الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مركز الشمال للتوحّد ...حلم الدمج أصبح حقيقة!

المصدر: "النهار"
"النهار"
مركز الشمال للتوحّد ...حلم الدمج أصبح حقيقة!
مركز الشمال للتوحّد ...حلم الدمج أصبح حقيقة!
A+ A-

صامتٌ، لا يتفاعل كثيرا، يقوم بحركات متكررة، يبدو وكأنه لا يكترث لما يدور حوله، كأنه في عالم آخر...


أعراض كثيرة يراها البعض غريبة وبعيدة عنهم، لكن البعض الآخر يعيشها مع أطفالهم في المنزل. حالات عدّة شُخصّت في خانة "التوحّد"، الأرقام الى إرتفاع في ظل غياب الإحصائيات الجديدة في لبنان. قصص عاشها البعض وسمع عنها البعض الآخر، هذا الواقع دفع #ريما_فرنجية الى إنشاء مركز الشمال للتوحّد في العام 2010 لتوفير التعليم للأطفال والدعم والتوعية لأسرهم والمحيط. مهمة انسانية شقت طريقها مُتحدية كل الظروف، وُلد الحلم وأصبح اليوم ملموساً بين أيدي هؤلاء الأطفال الذين يعيشون أحلامهم الصغيرة بسلام وكثيرٌ من الحب!  

فرض "التوحّد" حاجة الى إيجاد حل فعاّل لإنقاذ هؤلاء الأطفال. هكذا بدأت رحلة مركز الشمال للتوحّد التي تعمل على تقييم ومعاملة كل شخص على أساس فردي. فالخدمات ووسائل العلاج توصف وفقاً لإحتياجات الفرد بالإضافة الى الإهتمام بعائلات الأطفال لتطوير مهاراتهم وقدراتهم. وفي هذا الإطار، أكدت مديرة مركز الشمال للتوحّد سابين سعد لـ"النهار" انه "علينا اولا ان نعرف ان التوحّد هو إضطراب في التطور النفسي والعصبي، يظهر عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. يؤثر هذا الإضطراب على التفاعل والتواصل الإجتماعي، بالإضافة الى ظهور سلوك نمطيّ متكرر وإهتمامات محدودة وقد تكون أحيانا مرفقة بإضطرابات اخرى كالتأخر الذهني، الصرع، حركة مفرطة وضعف في التركيز..."

التشخيص الدقيق

يُصاب الذكور بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بالإناث وتختلف الأعراض بين طفل وآخر وتتراوح بين خفيفة وشديدة. ينعكس إضطراب التوحّد على مختلف الأصعدة الإجتماعية والسلوكية والنمطية التي تصب في التكرار والاهتمامات المحدودة وعدم التعبير. برأي سعد ان" أكدت الدراسات العلميّة الحديثة ان العوامل البيولوجية والوراثية تلعب دوراً رئيسياً في هذا المجال. لذلك ان التشخيص الدقيق للتوحّد يمثّل القاعدة الأساسية للبرنامج التعليمي والعلاجي الأكثر ملاءمة للحالة."

كيف يعمل المركز على البرامج التربوية ويحرز هذا التقدم الإيجابي في حياة الأطفال؟ تشير مديرة مركز الشمال للتوحّد سابين سعد الى ان" العامل الرئيسي على نجاح البرنامج التعليمي يكمن في النظرة الإيجابية للطفل والإيمان بأنه سوف يتقدم. هناك فريق عمل متعدد الإختصاصات ( اختصاصي نفسي، اختصاصي في علاج النطق، اختصاصي في العلاج النفسي – الحركي، اختصاصي في التربية التقويمية، مرافقة دمج وطبيب نفسي). بالنسبة الى المركز، يُعتبر تعليم التواصل والمهارات الإجتماعية من أهم أهداف المركز والمنهج التربوي ويتمّ التركيز على تعليم الطفل كيفية التفاعل إجتماعياً وتطوير مهارات اللعب عنده وتنمية مهاراته الإدراكية."

وأضافت: "كذلك نسعى الى إشراك الأسرة في عملية التعليم وتدريبهم على التعامل مع أطفالهم ومشاركتهم في مراحل وخطوات لتعليم" وفق سعد التي تضيف "لكن هذا ليس كل شيء، فالتحديات كبيرة والرحلة ما زالت طويلة وشائكة، لاسيما في مسألة الدمج التي أثارت اهتمام العديد من العاملين في مجال التوحّد. صحيح ان هناك إختلاف في نتائج الأبحاث إلا ان جميعها أكدت فوائد الدمج، ونحن نعمل على تحقيق ذلك من خلال توفير خدمات خاصة كالتدريب اللغوي والتدريب على المهارات الإجتماعية."

اقرأ ايضاً: كان يضع يديه على أذنيه ويهزّ: "فؤاد ليس مجنوناً... إنه التوحّد"!

الدمج ...إنتصار آخر

وأكّدت سعد أنّ "المركز أطلق مشروعاً رائداً هو برنامج الدمج المدرسي للأولاد الذين يعانون التوحّد، وذلك في الصفوف الاعتيادية. هناك فئتان من الدمج: التام والجزئي. لهذا تمّ التوافق بين المركز وبعض المدارس لاستقبال التلاميذ الذين يمكنهم الاستفادة من برنامج الدمج."

وتختم بالقول" ان التشخيص المبكر، تقديم العلاج المناسب وتطبيق خطة التدخّل الملائمة، بالإضافة الى تقديم الدعم المعنوي الضروري للأهل تعتبر من أهم العوامل التي قد تساهم في تطوّر الطفل وتجعلنا أكثر تفاؤلاً بمصير هؤلاء الأطفال. في النهاية، كل هذه الجهود تهدف إلى دمج الأولاد في المجتمع، معتمدين على قدراتهم الذاتية، وتوفير نوعية حياة أفضل من خلال تعزيز التواصل والتفاعل في المجتمع، ليصبح هؤلاء الأشخاص منتجين في المجتمع."






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم