الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو: فتيات يتحدين الحرب السورية في الأردن

المصدر: "أ ف ب"
بالفيديو: فتيات يتحدين الحرب السورية في الأردن
بالفيديو: فتيات يتحدين الحرب السورية في الأردن
A+ A-

تضرب رغداء (11 عاماً) بكل قوتها كرة مطاطيّة نحو جدار في ملعب اسكواش في عمّان، تحت أنظار مدرّبيها ووالديها، فهذه الطفلة السورية اللاجئة تتدرّب تحت إشراف منظمة أميركية، على أمل أن تشارك يوماً في بطولات عالمية لهذه اللعبة.

رغداء واحدة من 4 فتيات سوريات لاجئات تتراوح أعمارهن بين 7 أعوام و11 عاماً، يجري إعدادهن منذ نحو عام، ضمن فريق "اسكواش دريمرز" للمشاركة في بطولات هذه الرياضة، وهن يتدربن حاليا في اتحاد الاسكواش الاردني في المدينة الرياضية وسط عمان.

وتشرف على فريق "سكواش دريمرز"، مدربة سورية لجأت هي أيضاً الى الاردن.

ويقول القيمون على المشروع، الذي تنفذه منظمة "ريكلايم تشايلدهود" (استعادة الطفولة) الاميركية غير الحكومية انهم يسعون الى تنمية مواهب الفتيات الصغيرات كي يصبحن لاعبات قادرات على المنافسة في البطولات العربية والدولية.

ومن شأن هذا المشروع أيضاً أن يقدّم صورة مختلفة عن الاطفال السوريين، غير صور الموت والتشرد.

ولعبة الاسكواش ليست جديدة في الأردن، فهي ظهرت قبل 50 عاما، وفي العام 1983 تأسس الاتحاد العربي لهذه اللعبة في عمان، ونظّم هذا البلد بطولات عربية وآسيويةّ عدّة.

وتقول رغداء، ذات الجدائل السوداء الطويلة التي ارتدت نظارات بلاستيكية لحماية عيونها وقميصاً أبيض رسم عليه علم الاردن: "أحب هذه اللعبة التي امارسها كل يوم تقريبا وأمنية حياتي ان اسافر حول العالم واشارك في بطولات عربية وأجنبية وان أعود في يوم من الايام إلى سوريا".

ورغداء هي واحدة من 336 الف طفل لاجىء من سوريا موجودين حاليا في الاردن، وفق احصاءات المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.

وتؤوي المملكة نحو 680 الف لاجئ سوري فروا من الحرب في بلدهم منذ آذار 2011 ومسجلين لدى الامم المتحدة، يضاف اليهم بحسب الحكومة، نحو 700 الف سوري دخلوا الاردن قبل اندلاع النزاع.

وقبل 5 اعوام، فرت عائلة رغداء المكونة من 7 اشخاص (أم وأب و5 اطفال) من مدينة حمص (وسط سوريا)، التي كانت تتعرض للقصف الجوي الى بلدة القريتين في ريفها الجنوبي، ومن ثم الى دمشق وبعدها الى محافظة درعا المجاورة للحدود مع الأردن، ومنها إلى مخيم الزعتري في الأراضي الأردنية، لكن العائلة لم تحتمل الحياة هناك في خيمة، فتوجّهت إلى ماركا في ضواحي عمان. 

ويقول والد رغداء، نزار يوسف: "لو لم أقرر الفرار حينها، الله وحده يعلم ما الذي كان قد حل بي وبأطفالي الان".

ويضيف: "لا افهم شيئا عن هذه اللعبة، ولكن يفرحني جداً منظر بناتي الثلاث وهن يلعبن الاسكواش، وهن سعيدات، واتمنى أن أراهن في يوم من الايام، وقد اصبحن من بطلات العالم، هذه أمنية حياتي".

ويقول الاميركي كلايتون كير (32 عاماً) مؤسس فريق "اسكواش دريمرز" للاجئات السوريات في الاردن: "حاليا لدينا 4 فتيات صغيرات ونتطلع لتوسيع الفريق ليصبح 15".

ويضيف: "نتدرب 5 مرات في الاسبوع ويشمل التدريب تعلم اللغة الانكليزية كي يتمكن الفريق من المنافسة في البطولات، سواء هنا في الاردن او حول العالم".

وهو يجمع التبرعات كي يتمكن من دفع ثمن المعدات والتدريب والتنقل، وتوفير تعليم اللغة الإنكليزية.

وتقول مدربة الفريق ريم نياز وهي سورية من دمشق لجأت الى الاردن مع عائلتها قبل نحو 5 اعوام وتعمل حاليا في المنظمة، انها تشرف على تدريب فريق الفتيات منذ نحو عام.

وهي تأمل أن يساهم هذا المشروع في إخراج الفتيات "من محنتهم واوضاعهم الانسانية والنفسية الصعبة".

وبعد 5 سنوات من النزوح، لا تزال الفتيات الصغيرات يحلمن بالعودة إلى سوريا ورفع اسمها في البطولات.

وتقول اللاعبة إيمان عطا الله الحسن (12 عاما)، التي فرت مع والدتها وشقيقها الى الاردن قبل 5 اعوام بعد وفاة والدها بأزمة قلبية: "أمنية حياتي ان اشارك في بطولات حول العالم وان ارفع رأس أهلي وناسي وسوريا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم