السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

آلاف استقبلوا البابا فرنسيس في رانغون... 15 دقيقة مع قائد الجيش من باب "المجاملة"

المصدر: أ ف ب
آلاف استقبلوا البابا فرنسيس في رانغون... 15 دقيقة مع قائد الجيش من باب "المجاملة"
آلاف استقبلوا البابا فرنسيس في رانغون... 15 دقيقة مع قائد الجيش من باب "المجاملة"
A+ A-

بدأ #البابا_فرنسيس زيارة حساسة غير مسبوقة لـ#بورما، حيث استقبله آلاف في رانغون بملابسهم الفولكلورية، قبل ان يلتقي قائد الجيش الجنرال مين اونغ هلينغ الذي اكد "عدم وجود تمييز ديني" في بلاده، رغم اتهامه بممارسة "تطهير عرقي" بحق المسلمين الروهينغا.

وأعلن الجنرال هلينغ، عبر حسابه على موقع "فايسبوك"، أنه أكد للبابا فرنسيس خلال لقائهما "عدم وجود تمييز ديني" في بلاده، و"كذلك الامر بالنسبة الى جيشنا... فهو يسعى من أجل سلام واستقرار البلاد". واضاف انه لا يوجد "تمييز بين المجموعات الاتنية" في بورما.


وعقد اللقاء الذي استمر 15 دقيقة مع الجنرال هلينغ في مقرّ إقامة البابا. ووصف الفاتيكان اللقاء بانه من باب "المجاملة ". وقال متحدث باسم الفاتيكان ان اللقاء تطريق ان الرجلين "تحدثا عن المسؤولية الكبيرة على عاتق سلطات البلاد في هذه المرحلة الانتقالية".   

كذلك، يلتقي البابا اونغ سان سو تشي، الحاكمة المدنية للبلاد الحائزة نوبل للسلام، والتي تواجه انتقادات بسبب عدم تحركها في قضية الروهينغا الذين هرب أكثر من 620 ألفا منهم منذ أواخر آب من قراهم في راخين إلى بنغلادش من حملة القمع التي يشنها الجيش، ووصفتها الأمم المتحدة بانها "تطهير عرقي".   

وتتهم منظمات الدفاع عن حقوق الانسان الجنرال هلينغ بأنه المسؤول الرئيسي عن هذه الحملة. وأعلن هلينغ معارضته عودة جماعية للروهينغا، رغم اتفاق وقعته الحكومتان البورمية والبنغلادشية الأسبوع الماضي.


وتزيد زيارة الحبر الاعظم التي تستمر 4 أيام الضغوط على سلطات بورما بشأن معاملة افراد هذه الأقلية الذين وصفهم البابا بانهم "اخوتنا". وكرر نداءاته لتخفيف معاناتهم.  

ويدرك البابا أن القوميين البوذيين المتشددين يتابعون من كثب تصريحاته خلال الزيارة. ونصحه رئيس اساقفة بورما الكاردينال تشارلز بو بعدم لفظ كلمة "الروهينغا" التي تثير غضب البوذيين، واستخدام تعبير "المسلمين في ولاية راخين" بدلا منها.

ولم يتردد البابا مرارا، في الاشهر الماضية، في إدانة المعاملة التي يتلقاها هؤلاء، رغم استياء البوذيين من هذه التصريحات، وكذلك من الإدانات الدولية لطريقة تعامل الحكومة مع الأزمة.

وحضرت حشود من الكاثوليك اليوم إلى رانغون لاستقبال البابا البالغ 80 عاما، ملوحة باعلام بورما والفاتيكان من المطار وعلى الطريق التي سلكها موكبه.  

وقالت كريستينا اي اي سين، وهي موظفة بنك ارتدت قميصاً قطنياً عليه صورة البابا وكلمتا "السلام والمحبة": "رأيت البابا. بكيت من شدة فرحي. إنه لطيف وحنون. لقد أتى من أجل السلام".

وكان البابا قال الاحد أمام نحو 30 الف شخص تجمعوا في ساحة القديس بطرس للمشاركة في صلاة التبشير الملائكي: "ادعوكم لمرافقتي بالصلاة، ليكون حضوري من أجل هذين الشعبين إشارة تقارب وأمل".

ويعلق المسيحيون الكاثوليك البالغ عددهم نحو 650 الف شخص، ويشكلون نحو 1 بالمئة من سكان بورما الذين يعدون 51 مليونا، آمالا كبيرة على الزيارة. وقالت الراهبة جينيفياف مو من ولاية كارين في شرق البلد: "الناس جاؤوا من كل مكان لمجرد رؤيته لبضع دقائق. أنا سعيدة وفخورة بحكومتنا التي أتاحت تنظيم هذه الزيارة".


وبالمثل يترقب الزيارة لاجئو الروهينغا الذين رووا شهادات مروعة عن فظاعات جيش بورما التي تمثلت في عمليات اغتصاب وقتل وتعذيب. وقال إمام المسجد نور محمد (45 عاما) في مخيم للاجئين الروهينغا في كوكس بازار الحدودية في بنغلادش انه يأمل في أن يقنع البابا مسؤولي بورما بعودة اللاجئين ومنحهم "المواطنة وانهاء كل اشكال التمييز" بحقهم.  

قبل اندلاع اعمال العنف، كان يعيش نحو مليون من الروهينغا في بورما، عدد كبير منهم منذ اجيال عدة. ويطلق عليهم البوذيون "البنغاليين"، لانهم اساسا هاجروا من هذا البلد.  

العام 1982، اقرت بورما قانونا يمنعهم من الحصول على الجنسية. وهذا جعلهم أكبر مجموعة محرومة من الجنسية في العالم. وهم يتعرضون فيها لشتى انواع التمييز، من العمل القسري إلى الابتزاز وحرمانهم من حرية التنقل وقوانين زواج غير عادلة، عدا عن مصادرة اراضيهم.

لكن هامش المناورة لدى البابا محدود، إذ يقول ريتشارد هورسي، المحلل المستقل المقيم في بورما، ان "الغالبية في بورما لا يصدقون الروايات الدولية حول تعرض الروهينغا لفظاعات وحول لجوء مئات آلاف منهم إلى بنغلادش". وأضاف: "اذا أصر البابا على التطرق الى المسألة، فسيؤجج ذلك التوتر"، وهو ما يخشاه الكاثوليك.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم