الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

التحالف الإسلاميّ العسكري: استعدادات لما بعد... بعد داعش

"النهار"
التحالف الإسلاميّ العسكري: استعدادات لما بعد... بعد  داعش
التحالف الإسلاميّ العسكري: استعدادات لما بعد... بعد داعش
A+ A-

وافتتح وليّ العهد السعودي محمّد #بن_سلمان الاجتماع اليوم تحت شعار "متحالفون ضدّ الإرهاب" بحضور حوالي أربعين دولة إسلامية ووفود دوليّة داعمة. وقد تحدّث عن إشارة قويّة للعمل المشترك في إطار التحالف لكي تتمّ ملاحقة الإرهاب حتى يختفي تماماً عن وجه الأرض. وبعدما قدّم تعازيه لمصر شدّد بن سلمان أيضاً على عدم السماح للإرهاب بترويع الآمنين. هذا الاجتماع هو الأوّل من نوعه منذ تأسيس التحالف في كانون الأول 2015 بقيادة الرياض التي تضمّ غرفة العمليّات المشتركة للتحالف. وبحسب بيان التأسيس، حرص الأخير على "محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيّاً كان مذهبها وتسميتها".  


"تفنيد خرافات العصابات الجبانة"

ويعمل التحالف على تحقيق أهدافه عبر اعتماد خطط سياسيّة وإعلاميّة وعسكريّة وفكريّة وماليّة. ولذلك، تحدّث مسؤولون مولجون بمتابعة هذه المسارات مقدّمين اقتراحاتهم عن الاستراتيجيّات المتّبعة في هذا المجال. القائد العسكريّ للتحالف الإسلاميّ الفريق أوّل رحيل شريف شدّد على توجّه التحالف إلى إنشاء منبر لتبادل المعلومات الاستخباريّة. أمّا وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني الدكتور محمّد المومني فلفت النظر إلى تكثيف التنسيق وتبادل الأفكار من أجل "محاربة الإرهاب على المستوى الفكري والأيديولوجي وتفنيد المزاعم والخرافات التي تتعارض مع القيم الدينيّة والإنسانيّة". وأّكّد أيضاً أهمية التركيز على جهود الإعلام لمكافحة التطرّف خصوصاً أنّ "العصابات الجبانة تلقّت هزائم خلال الفترة الماضية بينما الحرب لم تنتهِ بعد". وذهب محافظ مؤسّسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي إلى التشديد على التضامن بين الدول من أجل مكافحة تمويل المجموعات الإرهابيّة التي باتت تعتمد على تنويع مصادرها كالاعتماد على عائدات النفط والغاز والتجارة بالآثار وأموال الفديات وغيرها. وتطرّق الشيخ محمّد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي في كلمته، إلى قيام الإرهاب على عقيدة متطرّفة، مولياً الأهمّيّة إلى المسار الفكريّ الذي يشكّل أحد العناصر الأساسيّة التي يستند إليها التحالف. فالإرهاب مشكلة "أيديولوجية وليست أمنيّة فقط" بينما تمدّد "التطرف المعاصر بسبب غياب المواجهة العليمة. وقد جاء هذا بسبب اجتزاء النصوص الدينيّة".


بين التحوّلات الداخليّة والإقليميّة

وكان لافتاً استبعاد التحالف في فترة تأسيسه عدداً من الدول الإسلاميّة وعلى رأسها إيران التي تتّهمها السعوديّة برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط وتهديد الأمن القوميّ للخليج العربي. وإلى جانب إيران، تمّ استبعاد #العراق و #سوريا و #الجزائر أيضاً. إنّ اجتماع اليوم لا يأتي مترافقاً مع التوسّع الإيراني في المنطقة وإطلاق الحوثيّين صاروخاً بالستيّاً على الرياض والهجمات الإرهابيّة على مصر وحسب. بل تعتبر الأزمة الخليجيّة من بين أبرز الأحداث التي يمكن أن تؤثّر على أهداف التحالف، خصوصاً أنّ قطر عضو فيه. وقد وُجّهت انتقادات في السابق إلى هذا التحالف باعتباره ذا طبيعة مذهبيّة واحدة، خصوصاً مع استبعاد دولتين مثل إيران والعراق. لكنّ خلاف الرياض وأبو ظبي إضافة إلى القاهرة مع الدوحة التي لم تتمّ دعوتها إلى الاجتماع يلغي ما اعتبره البعض توجّهاً مذهبيّاً سنّياً محضاً لهذا التحالف الذي ذهب البعض إلى حدّ تشبيهه ب "الناتو الإسلاميّ". حتى الرياض التي تستضيف أعمال الاجتماع الأوّل هي نفسها تشهد تحوّلات كبيرة سياسيّة واجتماعيّة. في هذا السياق، يأتي إصرار وليّ العهد على عودة السعوديّة إلى مرحلة الإسلام الوسطي من دون أن يعني ذلك إعادة تفسير للإسلام، كمساهمة في تشكيل إطار فكريّ واسع لعمل التحالف. وقد أكّد بن سلمان خلال كلمته على أنّ أكبر خطر للإرهاب اليوم هو تشويه الدين الإسلامي الحنيف وعقيدته السمحاء.


تحدّيات ما بعد داعش

لا شكّ في أنّ الفترة المقبلة ستحمل الكثير من التحدّيات في مواجهة الإرهاب. فداعش خسر جميع الأراضي التي سيطر عليها يوماً أو يكاد. لكنّ مرحلة ما بعد داعش ستكون أيضاً شائكة جدّاً. فنهاية التنظيم ميدانيّاً، لا تعني نهايته فكريّاً أو افتراضياً على مواقع التواصل الاجتماعيّ، كما لا تعني غياب قدرته على شنّ هجمات إرهابيّة، أحصلت في العالم العربي أم الغربي. إضافة إلى ذلك، يبدو الاستعداد الإيراني لملء الفراغ الذي تخلّفه نهاية التنظيم دافعاً إضافيّاً لمحاولة التحالف الإسلاميّ إيجاد صيغة لمواجهتها أو لتحجيم مفاعيلها. بموازاة ذلك، يأتي الاجتماع كاستمرار لسعي الرياض إلى استكمال مدّ الخطوط مع الغرب (بعد القمّة الأميركيّة الإسلاميّة العربيّة شهر أيّار الماضي) للتنسيق في مكافحة الإرهاب. يأتي ذلك عبر تشديد التحالف الإسلاميّ على اعتماد مقاربة جديدة شاملة تهدف إلى القضاء على المنابع الفكريّة والماليّة للتشدّد، إضافة إلى إقناع الغرب بأنّ الإرهاب لا دين ولا مذهب له. وهذا ضروريّ بالنسبة إلى الرياض في إطار محاولتها احتواء التمدّد الإيرانيّ في الشرق الأوسط وفي الخليج العربيّ على حدّ سواء.

البيان الختامي


وأكد البيان الختامي لاجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري أن الإرهاب يمثل تحديًا للأمن والسلم الدوليين، يتجاوز حدود الدول، وأصبح أشد فتكً من قبل.

وقال الفريق عبد الله الصالح، أمين عام التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، أن وزراء الدفاع أكدوا عزمهم على تنسيق الجهود الرامية إلى التصدي للإرهاب، من خلال العمل الجماعي المنظم، لوضع حدّ لمن يؤجّج التطرف والطائفية. وأقر وزراء دفاع التحالف الإسلامي آليات المواجهة الشاملة للإرهاب فكريًا وإعلاميًا وتمويليًا وعسكريًا. 


وفكريًا، شدد التحالف الإسلامي على فضح أفكار التطرف ومناهجه والحد من انتشاره وتأثيره على الأفراد والمجتمعات، مع إبراز قيم الإسلام المعتدل وقدرته على التعايش مع الآخر. أما إعلاميًا فقرر وزراء الدفاع استخدام وسائل الإعلام في مواجهة الدعاية الإرهابية وإيضاح بشاعة أفعالها، وكشف أساليب المتطرفين في الترويج وتعرية تصوراتهم. 


وحول محاربة تمويل الإرهاب، أعلن وزراء الدفاع العمل على تجفيف منابع تمويل الإرهابيين مع زيادة التنسيق وتبادل المعلومات والبيانات بين الدول في هذا المجال، وتطوير النظم والإجراءات الخاصة بحرمان الإرهاب من أي مصادر مالية. 

وعن التنسيق العسكري ضد الإرهابيين، أكد وزراء الدفاع على أهمية المواجهة العسكرية للإرهاب في حفظ السلم والأمن إقليميًا ودوليًا. كما أعربت دول التحالف عن التزامها بتأمين القدرات العسكرية والموارد اللازمة لإضعاف التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم