الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في عيد الاستقلال... تحية للعسكريين الشهداء

المصدر: "صيحات"
جاد محيدلي
في عيد الاستقلال... تحية للعسكريين الشهداء
في عيد الاستقلال... تحية للعسكريين الشهداء
A+ A-

يستعد لبنان وشعبه للإحتفال غداً بعيد الاستقلال الـ74 . هذا العيد الذي استقل فيه الوطن عن الانتداب الفرنسي، يشكل مناسبة لتوحيد اللبنانيين من مختلف الطوائف والانتماءات السياسية ورص صفوفهم رغم كل الخلافات والتباينات في وجهات النظر. في هذا اليوم الذي ينتعش فيه الحس الوطني لا بد من إنعاش ذاكرتنا أيضاً والرجوع الى الخلف لنتذكر العسكريين الشهداء الذين قضوا على أيدي الجماعات الإرهابية الظالمة. 

في 2 آب من العام 2014 استباحت "داعش" و"جبهة النصرة" الأراضي اللبنانية وخطفت عسكريين من الجيش وقوى الامن، ثم توزع المخطوفون بين التنظيمين الإرهابيين. بعد جولة من المفاوضات مع الدولة اللبنانية، تم الإفراج عن مخطوفي "النصرة" وبقي العسكريون لدى "داعش" في مصير مجهول.

كثرت الشائعات والأقاويل حول المخطوفين، وعاش أهالي العسكريين لحظات مرعبة وبخاصة بعد حملة الإعدامات المصورة التي بدأت تطاول بعض الجنود. وبعد بدء معركة فجر الجرود التي أطلقها الجيش اللبناني عام 2017، خاض الجنود معارك باسلة ضد الجماعات الإرهابية وكشف مصير العسكريين الذين تحولوا من مخطوفين الى شهداء.

عثر على جثث اشتبه بأنها للجيش وتم إخضاع الأهالي لفحوص الـDNA التي أثبتت لاحقاً أن الجثث تعود الى العسكريين المختطفين. أيام وأشهر وسنوات من الألم عاشها ذوو الجنود وطويت صفحة سوداء في تاريخ لبنان وانتهت القصة الحزينة.

تبادل المسؤولون الاتهامات وكثرت الأقاويل حول تقاعس الدولة في القيام بواجباتها وحماية العسكريين، الا أن هذا الكلام لن يعيد الشهداء الى الحياة ولن يطفئ نيران الألم التي سترافق الاهالي طيلة حياتهم.

تذكر العسكريين الشهداء في عيد الاستقلال خاصة واجب وطني ومسؤولية يجب الالتزام بها، هم جنود التحقوا بواجبهم الوطني ولبّوا نداء لبنان من دون تردد الا انّ ظروفاً مجهولة خذلتهم وطعنتهم في الظهر. يمكن اعتبارهم ضحايا للخلافات السياسية وتقصير الدولة، لكنهم أيضاً أظهروا غياب الضمير الشعبي الذي لم يحرّك اللبنانيين ويدفعهم للتظاهر والثورة دفاعاً عن حقوق وكرامة العسكريين.

محمد يوسف من بلدة مدوخا، إبرهيم مغيط من القلمون، سيف ذبيان من مزرعة الشوف، علي المصري من حورتعلا، خالد حسن وحسين عمار من فنيدق، مصطفى وهبة من اللبوة، علي الحاج حسن من شمسطار، يحيى خضر من الضنية وعباس مدلج الذي استشهد بعد شهر من اختطافه. لكم كل التحية، يا شهداء الوطن الذين ضحوا بأنفسهم على مذبح الكرامة، لا يسعنا في عيد الاستقلال الذي ينتقص بوجودكم سوى إحياء ذكراكم وشكركم على شهادتكم... كل عام وأنتم استقلالنا.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم