الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الصحافيّون حين يوصِلون ولا يتواصلون

أحمد بعلبكي
Bookmark
الصحافيّون حين يوصِلون ولا يتواصلون
الصحافيّون حين يوصِلون ولا يتواصلون
A+ A-
حمل الصحافي الى السياسي في المقابلة المنشودة آراء في السياسة واصحابها ليعود بعدها مُباهياً بما يحمله الى قرّاء في تياره يحسب أنه يكتب عنهم ولهم والى قراء في تيار سياسي آخر يميل الى التصويب عليهم. ومن جهته تلطّف السياسي المكرّم بقبول اجراء المقابلة، ليبعث بما يُلح عليه الظرف السياسي توصيله من رسائل لمّاحة لسياسيين آخرين ولأكثرية في جماعته لا تسأله لا في ما يقول ولا في ما تقوله الجماعات الأخرى عن أقواله سيّما وقد قدّمه الصحافي في فاتحة المقابلة أنه سيد العهود. جاءت الأسئلة بما يتناسب وعلياء موقع السياسي في هرميات السلطة والمواجهات والقرار في الظروف الراهنة خاصة. وهو الذي لا شريك له في كتلته البرلمانية ينوب عنه في حمى طائفته التي بويع عليها فأتقن تكييف عوامها مع ما تؤول إليه التوازنات الإقليمية وتفرضه من تحالفات داخلية. تحالفات تُعزز الصدقية المتبادلة لولاءات عوام المذاهب التي تعوّدت على قلة الركون الى الشرعيات الدستورية المُعلنة التي يُتاح فيها لأصحاب السلطة العمل بـ"مشروعيات" تجد في تركيبها لقوانين الانتخاب ما يسند تطويعها.واذا كانت هذه هي معالي السياسي "المُكرّم" في المقابلة فإن للصحيفة مزايا، هنا ايضا، تعود لما تمثله سياسياً من أطياف في تحريرها لطالما أكرمها في قبول إجراء المقابلات. أطياف يرتاح السياسي لتنوع وتكامل مواهبها في تلقط الإيحاءات والتحسسات في أجوبة لا يرغب ان يُطلب اليه توضيحها او تسمية الفاعلين فيها او ان يُلفت الى خروجه احيانا عن مضمون السؤال وتحويل المقابلة إلى نقاش متشعب ومفتوح لكلام زعيم الكلام وخاصة عندما يرى قي مناقشة الصحفيين لمقارناته ولاستطراداته ما يكشف مُضمرات نواياه في الظروف الحرجة وتنازلا عن المهابة. ولهذا يميل إلى الأجوبة المُغلقة واستبعاد أخلاقيات التواصل والإعتراف المدني المتبادل مع الآخر ولا سيما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم