الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

داود الصايغ وهاجس الشهادَتين "وجه لبنان في عواصف الشرق" \r\nمقالات له في "النهار" جمعها في كتاب يوقعه الجمعة المقبل

داود الصايغ وهاجس الشهادَتين "وجه لبنان في عواصف الشرق" \r\nمقالات له في "النهار" جمعها في كتاب يوقعه الجمعة المقبل
داود الصايغ وهاجس الشهادَتين "وجه لبنان في عواصف الشرق" \r\nمقالات له في "النهار" جمعها في كتاب يوقعه الجمعة المقبل
A+ A-


صدر قبل أيام كتاب "وجه لبنان في عواصف الشرق" للدكتور داود الصايغ عن دار سائر المشرق، وهو يتناول رؤية المؤلّف لقضايا إشكالية وبنيوية، مطروحة راهنًا في الوسطَين اللبناني والعربي في مرحلة دقيقة تشهد تحوّلات كبيرة.  

أبعد من تحليلٍ للأوضاع واستعراضٍ للوقائع والمشكلات، إن الكتاب أشبه بتعبير عن هاجسَين يشغلان المؤلّف على نحو متواصل: هاجس شهادة الأمانة للبنان الذي عاشه وانخرط في ضميره والذي قدّم صورة رائعة عن تجربته الفريدة في التنوّع، وهاجس شهادة الموقف بخشية أن تتشوّه صورته نتيجة عدد من الممارسات، مما قد يفقده دوره الذي يجتاز حدوده.

ورغم الصعوبات الجمّة والعميقة التي يشير إليها في معرض كتاباته، يبدو إيمانُ الكاتب بلبنان ودوره وتجربته كبيرًا، وإصرارُه أكبر على أنه لا يزال النموذج الحيّ للمجتمعات المتنوعة الباحثة عن حلول، في زمن صراع الهويات، والمثال القدوة لمستقبل دول الشرق العربي، إن هي أرادت التحرّر من أنظمة الاستبداد إلى رحاب الحرية.

يقع الكتاب في 220 صفحة من القطع الصغير، ومن عناوين فصوله: باِسم لبنان الآخر، حتى يُصبح الحياد سياج الوطن، الرئيس في قوته الحقيقية، في أوهام المؤتمر التأسيسي، لئلا يصل طلاق الطوائف إلى لبنان، حين كان الرئيس اللبناني حاميًا لمسيحيي الشرق، لبنان الذي فضح الجميع...

ومما كتب الصايغ في تقديم الكتاب: كانت ثورات الشرق العربي و حرائقه قد إندلعت، عندما بدأتُ بنشر هذه المقالات الشهرية في جريدة "النهار" إبتداء من مطلع 2014.

 أردتُ، ليس فقط أن أشهد، بل أن أستمر في رؤية لبنان، كما انطبع في ضميري من خلال المتغيرات الكبرى الجارية حوله. ولبنان الذي عرفته وعشته وآمنت به وخصصت سنوات العطاء له، لم تتغير صورته لدي، ولم تهتز. تراكمت عندي صور الحرائق من حولنا، مع صور العابثين من عندنا. لأن حرائق المنطقة ومآسي سوريا والعراق وحروب الإرهابيين، قابلها في الداخل هواجس تشبه مخاوف الباحثين عن أنفسهم وسط الخراب والدمار، لأن المخاطر في لبنان كانت من نوع آخر. إنها لم تكن بفعل الحروب التي عرفناها لسنوات طويلة بل بفعل تهدد البنية الوطنية و ثوابت مبررات الوجود، نتيجة تشرذم بعض الولاءَات الوطنية، إن بفعل الإرتهان إلى الخارج بشكل معلن و صريح، وإن بسبب الخضوع لمصالح خاصة جعلت الدستور والقوانين و الهمّ الوطني تحت تلك المصالح.

 هذا المشهد صدم المؤمنين بالصيغة والتجربة والنموذج اللبناني بالصميم. وأنا منهم.

 جاهدت طويلاً حتى لا أنساق إلى الإستسلام. فإتهمني الكثيرون بالتفاؤل، إزاء وقائع ليس فيها ما يدعو إليه. إذ مقابل العبث بالسيادة كان هنالك عبثٌ بالقيم، فانتفت القدوة من بعض المؤتمنين على القيادة، وإنغمس الكثيرون في هموم مصالحهم بدل هموم الوطن، بصورة معلنة. وحدث كل ذلك في تنامي ظاهرة الإعلام و نَهَمّ الشاشات و وسائل التواصل الإجتماعي للأخبار المثيرة و للفضائح اليومية. مما أسهم في تعطيل جسر الثقة بين الناس والدولة. فأطلق على السياسيين صفة الطبقة، وهو تعبير مذلّ في أي جانب أخذ معناه. ولكنه يشير إلى الإنفصال. و يشير إلى إنعدام المساءلة. لأنه، حتى الآن، في ما عدا نشر الغسيل القذر، لم تظهر أي نية لغسله. وبالتالي أي نفع من نشره سوى تلاشي ثقة الناس بالمسؤولين، الذين يتحدثون يومياً عن محاربة الفساد و عن دولة القانون".

ويسأل في اطار خلاصاته "ألم يفهم هؤلاء بعد ان لبنان لا يحكم لا بفرد ولا بعائلة ولا بحزب ولا بطائفة ولا بحلف ولا بوصاية ولا بولاية. وإن ما يقرب من مئة عام من الكيان ومن خمسة وسبعون عاماً من الإستقلال يجب أن يكون كافياً ليفتح بصائر المغامرين الجدد وينذرهم بأن الفشل هو ما ينتظرهم. وان الحل الوحيد الممكن هو إعادة الإنخراط في الصف الوطني، في الرؤية الواحدة، في التطلع الواحد، إلى الداخل أولاً، وإلى بناء الإنسان الواحد عبر التربية الواحدة للأجيال الطالعة، وليس إلى إستيراد العقائد وإدخالها في عقولهم. لأنه ثبت بالتجربة أن لبنان، وإن تنافست فيه العقائد في بعض الزمان، إلا أنه لا يحكم بأي عقيدة كانت، و بخاصة إذ كانت مستوردة، والبرهان إن نظام الحكم فيه، منذ نشوئه وحتى الآن، لم يعتمد إلا على الصيغ الوفاقية، إلا على الإئتلاف والشورى. والوفاق اتخذ بعداً دستورياً في النصوص الجديدة بعد إتفاق الطائف: "تؤخذ القرارت توافقياً وإلا بالتصويت، كما ورد في المادة 65 من الدستور".

يوقّع الدكتور الصايغ كتابه "وجه لبنان في عواصف الشرق" الجمعة 1 كانون الأول، في المعرض الدولي للكتاب العربي - بيال، في جناح دار سائر المشرق بين الساعتَين الخامسة والسادسة عصرًا.

والصايغ دكتور دولة في الحقوق من جامعة السوربون، وصاحب نشاطات متعدّدة في الحقل العام. صدر له عن "دار النهار": النظام اللبناني في ثوابته وتحوّلاته (2000)، لبنان والعالم بين الدور والضرورة (2002)، لبنان ثورة الحرية الدائمة (2011)، وما بين لبنان وسوريا (2012)، وعن دار سائر المشرق: "وجه لبنان في عواصف الشرق" (2018).

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم