الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

القمة الثلاثية في سوتشي ترى "فرصة حقيقية" للحل في سوريا

القمة الثلاثية في سوتشي ترى "فرصة حقيقية" للحل في سوريا
القمة الثلاثية في سوتشي ترى "فرصة حقيقية" للحل في سوريا
A+ A-

اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيسين الايراني حسن روحاني والتركي رجب طيب اردوغان، في قمة جمعتهم الأربعاء، على عقد مؤتمر للحكومة والمعارضة السوريتين في روسيا، معتبرا ان ثمة "فرصة حقيقية" لانهاء النزاع في سوريا على رغم الشكوك التي لا تزال تكتنف هذه المبادرة. 

اجتمع بوتين بروحاني واردوغان في سوتشي بجنوب غرب روسيا من أجل دفع عملية السلام في سوريا، وقت استعادت الحكومة السورية بدعم من الجيش الروسي قسماً كبيراً من الاراضي التي كانت تحت سيطرة المجموعات الاسلامية المتطرفة والمعارضة المسلحة.

وكان بوتين كثف قبل القمة اتصالاته الديبلوماسية، فاستقبل الرئيس السوري بشار الاسد في سوتشي الاثنين في رحلة أولى للاسد الى الخارج منذ 2015، وأجرى سلسلة من المحادثات الهاتفية الثلثاء شملت الرئيس الاميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وصرح بوتين اثر اجتماعه بروحاني واردوغان قرابة ساعتين بأن "مرحلة جديدة في تسوية الازمة (السورية) تبدأ".

وأعرب الرؤساء الثلاثة عن تأييدهم لعقد "مؤتمر للحوار الوطني في سوريا" في سوتشي، تكريسا لمبادرة روسية اطلقت في نهاية تشرين الاول 2017.

ورفضت المعارضة السورية في حينه هذه المبادرة، كما انتقدتها دول غربية بدعوى ان أي محادثات سياسية يجب ان تتم في اطار مفاوضات جنيف التي تنظمها الامم المتحدة منذ 2014 والتي من المقرر ان تعاود في 28 تشرين الثاني الجاري. لكن الرئيس الروسي رأى ان اجتماع القوى السياسية سيكون "محفزاً" لمسار جنيف.

وسارعت دمشق الى اعلان تأييدها لعقد هذا المؤتمر الوطني في سوتشي.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية انه "انطلاقا من حرص الجمهورية العربية السورية على دعم أي عمل سياسي يحترم سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ويسهم في حقن الدم السوري ترحب الحكومة السورية بالبيان الختامي للقمة الثلاثية المنعقدة اليوم في سوتشي".

وتشرف روسيا وايران حليفتا النظام السوري وتركيا حليفة المعارضة السورية على مفاوضات أستانا عاصمة قازاقستان، التي اتاحت قيام أربع "مناطق خفض التصعيد" على الاراضي السورية.

وأتاح قيام هذه المناطق الحدّ من التوتر ميدانياً بعد جمع ممثلين للنظام والمعارضة لمناقشة مسائل عسكرية، في حين ان المحادثات السياسية تجري في جنيف وهي لم تحقق نتيجة تذكر.

ولكن لا تزال ثمة شكوك في المبادرة الروسية اذ لم يحدّد اي موعد للمؤتمر السوري. كما ان اردوغان بقي على موقفه الرافض لمساهمة المجموعات المسلحة الكردية السورية التي تسيطر على قسم من شمال سوريا، في اية تسوية. وقال :"لا يمكن ان نعتبر عصابة ارهابية اياديها ملطخة بالدم طرفا شرعيا".

وقال الرئيس التركي أمام الحاضرين وبينهم قادة عسكريون ووزراء خارجية من الدول الثلاث: "النقطة التي وصلنا إليها مهمة لكنها غير كافية". وأضاف: "من الضروري لجميع الأطراف المساهمة في حل دائم ومقبول سياسيا لشعب سوريا. هذه القمة تهدف إلى إحراز نتائج... أعتقد ان قرارات حيوية ستتخذ".

والى الاعتراض على اشراك الاكراد في الحوار، كشف المسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ماهر أونال، أن أنقرة حافظت على "الخطوط الحمر" في قمة سوتشي ولا سيما منها التحفظ على أن يكون للرئيس السوري بشار الاسد أي دور في مستقبل سوريا "بعد سقوط هذا العدد من القتلى". وقال إن أنقرة أعربت عن دعمها لاجراء مفاوضات بين الأسد والمعارضة منذ بداية الحرب قبل سبعة أعوام. وأضاف أنه "من غير المنطقي خلال التفاوض إملاء موقف على الحل السياسي وحول ما إذا كانت المرحلة الانتقالية ستكون مع الاسد أو من دونه".

وشكل التدخل العسكري الروسي في ايلول 2015، وخصوصاً بشن غارات جوية على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، منعطفاً في مسار الحرب السورية التي أوقعت حتى الان أكثر من 330 الف قتيل الى ملايين اللاجئين والنازحين منذ أكثر من ست سنوات.

واتاح التدخل الروسي للجيش السوري استعادة مناطق واسعة في سوريا من التنظيم المتطرف كانت آخرها مدينة البوكمال الحدودية مع العراق مساء الاحد.

وفي تكريس للموقف القوي للاسد، استقبله بوتين الاثنين في مقره الصيفي بسوتشي وعانقه أمام الكاميرات.

وأكد الرئيس الروسي في مستهل القمة الثلاثية على "فرصة حقيقية لانهاء هذه الحرب الاهلية المستمرة منذ سنوات، تلوح". وقال: "يعود الى الشعب السوري أمر تقرير مصيره بنفسه... من البديهي ان العملية لن تكون بسيطة وستتطلب تسويات وتنازلات من الاطراف كافة بما فيهم الحكومة السورية".

وقال روحاني: "نرى أفقاً جديداً لانهاء الازمة في سوريا... لم تعد هناك ذريعة لابقاء وجود عسكري أجنبي على أراضي سوريا من دون موافقة الحكومة الشرعية لهذا البلد".

وهو كان يشير بذلك الى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي كان يشن غارات جوية على المسلحين الجهاديين من دون موافقة سلطات دمشق، على نقيض الروس والايرانيين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم