الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سمير جعجع بقي وحيداً؟

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
سمير جعجع بقي وحيداً؟
سمير جعجع بقي وحيداً؟
A+ A-

ما يروّج في الاعلام ليس سوى مجرد تهويل وحملة ممنهجة ضد "القوات" بغية تقديم تنازلات كبيرة على الصعيد الوطني. هي ليست في وارد ذلك. وفي موقف "القوات" أيضاً، تكثر ُ التساؤلات وتتكدّس علامات الاستفهام: لماذا تصوير الرئيس الحريري مرغماً على الاستقالة رغم انه لم يتراجع عن مضمونها بعد عودته الى لبنان؟ ولماذا تصوير كل من أيّد استقالته وكأنه عدو له؟ ولماذا تلفيق الأخبار عن تحريض ضد الحريري، وكأن ما قام به هو نتيجة أمر مستجد او غير معروف لكل الناس منذ فترة طويلة؟ 

الأسئلة قد تصب في إجابةٍ من احتمالين على شاكلة علامتي استفهام أيضاً: هل كل ذلك بهدف تحويل الأنظار الى مكان ما بعيداً عن صفقات يتم العمل على تمريرها خلال المرحلة المقبلة، بعدما شعر المستفيدون بأن الوقت يدهمهم قبل تفعيل الاستقالة، مما يجعل تمرير هذه الملفات صعبا قبل تشكيل حكومة جديدة؟"، يقول المصدر "القواتي" نفسه.

ويفصل حرف العطف "أو" بين الاحتمالين الأول والثاني، المتثمل بـ"الضغط على القوات ومحاولة إقصائها للعمل بحرية اكبر على تمرير هذه الملفات التي باتت معروفة لدى الرأي العام. اضافة الى فتح الطريق أمام تسويات جديدة تظهر بالشكل ان لبنان نأى بنفسه عن الصراعات من دون معالجة المشكلة الاساسية".

وعن مصير "فرسان القوات الثلاثة" في حكومة الحريري التي يرتقب أن تنبعث من تحت رماد الاستقالة، يقول المصدر: "لا أحد يستطيع إحراج القوات لإخراجها. فهي صاحبة القرار في دخولها الحكومة والخروج منها، وتحولها إلى فريق "مزعج" لبعض القوى يزيدها تمسكا بدورها وتصميما على مواصلة نضالها في البعدين السيادي والإصلاحي".

إذاً عيون وزراء "القوات" لن تنعس، بل ان غسان وبيار وملحم سيغدون حرّاساً قي وجه الصفقات، كما يحاول المصدر وصفهم. "ستبقى القوات العين الساهرة على استقلال لبنان ورأس حربة المواجهة السيادية. كما ستبقى العين الساهرة على الممارسة الحكومية، قطعا للطريق على الصفقات والسمسرات وتمسكا بالدستور والقوانين المرعية والمؤسسات الرقابية"، يقول المصدر. 

"الحملة"

لعل "الحملة" التي يراها القواتيون على حزبهم بشخص رئيسه الدكتور سمير جعجع وتصويره في خانة "الوحيد"، مجرّد اغتنام فرصة للتضليل. يأتي ذلك بعد توجيه السهام الى جعجع من أكثر من طرف اتهمه في أنه غرّد خارج سرب الإجماع الوطني المطالب بعودة الحريري، كما يقولون. وإذا شاء مهاجمو معراب أن يصوروا جعجع في غير خانة الوحدة، تراهم يشبكون يده بيد النائب السابق فارس سعيد والوزير السابق أشرف ريفي، أو أنهم يزيدون على المعادلة شخص الرئيس ميشال سليمان.

لا شك في ان الأيام المقبلة كافية لتوضيح المسار الذي ستتخذه علاقة جعجع والحريري. 
فهل فعلاً بات جعجع ينتمي الى المحور نفسه الذي ينتمي اليه ريفي؟ أو أن الظروف السياسية فرضت عليه موقعاً مشابهاً لموقع الأخير؟ وهل أخطأ الحكيم هذه المرة في قراءته السياسية؟ وهل كسرت الجرّة بينه وبين الحريري؟ كلّها تساؤلات مطروحة في الصالونات السياسية.

ويقول النائب سمير الجسر في تصريحٍ اذاعي ان " العلاقة بين القوات والمستقبل لا تحتاج الى وسيط والاتصال المباشر هو افضل طريقة"، لافتاً الى انه "كان يفترض برئيس حزب القوات ان يهنىء الحريري بسلامة العودة". ألا يعكس هذا التصريح عتباً على رئيس "القوات" بالحد الأدنى؟

وتأتي هذه الأجواء في ظلّ أحاديث تدور خلف الكواليس تشي في أن العلاقة بين "القوات" و"المستقبل" لن تعود الى سابق عهدها. 

"المواقف أزعجت البعض داخل تيارات متعددة ضمن التيارات، لكنها لم تكن يوما موجهة ضد شخصية وطنية او أفراد، وظلت ضمن الثوابت والمبادئ"، يقول المصدر. ولا يستغرب "اغتنام الفرصة للتصويب على القوات وتضليل الرأي العام بغية تمرير ملفات ساخنة خلال المرحلة المقبلة، لأغراض شخصية أو لمصالح ضيقة لبعض المنتفعين داخل التيارات السياسية" .

وإذا راجعنا ما قامت به "القوات" مقارنة بما حدث خلال السنة الماضية وصولا الى مرحلة الاستقالة والتريث، ودائما وفق المصدر "القواتي"، نجد أن مواقفها "ملتزمة الثوابت الوطنية والاجتماعية والاقتصادية"، ومنها:

- "تأييد استقالة الحريري كخطوة ضرورية اتخذها ضمن صلاحياته الدستورية بغية لجم الجموح الذي كان قائما من خلال الزج بالحكومة اللبنانية في مواجهات مع الدول العربية.

- عدم الانتقاص من قرار رئيس الحكومة ومضمون استقالته وتحويل الأزمة من أزمة زج لبنان في صراعات المحاور وسلاح غير خاضع للقرار السيادي الرسمي، الى طرح الشبهات حول النية الحقيقية للحريري من وراء الاستقالة.

ـ موقف "القوات" الثابت من السلاح غير الشرعي على الاراضي اللبنانية، والذي لا يتلقى أوامره من الدولة، وتدخله في دول اخرى زاجا بلبنان في صراعات إقليمية.

ـ موقف "القوات" من ملفات عدة، والمرتكز على التزام دور المؤسسات وتطبيق القوانين والعمل بشفافية وضبط الإنفاق. ولم يكن هذا الموقف موضع ترحيب من الذين أرادوا ان تنسحب التسوية الرئاسية على صفقات عامة لا تخضع للاجراءات المرعية، واختزال دور المؤسسات وترجيح كف المحاصصة".

اذاً سمير جعجع ليس وحيدا من وجهة نظر "القوات". على الأقل معه قومه. هو الذي خاض معارك سابقة بمفرده وربح، سيسعى برأيهم في المرحلة المقبلة الى تحالفات منطقية ضمن الخط السيادي، ولن يتنازل عن المبادئ. واذا كانت فرضية بقاء معراب وحيدة قد نسفتها "القوات"، فالأجدر أن نسأل: من سيُبقي "الحكيم" معه؟.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم