السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قاوم طوني دقائق قبل أن يسلم الروح... نهاية رحلة صيد مأسوية

المصدر: "النهار"
قاوم طوني دقائق قبل أن يسلم الروح... نهاية رحلة صيد مأسوية
قاوم طوني دقائق قبل أن يسلم الروح... نهاية رحلة صيد مأسوية
A+ A-

يدُ القدر شاءت أن يكون الطريدة. ففي رحلة الصيد انطلقت خرطوشة من بندقية صديقه أصابته في عنقه ليقع أرضاً غارقاً في دمائه. قاومَ دقائق، قبل أن يسلمَ الروح في طريقه إلى المستشفى، هو العريف في الجيش اللبناني طوني مدحت مراد ابن بلدة رأس بعلبك الذي شاء القدر أن يكتبَ الفصل الأخير من عمره بسلاح صديقه الضابط. 


خرطوشة "غادرة"

"عند نحو الساعة السابعة من صباح يوم السبت الماضي حلّت الكارثة على عائلة مراد، فطوني الذي يخدم في قاعدة بيروت البحرية كان يمارس هواية الصيد مع نحو ستة من أصدقائه"، بحسب ما قاله قريبه مختار البلدة سهيل نعوم لـ "النهار"، مضيفاً "كان ابن السادسة والعشرين ربيعاً مع الضابط ا. م.، بينما البقية بعيدون عنهما عندما سقطت البارودة من يد الاخير، حملها ليضعها على كتفه، عندها انطلقت خرطوشة منها، أصابت رقبة طوني، قطعت شريانه الأساسي، الأمر الذي تسببَ بموته".




"الى جوار والدته"

"طوني الذي اشتاقَ والدته، أبكرَ الرحيل، وكأنه أراد ان يبقى بجوارها، فمنذ وفاتِها قبل ستة أشهر وهو يواظب على زيارة قبرها، يبكيها ويحدثها، ربما أشفقَ عليه القدر وقرر أن ينهي معاناته مختاراً إياه كي يبقى الى جانبها"، بحسب ما قاله قريبه وصديقه الياس مراد لـ"النهار". وتابع "قصد طوني البلدة الاسبوع الماضي من أجل أن يقيم جناز الستة أشهر على وفاة أغلى الناس الى قلبه، لكن للأسف كان الموت بانتظاره. رحيله المفاجئ صدم جميع من عرفه فهو شاب محبوب بطيبته وأخلاقه الحسنة".

التحقيق مستمر

قبل يوم من وفاته كان طوني يلعب "الورق" مع الياس وبقية أصدقائه، فبحسب المختار نعوم "علاقة صداقة قوية جمعت الشابين، وعدا عن كونهما ابناء البلدة عينها، فان المعروف عن الياس انه شاب من خيرة الاودام، خلوق ومحبوب، لذلك من المؤكد ان الحادث قضاء وقدر". ويضيف: "فتحت فصيلة رأس بعلبك بداية تحقيقاً بالقضية، وروى الياس ما حصل، لكن بقية من رافقوه وطوني في الرحلة كانوا بعيدين عنهما، لذلك لم يستطيعوا تأكيد الرواية، لينتقل بعدها الملف الى الجيش، الذي أوقف الياس للتحقيق معه".

خسارة كبيرة

كلام نعوم أكده زميله المختار مطانيوس مهنا، إذ قال: "خسرت البلدة زينة شبابها، فطوني معروف بأخلاقه الحميده وحبه للحياة، لم تكن الضحكة تفارق وجهه، خبر وفاته سقط كالصاعقة على الجميع، وقد زاد من هول الفاجعة ان الخرطوشة انطلقت من طريق الخطأ من بارودة شاب قمة في الانسانية والاخلاق، لتصبح المصيبة مصيبتين". وتابع "رحل طوني على غفلة تاركاً والده العسكري المتقاعد في الجيش في حالة صدمه، وشقيقاً وحيداً لا يصدق انه خسر رفيق دربه".

في الأمس ودّعت رأس بعلبك ابنها على أنغام موسيقى فرقة كشافة الجراح، قبل أن يوارى وسط حزن عمّ الجميع، العائلة تقبلَت التعازي ليومين في بلدته على ان تنتقل لجديدة المتن يوم الأربعاء القادم لتتقبل التعازي في كنيسة القديسة ريتا.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم