران نحنا أصحاب حق. وهو ما حصل بالفعل ففتحت جميع المقاهي دون استثناء، فيما تجمع رواد تلك المقاهي في تحد واضح لقرار البلدية".

أحمد صاحب أحد المقاهي الصغيرة في شارع أسعد الأسعد بمنطقة الشياح، اضطر للالتزام بالقرار، حيث أكد في حديثه لـ "النهار" أن "القانون الجديد ظالم بحقه وحق أصحاب المداخيل الصغيرة، مطالباً بتطبيق القانون على جميع المقاهي لا بمعيار "ناس بسمنة وناس بزيت"، خصوصاً النافذين منهم في الأحزاب".

ويتابع أحمد "قمت بجولة على المقاهي ليلاً حيث بقيَ عدد من المقاهي فاتحاً أبوابه حتى ساعات الصباح الأولى، مؤكداً أن "زبائن المقهى اضطروا للذهاب الى المقاهي الكبيرة وتالياً قطع رزقه بطريقة تدريجية". وأشار إلى أن "المقهى قانوني ويدفع جميع المستوجبات للبلدية، ولكن لا يمكن ان نقفل عند منتصف الليل، ومن يصدر أصوات مزعجة فليحاسب ويدفع غرامة مالية ولكن ظلم الناس في رزقها ليس عدلاً".

ترحيب من السكان

عمليات المضايقات الليلية كادت أن تتسبب بمشكلات عدّة بين الجيران، بينما أصحاب المقاهي رفضوا تحميلهم مسؤولية ما يجري لكون صاحب المقهى غير مسؤول عن تصرف أي زبون خارج حدود محله، منددين في الوقت نفسه القرار "التعسفي" بحسب تعبيرهم.

قرار البلدية لاقى ترحيباً في مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبّر العشرات عن ارتياحهم لاقفال المقاهي بعد منتصف الليل، "فلا يمكن ان نبقى نسمع اصوات الاحتفالات بمباراة كرة قدم حتى الأولى فجراً، وفي حال كان هناك مباراة في توقيت متأخر في الارجنتين فنستيقظ عند الساعة 4 صباحاً على هدف لميسي، وهو أمر لا يحتمل. ولكن كنا مجبرين على السكوت او الانتقال لمكان آخر، وهذا ما حصل مع عدد من العائلات التي لم تستطع تحمل الاصوات ليلاً خصوصاً الأطفال".

القرار سيعمم على الضاحية 

رئيس بلدية الغبيري معن الخليل أكد في حديثه لـ "النهار" أن "القرار لاقى ترحيباً كبيراً من السكان، فمئات الشكاوى كانت تصل اسبوعياً عن عمليات ازعاج ليلية بسبب لعب الورق او مباريات كرة القدم او حتى المسلسلات، خارقين بذلك ابسط حقوق المواطن بالنوم، مشيراً الى أن "اتصالات ترحيبية اتت للبلدية بهذا القرار والجو العام في المنطقة متجه الى المزيد من التشدد بتطبيق القانون بعيداً من المزايدات على البلدية".

وحول فتح العديد من المقاهي بالأمس ومخالفة القرار البلدي، اكد الخليل أن 12 مقهى خالفت بالأمس وقد وجهت لهم إنذارات، وفي حال تكرار الأمر سيضطرون الى إقفال المقهى وتقديم شكوى للقضاء. وأشار الى ان "القرار البلدي هو بغطاء مباشر من "حزب الله" وحركة "أمل". وشدد الخليل أن "بعض التجمعات التي حصلت بالأمس ستزول في الأيام المقبلة وعلينا استيعاب الشباب، معتبراً أن "مقاهي عدة غير مرخص لها ومع ذلك يتم التغاضي عن عملها، خصوصاً الصغيرة منها، ولكن في الوقت نفسه "إذا سمحنا للبعض بفتح مقاه صغيرة من دون رخصة لا يمكنهم التعدي على الاملاك العامة وازعاج السكان، خصوصاً في منطقة الطيونة، كاشفاً عن ان القرار سينفذ في العديد من المناطق الأخرى من الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي خطة من ضمن برنامج ضاحيتي". "نحن نسمح بفتح تلك المحال من الساعة السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، وكل ما نطلبه اقفالها بعد 12 ليلاً".

كلام الخليل اعتبره البعض مبالغاً فيه، فلا يمكن اقفال المقاهي المحسوبة على الأحزاب، وفتح المقاهي بالأمس كان رسالة للجميع بعدم المساس بلقمة عيشهم، فلا يمكن تطبيق القانون في الضاحية الجنوبية، وفي حال كان هناك مخالف ومعتد على الأملاك العامة، فليحاسب ولكن تطبيق القانون بطريقة كيدية لن يجدي نفعاً خصوصاً لذوي الدخل القليل، بينما المقاهي الكبيرة استمرت في عملها رغم تقديم انذار لهم، ومن التزم بالقانون فعلى مضض، مؤكدين بأن الفقراء الذين قدموا الدماء والجراح لمصلحة الضاحية لا يعاملون بهذه الطريقة المهينة.  

 وصدر بيان بأسم اهالي الغبيري شكر كل من دعم قرار المجلس البلدي حول توقيت عمل المقاهي "لقد أصبح من غير اللائق الاستمرار في حال الفوضى والازعاج التي كانت تتسبب به كل المقاهي، وإن كانت بدرجات متفاوتة بين الواحدة والأخرى. صرخات الأهالي من هذه الظاهرة صارت عبئاً ومسؤولية تجاه البلدية للتحرك ووقف هذا التفلت غير المسؤول تجاه الاحياء السكنية".


اقرأ المزيد: "إنت عكس السير"... لافتات مميزة في الشياح لمنع المخالفات المرورية (صور)



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم