الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جلال كيف أصدّق كذبة رحيلك، وأمس، أجل أمس، كلّمتني؟

مي منسى
Bookmark
جلال كيف أصدّق كذبة رحيلك، وأمس، أجل أمس، كلّمتني؟
جلال كيف أصدّق كذبة رحيلك، وأمس، أجل أمس، كلّمتني؟
A+ A-
ماذا يبقى من هذا العنقود حين تفترق حباته شيئاً فشيئاً عن بعضها بعضاً ولا يبقى لمن تاه عنه الموت إلى ذلك الحين سوى أن يتذكّر؟ تلقّيت الخبر كمن يدخل في كابوس ليلي لا خروج منه. أمس كلّمني، ووعدني بأن يحضر توقيع روايتي الأخيرة. هنّأني، وسألني عن العنوان، وصمت ثواني أمام العنوان وقال... وكيف أنسى ما قاله في ختام حديثنا القصير: "استمرّي في الكتابة، فهذا كل ما يبقى لنا حين نلوذ إلى الصمت". لم أتعجب مما قاله جلال خوري، فلقد اعتدت في المناسبات النادرة التي كانت تفسح لي أن ألتقي به، رجلاً مثقّفا، متسامياً بسلوكه، وفلسفته وإنسانيته، فوق نفايات القدر، وفي مخزونه تحف أدبية من مسرحياته، السياسية والشعبية الساخرة والهزلية، إلى التأملية في الموت والحياة، أن يتحفني في مجرى حديث عابر، بعبارة من تلك التي تظل تنخر في الدماغ وتستقيم فيه لا ترحل. أجل هذا ما قاله، ووعده أن يقرأ روايتي ثم يعطيني رأيه فيها. ماذا جرى يا ترى في هذا الليل الوداعي كي يلبي جلال دعوة الموت ويرتجل موعداً لم يكن في بال أحد؟ هل بهذا الأسلوب الهادئ، كما خرج في ذلك الحين على رؤوس أصابعه من المسرح، آثر كأوراق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم