"النهار" في كييف...أوكرانيا تمحو إرثها السوفياتي وتتطلع الى أوروبا (1)

عام 1991، صوت أكثر من 90 في المئة من الاوكرانيين عن استقلال بلادهم على الاتحاد السوفياتي المتداعي. ولكن بعد ذلك بـ 26 سنة، لا تزال كييف تجهد للتخلص من ارث تلك الحقبة. وتزامناً مع الحرب غير المعلنة بينها وبين روسيا في الدونباس بشرق البلاد، تنشط على جبهات داخلية. في المناهج والتعليم واللغة، كما في وسائل الاعلام والقوانين والاقتصاد، تخلع أوكرانيا تدريجاً عنها العباءة السوفياتية لا لكونها رمزاً لحقبة غابرة فحسب، وإنما أيضاً لانها تذكرها بروسيا اليوم التي ضمت جزءا من أراضيها واحتلت بالواسطة جزءا آخر. وليس صعباً على من يزور كييف ويلتقي مسؤوليها أن يرصد التصميم الكبير على فتح صفحة جديدة في أحضان أوروبا، وتحت مظلة حلف شمال الاطلسي.في الشكل، بدأت معالم أوروبا الغربية تتسلل الى أوكرانيا. الماركات الاوروبية الفخمة وصلت الى أسواقها، والمصارف الاوروبية فتحت فروعاً لها هناك. ويستخدم الاوروبيون الأوبر وسيلة للتنقل، مثلهم مثل نظرائهم الفرنسيين أو الالمان. الميدانمنذ تفكك الاتحاد السوفياتي، وجهت موسكو اكثر من تحذير مفاده أن ضم حلف شمال الاطلسي جمهوريات سوفياتية سابقة يشكل تحدياً لها وتعدياً على ما تعتبره فناءها الخلفي. لكن تقويضها الشركة بين كييف وأوروبا عام 2014 أثبت أن الكرملين ينوي احباط أي تطلعات اوروبية للدول السوفياتية السابقة. فبعدما الغت ارمينيا فجأة اتفاق شركة سياسية واقتصادية مع بروكسيل في ايلول من ذلك العام بضغط من روسيا، اتخذ الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش قرارا مماثلاً، بضغط واضح من الكرملين الذي سعى الى جذب كييف ويريفان الى اتحاد جمركي أوراسي بزعامته. وذلك القرار أشعل "ثورة الكرامة" التي وضعت كييف على طريق أوروبا في شكل لا عودة عنه، وتحول "الميدان" (مكان الثورة البرتقالية وثورة الكرامة) رمزاً لأوكرانيا الجديدة. في تظاهرات الميدان، حطم...