هل قدَّم "حزب الله" تنازلات لضمان عودة آمنة للحريري عن تريّثه؟

الوزير فنيش المشهود له بالكلام الموزون والمكثف، اوضح ان الاستنتاج اياه تكوّن لديه بالدليل قبل ان ينطلق قطار المشاورات ليوم واحد، ويفترض انه لم يتحول ولم يتبدل بُعيد الجولة إياها، مما يوحي ان الامر لا يعدو كونه "إخراجاً ومَخرجاً"، إخراجاً مشرعناً لعملية العودة الاكيدة عن الاستقالة وما ترتب عليها من مصطلح غير مسبوق في تاريخ الحكومات في لبنان هو التريث، ومَخرجاً للجميع من ازمة بدأت واستشعروا كلهم وطأتها وثقلها، كلٌّ بطبيعة الحال من منظاره ومصلحته وحساباته. والى استنتاج آخر قطعي يدلي به الوزير فنيش وفحواه انه "في خضم اللعبة السياسية تختلط مشاعر وتعتمل احاسيس، لكن ما يُقرر في نهاية المطاف هي موازين القوى، وما يحسم النتائج هي حسابات الواقع والمعادلات الراسخة".الى هنا يسكت وزير الشباب والرياضة عن الكلام المباح، لكن الاكيد ان "حزب الله" يحتفظ كعادته بـ"مفاتيح اسرار" اكتنفت ولا ريب مرحلة ما بعد استقالة الحريري وصولاً الى مرحلة التريث وما اعقبها من رحلة المشاورات القصيرة، كونه المعني الاول بها إن لم يكن قطب الرحى في مسار المسألة، لاسيما ان ازمة الاستقالة الملتبسة والمفاجئة بدأت تحت شعار "ان تدخلات الحزب ذات الشأن والتأثير في شؤون اقليمية هي مبتدأ الازمة وخبرها"....