في يوم الإيدز العالمي: "تابو" وظلم اجتماعي ومعلومات خاطئة

اليوم العالمي للإيدز هو مناسبة سنوية عالمية يتم إحياؤها في 1 كانون من كل عام، ويخصص هذا اليوم للتوعية حول مرض الإيدز ومخاطر انتقال فيروس "اتش آي في" المسبب له. وعلى الرغم من كل التطور والتغير الذي طرأ على هذا المرض، إلا أنه يعتبر "تابو" في العالم العربي وغير محبذ الكلام عنه، نظراً إلى عدم الإلمام بكل جوانبه والتعرف أكثر عليه بسبب ارتباطه بممارسة الجنس أو "مثليي الجنس" عند البعض. 

تنتشر الكثير من الشائعات حول هذا المرض في العالم العربي الذي يفتقر الى الثقافة اللازمة والمطلوبة للتعرف إليه وإلى طرق مكافحته، وما يجهله كثيرون أن هذا المرض انتقل من خانة الأمراض المميتة الى خانة الأمراض المزمنة التي يمكن التعايش معها بشكل طبيعي على الرغم من عدم الوصول الى دواء يشفي تماماً منه، لكن الخطر الحقيقي يكمن بمن يحملون المرض من دون أن يعلموا.

التعايش مع حامل الفيروس طبيعي وأكثر من عادي 

كما أن ما لا يعرفه كثيرون أن طرق انتقال المرض محدودة، وهي تحصل عن طريق استعمال أدوات حادة أو معدات وأدوات طبية ملوثة أو ممارسة جنسية من دون اتخاذ طرق وقائية مناسبة، أو يتم نقله تلقائياً من الأم الحامل إلى ابنها. وبالتالي فإن التعايش مع حامل هذا الفيروس هو أكثر من عادي وطبيعي.

المتعايش مع فيروس HIV يخضع لعدة فحوص طبية ثم يبدأ بتناول الدواء المقدم من وزارة الصحة مجاناً والذي يقوم بكبح هذا الفيروس والسيطرة عليه ويساهم في عدم انتقاله، وبالتالي فإنه يستمر بحياته بشكل طبيعي. لكن وعلى الرغم من كل التطور العلمي والطبي يعيش المتعايش مع المرض في كابوس إجتماعي ويعاني من التمييز والاضطهاد وتلتصق به وصمة عار.

ففي بعض الدول العربية يمنع على المقيم العمل في البلد إن كان يحمل الفيروس ويتم ترحيله بعد حجزه في حجر صحي مخصص لمرضى الإيدز، أما في لبنان فكثير من الأعمال تُمنع عنهم كالعمل في المصارف مثلاً. هذا بالإضافة الى نظرة المجتمع السلبية وتعمّد الكثير من الناس على الابتعاد عنه وتجنبه كعدم مصافحته أو تناول الطعام معه وتقبيله اعتقاداً أن هذه الأمور تنقل المرض، وهو بالطبع أمر خاطئ.

العالم العربي يفتقر إلى الثقافة والوعي حول هذا المرض

إذاً رغم كل التطور العلمي والتقبل الاجتماعي حول مرض الايدز في الغرب، يفقتر العالم العربي إلى كثير من الثقافة والوعي حول هذا المرض، ويعيش المتعايش معه في حالة إجتماعية ونفسية سيئة تتطلب زيادة التوعية والثقافة عند الشعوب وسن قوانين عادلة عند السلطات.

WorldAIDSDay# و #اليوم_العالمي_للايدز 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تم إحياء اليوم العالمي للإيدز وانتشر عبر موقع تويتر هاشتاغ WorldAIDSDay# و #اليوم_العالمي_للايدز حيث تمت مشاركة بعض الصور والتغريدات حول هذا المرض الذي يتجه نحو مسار إيجابي في عالم الطب ويراوح مكانه سلبياً في العالم الاجتماعي.. ويبقى الأمل في ايجاد علاج نهائي قريباً لهذا المرض كما يُبشّر بعض العلماء.