الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا يزال الباب مفتوحا امام العودة عن الاستقالة

المصدر: "النهار"
موسى عاصي
لا يزال الباب مفتوحا امام العودة عن الاستقالة
لا يزال الباب مفتوحا امام العودة عن الاستقالة
A+ A-

بدا الرئيس سعد الحريري في اليوم الثاني على اقامته الباريسية مرتاحا وهادئا، بقي طيلة نهار الاحد في منزله الكائن في شارع "جان غوجون" البعيد مئات الامتار من قصر الأليزيه، استقبل من جاء من بيروت للتهنئة وهم جميعا من عائلته الخاصة وعائلته السياسية، بدءا من عمته النائب بهية الحريري والامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ونادر الحريري مدير مكتبه، والوزراء نهاد المشنوق وغطاس خوري والنائب السابق باسم السبع وغيرهم من المقربين سياسيا، هؤلاء جميعا بقوا معظم ساعات النهار في منزل الحريري لوضع خارطة طريق العودة الى لبنان والخيارات المطروحة امام رئيس الحكومة المستقيل على ضوء التمني الفرنسي بالعودة عن الاستقالة.

واستنادا الى أجواء الحريري فإن الباب لا يزال مفتوحا على العودة رئيسا للحكومة، في حال تحقق بعض ما تضمنه بيان الاستقالة من الرياض، ونقل عن أحد المقربين جدا من الحريري قوله، في حضور الحريري نفسه، انه (أي الحريري) لديه "رؤية جديدة للمرحلة المقبلة ومش بنيتنا توتير الاجواء"، وعبر الحريري في جلسة خاصة مع صحافيين لبنانيين عن ارتياحه الكبير للوحدة الوطنية التي عبر عنها اللبنانيون في هذه المرحلة وعن تقديره لمواقف رئيس الجمهورية في مرحلة وجوده في السعودية، ويعول عليه للقيام بمبادرة لاعادة الاستقرار.

وبحسب معلومات خاصة مصدرها مقربون من الاليزيه، فإن الرئاسة الفرنسية مستمرة في اتصالاتها مع عدد من العواصم المؤثرة في الوضع اللبناني فضلا عن التواصل الدائم مع الرئيس عون في محاولة لتسهيل عودة الحريري عن استقالته، ويبدو ان الاليزيه والحريري متفقان على تسليم الامور الى عون من أجل القيام بمحاولة لاقناع حزب الله بتقديم بعض التنازلات تسهل امور الحريري مع الرياض، لكن رئيس الحكومة والفرنسيين يحافظون على واقعيتهم بشأن ما يمكن ان يقدمه حزب الله ولايتوقعون ان توازي هذه التنالات، اذا قدمها الحزب، ما طالب به الحريري في استقالته، والطرفان اعلنا مسبقا ان سلاح حزب الله ليس شأنا لبنانيا فقط، وكرر الاليزيه مراراً أنه لا يجب تحميل لبنان ما يفوق قدرته على التحمل.

وترى باريس ان من مصلحة عون وحزب الله السير في هذه المحاولة "لأن استمرار الحريري في الاستقالة يعني أن الأزمة الحكومية ستستمر لأشهر طويلة وربما لسنوات، وستضرب الولاية الرئاسية لعون بكاملها بدءا من الانتخابات النيابية المقبلة وصولا الى الاستحقاق الرئاسي بعد 5 سنوات، وتتحضر باريس لهذا الاحتمال الأسوأ من أجل مواكبة الازمة اللبنانية الى ان يتم انتقال السلطة "بشكل سلس" عام 2022.

ترتيب البيت الداخلي

وفي اليوم الاول لوصوله باريس، طُرحت اسئلة كثيرة على الحريري من قبل الصحافيين اللبنانيين الذين دعاهم للقائه في جلسة "بلا سياسة"، ورفض الحريري الاجابة عن أي سؤال يخص اقامته في السعودية ولا عن مصير استقالته، مؤكدا ان ابنيه عبد العزيز ولؤلؤة بقيا في السعودية لمتابعة الدراسة "فعلا لا قولاً"، وتمحور جزء من الاسئلة حول المواقف التي اتخذت في لبنان من قبل فريقه السياسي اثناء وجوده في السعودية، وكانت الاجوبة شحيحة لكنه اوحى باشارات واضحة ان عملية ترتيب للبيت الداخلي ستتم في لبنان وقد بدأت فعلا في باريس، فالذين حضروا لملاقاته في العاصمة الفرنسية يعدون من "الأوفياء" الذين اتخذوا مواقف داعمة كوزير الداخلية نهاد المشنوق والسيدة بهية الحريري والوزير غطاس خوري وغيرهم، وكان لافتا غياب النائب عقاب صقر المقرب جدا وتاريخيا من الحريري، كما اوحى المقربون منه أن الترتيب الداخلي لن ينحصر بتياره فقط بل "سيطال فريقه السياسي الواسع".

اقرأ ايضاً 8 آذار ستواجه بيان الجامعة: متمسكة بالحريري...وبرفض السنيورة

"نيويورك تايمز": الحريري يصرف الاعمال حتى الانتخابات

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم