الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

250 شخصاً من أهالي الطفيل عادوا إلى بلدتهم... "ليس لنا غنى عن سوريا"

المصدر: "النهار"
بعلبك – وسام اسماعيل
250 شخصاً من أهالي الطفيل عادوا إلى بلدتهم... "ليس لنا غنى عن سوريا"
250 شخصاً من أهالي الطفيل عادوا إلى بلدتهم... "ليس لنا غنى عن سوريا"
A+ A-

عاد 250 شخصاً من أهالي #الطفيل الحدودية اللبنانية من جهة الجرود الشرقية للسلسلة الشرقية الى بلدتهم التي يقطنها لبنانيون وسوريون، بعد اربعة أعوام من النزوح الى الداخل اللبناني، مع انتقال شرارة المعارك الى #القلمون، بعدما كانت البلدة منطقة أمنية والقرية (أو الجزيرة اللبنانية داخل سوريا) التي تشرق منها الشمس على البلاد تدعو الدولة اللبنانية الى النهوض بواجباتها نحو مواطنيها. ولدى عودتهم بادر أحد المواطنين العائدين بالقول لـ "النهار": "لماذا هذا الاهتمام الإعلامي والتصوير لإذلالنا أكثر من إذلال أن نكون نازحين في وطننا الى وطن آخر". 

 
بسياراتهم الرباعية الدفع وبحافلات وجرارات زراعية وشاحنات مملوءة بالماشية انتقل العائدون الى بلدتهم بإشراف الجيش اللبناني والأمن العام عبر طريق بعلبك - عين بورضاي المؤدية الى بلدة طفيل على الحدود اللبنانية - السورية على الطريق الجردية بعلبك، بريتال، حام، طفيل – النبي سباط وصولاً الى الطريق اللبنانية اليتيمة الوحيدة التي تصلهم ببلدتهم عبر جرود بريتال بين الجبال الوعرة والتي يمكن ان يستخدمها الاهالي بواسطة الآليات في فصل الصيف فقط. 

وضمن تنفيذ المرحلة الثالثة للعودة تبدأ باكراً من خلال ثلاث محطات، الاولى في بلدة #عرسال من مخيم تجمع أهالي طفيل في البلدة والثانية عند منزل مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد صلح في مدينة بعلبك والاخيرة عند مدخل عين بورضاي بعد إجراء تصاريح الدخول الرسمية اللازمة للسوريين من الأمن العام اللبناني تجنباً للمرور في بلدة بريتال حيث كان أهالي بلدة بريتال قطعوا في عدد من المرات جرود بريتال - عين البنية خلال نقل المساعدات الإنسانية من أجل إعانة العائلات في طفيل ما بين 2014 و 2016 احتجاجاً على عدم كشف مصير ابن البلدة ياسر علي غنام اسماعيل، نجل الرئيس الأسبق للبلدية، الذي خطف في العام 2013 من جرود بريتال. 

بارقة الامل لعودتهم اتت اليوم بمبادرة من دار الفتوى في بعلبك – الهرمل، وتحديداً من المفتي الشيخ خالد صلح الذي سعى جاهداً الى حلحلة العثرات العديدة التي كانت تحول عودتهم بحيث لم يكن الهاجس الامني أخيراً سبباً في تأخير عودتهم خصوصاً ان طفيل المتداخلة بين الأراضي السورية واللبنانية باتت آمنة منذ سنتين وأبوابها مشرعة لعودة أهاليها الذين يقدر عددهم بثلاثة آلاف لبناني، وفشلت تجربة #حزب_الله بإعادتهم بعد أسابيع من اقفال ملف المسلحين في الجرود حيث عاد جزء من الأهالي وبقي الجزء الاكبر للأهالي الموجودين في مخيمات عرسال والقليل منهم في بقية المناطق اللبنانية حيث دخل ملف عودتهم ضمن حسابات سياسية وحزبية بالرغم من وجود الجيش اللبناني للمرة الاولى في البلدة وانشائه مراكز له داخلها وفي أطرافها غير ان الدولة اللبنانية تبقى غائبة بكل اشكالها عن البلدة. 

"النهار" واكبت الحدث ولاحظت أن اغلبية المواطنين العائدين ليس لديهم أمل بدولتهم بل املهم في الحكومة السورية التي يعتبرون انه لا غنى عنها. وقال أحد المواطنين عبده صدقة: "ليس لنا غنى عن سوريا حيث مياهنا والكهرباء هي من سوريا حتى عملتنا هي الليرة السورية، ونحن لبنانيون بالهوية فقط واليوم ينقلوننا في طريق ترابية وعرة". 

 
صدقة الذي نزح الى مدينة زحلة منذ العام 2013 لفت الى دمار بعض المنازل في البلدة وفضل العودة بالرغم من ذلك، مؤكداً ان الدولة دفعت تعويضاً للاهالي لكن ليس لكافة المتضررين وهناك اضرار بمصادر رزقهم الوحيد بساتينهم. 

 
أما المواطن مصطفى علي الشوم (37 عاماً) العائد مع عائلته المكونة من سبعة افراد والذي كان يقطن في بيروت، فأكد أن لا مقومات لبنانية في البلدة وهمه الوحيد اليوم هو انا يحصل على حقوقه كمواطن لبناني، "طفيل منذ نشأتها معزولة عن الوطن الأم لبنان لتكون سوريا البديل. بلدتنا نصف سكانها لبنانيون والنصف الآخر سوريون وعدد الاهالي نحو 5000 نسمة منهم 2100 سوري الجنسية نعيش معاً وهجرنا معاً وعيشنا واحد لا نفرق بين بعضنا". وعن التعويضات، أكد ان الدولة دفعت التعويضات للمهجرين وهو حصل على 1000 دولار فقط فيما غيره حصل على عشرات ضعف المبلغ. 

 فيما يؤكد المواطن حسان الشوم (الذي يعمل سائقاً بين لبنان وسوريا) انه يعامل على لهجته السورية ولا احد يهتم بهويته اللبنانية، وكان يومياً يقطع 170 كلم لعودته الى بلدته عبر طريق الشام فيما يفصله عن أقرب بلدة لبنانية 20 كلم فقط ومطلبه الوحيد إنشاء طريق لبنانية تربطه ببلده لبنان. 

وما بعد العودة يبقى هاجس أهالي الطفيل واحداً وعمره ما قبل الازمة السورية، ألا وهو فتح طريق تربطهم بوطنهم لبنان غير الهوية لبنانية، حيث إن طريق القرية الى الوطن تمر عبر سوريا، رغم انها لبنانية وكل شيء فيها سوري. ومنذ العام 1950 ينتظر أهالي قرية الطفيل الحدودية أن تفي الحكومات المتعاقبة بوعودها، وتشق طريقاً تربطهم بوطنهم لبنان من دون تحقيق الحلم لتبقى مع وعود كثيرة من الحكومات المتعاقبة. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم