الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تسريبات التحقيق مع زياد عيتاني تثير الجدل... رسالة "غير بريئة"؟

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
تسريبات التحقيق مع زياد عيتاني تثير الجدل...  رسالة "غير بريئة"؟
تسريبات التحقيق مع زياد عيتاني تثير الجدل... رسالة "غير بريئة"؟
A+ A-

أنهى جهاز أمن الدولة تحقيقه مع المسرحي #زياد_عيتاني الموقوف من قبل جهاز "#أمن_الدولة بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي منذ يوم الخميس الماضي. وقد فاجأت قضيته الرأي العام، وشكّلت مادة دسمة للتقارير الصحافية والبرامج التلفزيونية.

واليوم شغلت تسريبات جديدة في التحقيق مواقع التواصل، لاسيما أنها أتت على ذكر صحافيين وسياسيين بالأسماء.

 وأثارت التسريبات المذكورة الجدل، فمع امتعاض عددٍ من الذين ذُكرت أسماؤهم، برزَ لسان حال بين زملاء في مهنة المتاعب يقول انه من حق الصحافي الحصول على المعلومات في أي قضية، رافضاً تحميل الصحافي مسؤولية التسريبات. في حين أكد الرأي القانوني مخالفة التسريبات لأصول التحقيقات وامكان تشويهها سمعة المتهم الذي لا يمكن أن يُدان الا بعد صدور حكم مبرم في حقه. 

 المستشارة الإعلامية في أمن الدولة ريما صيرفي لفتت إلى أن "جهاز أمن الدولة في بيانه الرسمي الموزّع على وسائل الإعلام لم يورد الأسماء التي ذكرها عيتاني خلال التحقيق معه"، إلا أنها أكدت لـ"النهار" أن "الأسماء التي سُرِّبَت في بعض الصحف ذكرها عيتاني بالفعل وتحدث عن أسباب اللقاء بهم والتقارير التي كان يزوِّد الضابطة الاسرائيلية بها عن هؤلاء"، مستطردة "التسريب لا يصح قانوناً، إلا أنه حصل كما يحصل في أي جهاز آخر تحت عنوان "مصادر". والأهم أن أحدا لم يتهم المذكورة أسماءهم لا بالعمالة ولا حتى بشبهة التعامل، ولم يقل أحد أنهم مطلوبون للتحقيق، وبالتالي التسريبات لا تمس أحداً". وسألت: لم حصلت ردات الفعل هذه من قبل من ذُكِرَت أسماؤهم؟ " لم يتهمهم أحد وعليهم ألا يخافوا". 

 ولفتت صيرفي الى أنّ ملف عيتاني انتهى في أمن الدولة، على أن يُحوّل إلى المحكمة العسكرية. 

 ردود الأفعال 

الإعلامية بولا يعقوبيان غرّدت على حسابها على "تويتر" قائلة: "هل تعتقدون فعلا أن ترهيبنا ممكن؟ هل تعتقدون اننا سنخافكم؟ تافهون من أسفل الهرم الى أعلاه. من يدعي بناء دولة لا يسرب التحقيقات. هذا التسريب ليس بريئاً!! لبنان يتحول الى دولة بوليسية.



أما الإعلامية ديما صادق فأعادت نشر ما قاله الزميل رضوان مرتضى عن أسماء ذكرت في التحقيقات، وسألت عبر حسابها على "تويتر"، "أي جهاز أمني هذا الذي يسمح بتسريب معلومات سرية من تحقيق حساس كهذا؟! كيف بيطلع صحافي بيحكي دون اَي مسؤولية عن اسمائنا، ويتم ربطنا كذب بقضية حساسة. كيف أصلا بيتسربلو كل تفاصيل التحقيق؟ وكيف بيسمح لحالو يعرض حياتنا للخطر وسمعتنا للتشويه؟ وصلت الرسالة، الترهيب لن ينفع. القضاء هو الحل".

من جهته الإعلامي رامي الأمين فكتب على حسابه على "فايسبوك" قائلاً: " لو بيلتزموا بسرية التحقيقات مثل ما التزم الأخ بسرية العادة السرية".


 وبدوره مستشار وزير الداخلية الإعلامي محمد بركات فكتب على حسابه على "فايسبوك" قائلاً: "شرفٌ كبيرٌ كبيرٌ أن أكون هدفاً للموساد وأن يكون الوزير المشنوق هدفا للعدوّ الإسرائيلي".


لا شك أن مسألة كهذه لا تعدّ تفصيلاً عابراً، إذ عادت ملفات التعامل مع العدو الاسرائيلي لتطفو على السطح مع اعلان الاجهزة الأمنية الرسمية عن توقيف المزيد من أفراد شبكات التجسس لمصلحته، واتى توقيف عيتاني بعد أيام من توقيف شعبة المعلومات في الأمن العام جنى ا.د. بجرم التعامل مع الموساد. ما يعني أن هناك نشاطاً استخبارياً إسرائيلياً لافتاً على الأراضي اللبنانية. 

وفيما أكد بيان أمن الدولة أن المخرج المسرحي سقط في فخ التعامل، ولم يكن ذلك سقوطاً على خشبة المسرح تمثيلياً، كونه إعترف بحسب البيان بما نُسِبَ إليه، وأقر بمهام كلف بتنفيذها منها رصد مجموعة من الشخصيات السياسية وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقربين، والعمل على تأسيس نواة لبنانية تمهد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين، ثمة مَن شكك بالامر رافضا التصديق أن عيتاني يمكنه الاقدام على مثل هذه الخيانة لبلده.

من صحافي الى اعلامي في أحد التلفزيونات ومن ثم مخرج وممثل مسرحي تنقل عيتاني المولود في بيروت عام 1975. زياد الذي شغلت قضيته اللبنانيين، وغزت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام على أنواعها. نشطاء، اعلاميون، فنانون، لكل منهم رأيه. منهم من طالب بانتظار انتهاء التحقيق مع عيتاني ليبني على الشيء مقتضاه، وثمة من لا يثق كفاية بالأجهزة الأمنية ملمحا الى تلفيق معين يحصل، وهناك من يتحفّظ على ذلك ويرفضه، مؤكداً تعامل عيتاني استناداً الى مواقفه السياسية التي كان يعلنها في تغريداته وكتاباته على "فايسبوك". لكن السؤال الأساسي الذي يُطرح، هو لماذا قد يتورط شخص كزياد في مسألة كهذه؟ لا أحد يستطيع الإجابة سوى عيتاني نفسه. فيما هناك من يعتبر أنه قد يكون استدرج بطريقة سيئة ووقع في الفخ.

من جانبها عائلة عيتاني في بيروت اصدرت بيانا شددت فيه على العداء لاسرائيل، مشيرة الى أن "زياد هو ابن عائلة العيتاني حتى صدور حكم بإدانته، فإن أدين بحكم مبرم فإن العائلة تتبرأ منه حتماً." وحذرت العائلة كل من يتطاول من ذكر اسم عائلة العيتاني بأي سوء.

ينتظر عيتاني تحويله الى المحكمة العسكرية ومعه ينتظر اللبنانيون الحكم الفصل في هذه القضية.

اقرأ أيضا: امرأة مغرية ومال... جبنة عملاء اسرائيل

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم