كيف يُمكن إحباط الفتنة السنّية - الشيعيّة وتجنُّب الفراغ؟

منذ القرن السابع الـميلادي، والصراع السنـي - الشيعي ما زال مستـمراً ويـحصد كل يوم مئات الضحايا. والـخلاف الذي بدأ بعد وفاة الرسول مـحمد سنة 632 م، وتطوّر على أثـر اغتيال الـخليفة الثالث للمسلميـن عثمان بن عفان، ثـمّ اغتيال الـخليفة الرابع علي بن أبـي طالب، جعل الفتنة مشتعلة بيـن الـمسلميـن.  وقد حصل التغيـيـر الـجذري بالنسبة الى الشيعة مع قيام الدولة الصفوية عام 1501، وتـحوُّل إيران من الـمذهب السنّـي إلى الـمذهب الشيعي. فـي العام 1979، قامت الثورة الإسلامية فـي إيران ضدّ حكم الشاه، فتسبّبت فـي تأجيج الـخلافات بيـن الـجانبيـن السنّـي والشيعي، إذ رفـع قادة إيران الـجدد شعار تصدير الثورة الذي كان يقلق الدول العربية الـمحيطة بإيران وفـي مقدمتها العراق ودول الخليج.عام 1980، اندلعت أطول حرب فـي القرن العشرين بيـن إيران والعراق، واستـمرت ثـمانـي سنوات، خلّفت أكثـر من مليون قـتـيـل من كلا الـجانبيـن. ساندت السعودية وحلفاؤها العراق تـحت حكم صدام حسيـن ووقفوا ضدّ إيران الثورة، ولكن الـحرب انتهت من دون منتصر، بـل بطرفيـن خاسريـن. بعدها، عاشت الـمنطقة فتـرة من الـهدوء بعدما أنـهكتها الـحرب الطويلة والـمُكلفة. ثـم جاء الغـزو الأميـركي للعراق سنة 2003 ليوقظ من جديد وحش الطائفية فـي الـمنطقة ويبلغ ذروته وشدّته بعد ثورات "الربيع العربـي". وهكذا أصبحت الدول العربية والاسلامية فـي الشرق الأوسط مُقسّمة على أساس طائفي لا على أساس وطنـي أو قومـي. من اليـمن إلى البـحرين، ومن...