المسيح المنتَظر

إنّ لفظة "المسيح" تعود إلى العهد القديم، حيث كان الملوك والكهنة والأنبياء يُكرَّسون لخدمتهم بمسحهم بالزيت على رأسهم، رمزًا لحلول الروح القدس عليهم ليؤدّوا رسالتهم بقدرة الله وبحسب إرادة الله. فموسى مسح هارون وبنيه ليكونوا كهنة الله (خروج 30:30)، وصموئيل مسح داود "ليكون ملكًا على إسرائيل... وعندما أخذ صموئيل قرن الدهن ومسح داود من بين إخوته، حلّ روح الربّ على داود من ذلك اليوم فصاعدًا" (1 ملوك 13:16). وقد وعد الله داود على لسان ناتان النبيّ بأنّه سيقيم له من نسله ملكًا "وسيُقرّ عرش ملكه إلى الأبد" (2 ملوك 13:7). عاش اليهود على مدى أجيال العهد القديم وهم ينتظرون تحقيق تلك النبوءة بمجيء ملك من نسل داود "يُمسَح" كسائر الملوك ولكن لا يكون لملكه انقضاء. وازداد رجاؤهم إلحاحًا بعد تدمير مملكتهم وسبيهم إلى بابل. وعندئذ راح الأنبياء يصفون ملامح هذا "المسيح" الذي سوف يأتي في آخر الأزمنة ممتلئًا من الروح القدس ويكون نبيًّا وملكًا ويوطّد مملكة إسرائيل إلى الأبد.  ويطبّق إنجيل لوقا على يسوع إحدى تلك النبوءات. فقد دخل يسوع...