الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"خلّي يلحق اذا بلحّق"

منى يعقوب
"خلّي يلحق اذا بلحّق"
"خلّي يلحق اذا بلحّق"
A+ A-

لم تحظَ ألعاب" البنات " باهتمامي... هل تنبهت لما قلته الآن وشاركتموني به صورياً به "ألعاب البنات"، وأول ما جال في خاطركم اللون الزهري وعروس وبيت و مقلاة... اليس كذلك؟

أردت دائماً، ان أطلق العنان لرجلي، من دون ارتداء اي فستان وسلاسل، أن أمرح، أن أتسلق شجرة، أن اشتري مسدساً مائياً وأزعج رفاقي ونضحك... لم أكن أريد أن أصبح أماً تحمل طفلة.. حلمي تعدى إلى تغيير العالم، والبحث عن النساء القويات جسداً وروحاً لأستحق بهذه الأفكار الطفولية التي رافقتني حتى الآن لقب "حسن صبي"! وأتساءل كم من فتاة مثلي، أم انا "حسن" الوحيدة !

البطلة العالمية لكمال الأجسام ناهد عبد الستار، لم يؤمن بها أحد أكتر من نفسها لتصل إلى العالمية، والتي امضت سنوات تتحدى نفسها والمجتمع الغيور لتحقق حلمها. هل تحقيق حلم بات حصراً لـ"حسن"!

فكلما حملت وزناً في النادي الرياضي المكتظ بالشباب، لمحت أحدهم ينظر إليها بإعجاب و يتمتم بالسر من خلفها! زاد إصرارها، وإن حملت صورها وجالت تسأل... الجواب متل الصبيان ما فيها انوثة.. وانما اذا التقيتم بقلبها لوقعتم و"حسن" بحبها !

لم أخبركم عنها؟ لاسأل اذا حظيت بلقبي ايضاً!

ماذا عن غريتا تسلكيان؟

وقعت، نهضت، لم تمض ايامها في تحضير الحلوى في المطبخ، ليس لأن في ذلك خطأ، وإنما كانت تستثمر وقتها وجهودها في التعافي و الوقوف من جديد بعد كل مرة تتباطأ لتدفع بنفسها لكسر رقم قياسي آخر في مسابقات الركض العالمية، ابنة الأولمبياد نجحت بتحطيم أرقامها االشخصية.

أتحدي الذات، النجاح و الموهبة هي من صفات "حسن" صبي؟

دخلت لعبة المصارعة ويبدو أنني ورثت اللعبة عن أبي الذي لم يورثها لأخي بل لي، اتستطيع التخلص من عيني والدتك، أنف خالك، بشرة ابيك؟ ولم استطع التخلي عن شعور الفرح والتفاني للعبة صنّفها المجتمع أنها للذكور، فهذا ما سمعته كلما قلت إنني أمارس هذه اللعبة بالإضافة الى كرة السلة! أحببت الملاعب، التعب والتحدي أكثر من التسوق وشراء مساحيق التجميل...

اخترت القوة والثقة بالنفس ليصبح شغف الرياضة "مرضاً" اتهمني به المجتمع! أنزعج عندما ينادونني "حسن صبي"؟ بالطبع أنزعج فانا لست حسناً!

اخترت ان اكون أقوى من حسن!

كما العديد من النساء اللواتي اخترن ذلك غير آبهات!

لقد كتبت عن نفسي لأنني لن أصف إحداهن بحقيقة ما أشعر، ولكن أدرك بأنهن يشعرن بثقل المجتمع كما عشته! وكلما سمعن "ليك متل حسن صبي".

لكل فتاة استحقت اللقب أيضاً أراكن امامي وطريقي خلفكن.. "وحسن خلّي يلحق اذا بلحّق"...



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم