الجمعة الأسود في مصر... مذبحة المسجد استهدفت صوفيين وعسكريين

وكان مسؤولون أمنيون ذكروا ان مسلحين فجروا عبوة ناسفة في المسجد الواقع في قرية الروضة-بئر العبد خلال صلاة الجمعة، ثم أطلقوا النار من أربع سيارات رباعية الدفع. 

وقالت الباحثة في شؤون الحركات الإسلامية، يارا اليماني لـ"النهار" إن "هناك جماعتين تنشطان بشكل أساسي في المنطقة التي شهدت التفجير، وهما (ولاية سيناء) الموالية لـ(داعش)، و(جند الإسلام) التابعة لـ(القاعدة)".

وأوضحت أن "تنظيم (ولاية سيناء) لديه مئات المقاتلين في سيناء، وهناك تقديرات تقول إن عددهم يبلغ قرابة 1500 مقاتل، وهم أكثر عددا من جند الإسلام". ورجحت اليماني أن يكون من قام بالعملية هو "داعش"، مشيرة إلى أنه "بقراءة المتغيرات والعمليات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية، فإننا نستطيع أن نرى بصمات (داعش) في هذه العملية. هذا التنظيم يستهدف المدنيين، أما تنظيم القاعدة فهو يستهدف قوات الجيش والشرطة بشكل أساسي". 

وتبعد قرية الروضة عن العريش مسافة 50 كيلومتراً،  وعن بئر العبد قرابة 40 كيلومترا، وينتمى معظم سكانها لعائلة الجريرات إحدى فروع قبيلة السواركة. وتعد عائلة الجريرات من أتباع الشيخ عيد أبو جريد مؤسس الطريقة الصوفية الجريرية فى سيناء.

ويقول مصدر محلي إن التفجير داخل المسجد، في منطقة الروضة، ت استهدف تحديداً قبيلة السواركة التي يقطن أغلب أفرادها وقياداتها في تلك المنطقة، خاصة القبيلة الفرعية داخل السواركة، وتدعى “الجريرات” أو” الجريرين”. 

تلك القبيلة، هاجمت الفكر الداعشي. وشن إمام المسجد، الجمعة الماضي، هجوماً شرساً على العناصر التكفيرية في سيناء، وتنظيم “داعش”. 

وقد استهدف الارهابيون القبيلة اليوم بسبب فشلهم في إقناعها بعدم التعاون مع رجال الجيش والشرطة، لمطاردة عناصرهم بين الحين والآخر، خصوصاً أنه تم اغتيال الشيخ سليمان أبو حراز، أحد أبرز قيادات القبيلة، منذ عام تقريبًا، إلى جانب الشيخ عيد أبو جرير. .

وقال الأكاديمي، المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، عمر بدر الدين، إن استهداف "ولاية سيناء"، مسجد الروضة، حقق للتنظيم ضربتين في عملية واحدة،  أولاً استداف العسكريين ذلك أن عدد من المصلين داخله ينتمون للجيش والشرطة، وثانياً الصوفيين المختلفين عقائدياً مع التنظيم، وذلك أن المسجد هو الوجهة المفضلة لهم.

وتشهد منطقة العريش مواجهة بين السلطات المصرية وإسلاميين متطرفين يتبعون "داعش" و"القاعدة". وتزايد عدد عناصر تلك الجماعات خلال السنوات الماضية، خاصة في أعقاب تظاهرة 25 كانون الثاني 2011، وصعود الإسلاميين إلى الحكم، بقيادة جماعة "الإخوان المسلمين".  

كذلك، ساهمت الاضطرابات الأمنية في ليبيا، وهزيمة "داعش" في معاقله في سوريا والعراق في تدفق العديد من المقاتلين إلى مصر، عبر الصحراء الغربية، وقطاع غزة، كما سهل الإخوان في فترة حكمهم بدخول مئات الجهاديين.

وبعد اطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لـ"الإخوان المسلمين"، في تظاهرات شعبية ساندتها الجيش المصري في 30 حزيران 2013، صعدت تلك الجماعات الجهادية هجماتها على قوات الجيش والشرطة، كما استهدفت المدنيين، بغية إسقاط النظام الحاكم، وتصدير شعور بعدم قدرة النظام على حفظ الأمن والاستقرار في مصر.

واستنكر زعماء العالم الهجوم المروع.

ووصفه الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنه  عمل ارهابي خسيس و جبان.

واستنكر ه أيضاً وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان واصفاً اياه ب"الاعتداء المريع"، مقدما تعازيه الى عائلات الضحايا والسلطات المصرية. 

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على موقع "تويتر":"اشعر بحزن عميق بسبب الاعتداء المروع على مسجد في شمال سيناء"، مقدماً تعازيه الى كل المتضررين من "هذا العمل الوحشي".

وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية تعزية الى نظيره المصري قال فيها ان الهجوم "يصدم بوحشيته. نرى مرة جديدة ان الارهابيين لا يمتون إلى البشر بصلة".

وأكد استعداد بلاده "تعزيز التعاون مع مصر الصديقة في مكافحة قوى الارهاب الدولي".

واعتبر الناطق باسم الحكومة الالمانية ستيفن سايبرت ان "الهجوم على مصلين في مسجد في شمال سيناء جريمة شنيعة"، مضيفا "الارهاب عدونا كلنا".

وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري أعرب فيها عن "استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإجرامية الشنيعة"، بحسب ما افادت وكالة الانباء الكويتية الرسمية.

ةفي المنامة، استنكرت وزارة الخارجة البحرينية الهجوم، وجددت موقف البحرين "الثابت الرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب، والداعي إلى تضافر كافة الجهود الهادفة لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابع تمويله". 

كما أعربت سلطنة عمان عن "ادانتها واستنكارها الشديدين" للهجوم، داعية "كافة دول العالم الى بذل المزيد من الجهود لمحاربة الارهاب".