كينيا: المحكمة العليا تقرّ انتخاب كينياتا... الأنصار يحتفلون، والمعارضة تتظاهر

أقرت #المحكمة#العليا في #كينيا اعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته اوهورو #كينياتا، مما دفع بالمعارضة الى الخروج في تظاهرات اسفرت عن مقتل شخصين، على ما أعلنت الشرطة.

وإثر إعلان قرار المحكمة، عمّت الاحتفالات في المعاقل المؤيدة لكينياتا، بينما خرج متظاهرون الى الشوارع في معاقل المعارضة في العاصمة وغرب البلاد.

وأفادت الشرطة عن مقتل متظاهر في حي كيبيرا الفقير في نيروبي، ومسعف كان يضمد جروح أحد المتظاهرين في غرب ميغوري. وارتفعت حصيلة القتلى، خلال الأشهر الأربعة الأخيرة التي سادت فيها الفوضى بسبب الانتخابات، الى 54 شخصا، معظمهم قضوا على أيدي الشرطة، وفقا للمنظمات الحقوقية.

واندلعت الاحتجاجات بعدما رفضت المحكمة العليا طعنين يطلبان الغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26 تشرين الاول، والتي فاز فيها كينياتا، مما يمهد له الطريق لاداء اليمين الدستورية في 28 تشرين الثاني، لولاية ثانية من خمس سنوات.

وقال رئيس المحكمة ديفيد ماراغا عند اعلانه القرار: "قررت المحكمة بالاجماع ان طلبي الطعن لا اساس لهما. نتيجة ذلك، تم تأكيد صلاحية الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26 تشرين الاول (...) واعادة انتخاب الرئيس اوهورو كينياتا".

وكان ماراغا أعلن في ايلول الغاء اعادة انتخاب كينياتا في آب، بسبب حصول "مخالفات وتجاوزات"، وذلك في قرار تاريخي لقي ترحيبا دوليا، واعتبر فرصة لترسيخ الديموقراطية في كينيا. الا ان هذا الحكم الذي شكل احد الانتصارات القليلة لاودينغا لم يؤد سوى الى تعميق الازمة.  

وكان اودينغا اتهم اللجنة الانتخابية بعدم القيام باصلاحات كافية منذ ان ألغت المحكمة العليا نتيجة الانتخابات في 8 آب، بسبب تجاوزات عدة في نشر نتائج التصويت، قبل ان يعلن مقاطعته الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الاول، داعيا مناصريه الى الامتناع عن التصويت. 

وخلال الفترة التي سبقت الانتخاب، غادر مسؤول كبير في اللجنة الانتخابية البلاد، معتبرا ان التصويت لن يكون ذي صدقية، بينما شكك رئيس اللجنة وافولا شيبوكاتي في قدرتها على ضمان صدقية التصويت.

وتخلل اليوم الانتخابي اعمال شغب في معاقل المعارضة، ولم تفتح مراكز الاقتراع في 25 دائرة. وأدت المقاطعة الى فوز كينياتا بـ98,2 بالمئة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي بلغت نسبة المشاركة فيها 39 بالمئة.

ولم يتقدم اودينغا وحزبه ائتلاف "التحالف الوطني العظيم" (ناسا) بطعن في نتائج الانتخابات الثانية، بعكس ما فعله سياسي سابق وناشطان حقوقيان. واشار الطعنان الى مخالفات اجرائية، وبيئة ديموقراطية مسمومة، في وقت شكك شيبوكاتي بنفسه في العملية.

وفي جلسة لم تتعد بضع دقائق، ردت المحكمة العليا في كينيا اليوم الطعنين. وقال اودينغا في بيان ان الحكم "لم يشكل مفاجأة"، ولم يغير موقفه المعارض ازاء حكومة يعتبرها غير شرعية. ورأى ان "القرار اتخذ بالاكراه. نحن لا ندين المحكمة، بل نتعاطف معها".

وما ان انتشرت انباء قرار المحكمة، حتى عمت الاحتفالات معاقل كينياتا. وقال جاكسون مانداغو، حاكم منطقة يواسين غيشو جاكسون: "لينصرف مناصرو "ناسا" الى الحداد بهدوء، ويدعونا نحتفل. المرة السابقة كانوا يضحكون، اليوم جاء دورنا. نحن سعداء، لانه لن تكون هناك انتخابات حتى سنة 2022".  

وقالت ميرسيلاين اكينيي المؤيدة لاودينغا في كيسومو في غرب البلاد، حيث أحرق المتظاهرون سيارة، ان قرار "ماراغا جاء مخالفا لما نريد. كان بامكانهم (قضاة المحكمة العليا) الغاءها، لانها لم تكن انتخابات. لم تجر سوى في اجزاء من البلاد". واضافت: "سننتظر بابا (اودينغا) ليقول لنا كيف نمضي قدما".   

واندلعت صدامات الأحد بعد العثور على 4 جثث في شوارع أحد أحياء الصفيح في نيروبي، عشية قرار المحكمة العليا. وعُثر على الجثث العائدة لـ3 رجال وامرأة في حي ماثاري العشوائي، احدى المناطق التي شهدت أعمال عنف خلال الانتخابات الرئاسية.

وقال قائد شرطة نيروبي جابهيث كومي خلال مؤتمر صحافي إن الجثث الأربع مصابة بضربات بواسطة أدوات حادة، بينما ظهرت جروح على جثة ناجمة عن سلاح ابيض.

وقالت المعارضة ان الجثث تعود لاشخاص قتلوا بالرصاص. واتهم السكان الغاضبون افرادا من قبيلة "كيكويو" التي ينتمي اليها كينياتا، بقتلهم.

وقتل 3 أشخاص على الاقل بالرصاص الجمعة في العاصمة الكينية نيروبي، على هامش تظاهرة للمعارضة منعتها السلطات وقمعتها بعنف. وسقط القتلى خلال تفريق متظاهرين تجمعوا لاستقبال زعيم المعارضة اودينغا العائد من رحلة الى الولايات المتحدة.