الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

بوتين "مُتعَب ومتردّد" أمام الترشّح لولاية جديدة... "رحيل النظام" قريب؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
بوتين "مُتعَب ومتردّد" أمام الترشّح لولاية جديدة... "رحيل النظام" قريب؟
بوتين "مُتعَب ومتردّد" أمام الترشّح لولاية جديدة... "رحيل النظام" قريب؟
A+ A-



خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت الأخبار الواردة من روسيا تشير إلى أنّ الرئيس فلاديمير #بوتين لم يكن قد حسم موقفه النهائيّ من الترشّح إلى الانتخابات الرئاسيّة المقبلة والمزمع إجراؤها في آذار من العام 2018. حين زار بوتين #فرنسا في أيّار الماضي، رفض الإجابة عمّا إذا كان ينوي الترشّح لولاية ثانية متحدّثاً إلى صحيفة "لو فيغارو" عن أنّ الوقت ما زال "مبكراً جدّاً" لمناقشة هذه المسألة. وفي تمّوز الماضي، حين كان يجيب على أسئلة تلامذة روس استقبلهم في سوتشي، سأله أحدهم عن مخطّطاته المستقبليّة وعن الموعد الذي سيغادر فيه منصبه. فأجاب حينها: "لكنّني لم أقرّر بعد ما إذا كنت سأغادر الرئاسة". 


"لم أقرّر حتّى إذا كنت سأترشّح أساساً"

بعد حوالي أربعة أشهر، وفي أوائل تشرين الأوّل الماضي، كان الرئيس الروسيّ يتحدّث في منتدى للطاقة حين قال ردّاً على أحد الأسئلة المرتبطة بأفكاره المستقبليّة في هذا المجال: "ليس الأمر أنّني لم أقرّر بعد أي منافس سأواجه، بل إنّني لم أقرّر حتّى إذا كنت سأترشّح أساساً". وأضاف أنّه سيعلن عن رأيه في أواخر تشرين الثاني أو مع بدايات شهر كانون الأوّل. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنّه من المرجّح أن يفوز بوتين بفارق كبير جداً في الجولة الأولى من التصويت لأنّ المنافسين المحتملين، بمن فيهم المعارض الروسيّ البارز أليكس نافالني لا يشكّلون تحدّياً جدّياً له، بحسب ما كتبته وكالة "رويترز".


الإحصاءات غير ثابتة

لكنّ آخرين يرون أنّ بعض الصعوبات قد تعترض فوزاً كاسحاً يتمنّاه بوتين للدخول في ولاية ثانية (رابعة خلال مسيرته السياسيّة). داميان شاركوف من مجلّة "نيوزويك" يشير إلى أنّ ضمّ بوتين للقرم جعل التأييد الشعبيّ له يصل إلى أعلى من 80% منذ ذلك الحين. حتى أنّ بعض المشرّعين الروس اقترحوا أن يتمّ نقل الانتخابات الرئاسيّة إلى اليوم الذي يتزامن مع ذكرى الحدث. غير أنّ الباحث في الشؤون الروسيّة ضمن "معهد براغ للعلاقات الدوليّة" مارك غاليوتي قال للمجلّة نفسها إنّ هنالك مؤشرات حول أنّ فوز الرئيس لن يتحقّق بالأرقام العليا المرجوّة والتي تحصّن هالته الشخصيّة. ويشير إلى إحصاء لمركز "ليفادا" المستقلّ في أيار الماضي، حيث تبيّن أنّ النسبة المؤيّدة له تصل فقط إلى 48%.


"إصلاحات اقتصاديّة مؤلمة"

هذه "مؤشّرات مقلقة" بالنسبة لبوتين ولذلك، سعى الأخير إلى تأجيل إعلانه الترشّح رسميّاً إلى الانتخابات. فهو يريد بحسب غاليوتي أن يحكم في الولاية الثانية لمدّة ستّ سنوات بأكبر مقدار ممكن من الشرعيّة. يضاف إلى ذلك التحسّن الاقتصادي البطيء من الكساد الذي شهدته #روسيا والذي يشكّل هاجساً لدى المواطنين. التأكيد على حصد بوتين لأكبر نسبة ممكنة من التأييد هو ما تطرّق إليه أيضاً موقع "روسيا ما وراء العناوين". فإيغور بونين، مدير عام "مركز التقنيات السياسيّة"، لفت النظر في حديث للموقع إلى أنّ سنة 2018 ستحمل معها "إصلاحات اقتصاديّة مؤلمة" ومن أجل أن يتمّ تنفيذها بنجاح يجب على الأرقام أن "تتحدّث عن نفسها".


"شكّ هائل في قلب السلطة"

في أسوأ الأحوال، لم يشكّك أحد في قدرة بوتين على الوصول إلى الرئاسة ولا حتّى في نيّته حسم ترشّحه في وقت من الأوقات. لكنّ ما نقلته صحيفة "الإندبندنت" البريطانيّة منذ يومين عن مطّلعين روس قد يشكّل صدمة أو أكثر للمراقبين. أوليفر كارول، مراسل الصحيفة من موسكو، نقل عن مصادر قولها إنّ الرئيس الروسيّ قد أخذ بالاعتبار فكرة عدم الترشّح إلى الانتخابات المقبلة. هنالك "شكّ هائل في قلب السلطة"، يخلص إلى ذلك المراسل من المقابلات مع أكاديميّين ولاعبين حكومييين وغير حكوميين في روسيا.


فكّر بالاستقالة العام الماضي

وينقل عن مصادر قولها إنّ فلاديمير بوتين "متعب". هو "متردّد بالانخراط في انتخابات وطنية كبرى – مجدّداً". غليب بافلوفسكي، مستشار سابق للكرملين، تحدّث للصحيفة عن أنّ النظام كان يدخل مرحلة "نهائيّة"، مضيفاً أنّه كيفما قلّبت الصورة، فهذه الحملة هي حول "انتقال إلى روسيا ما بعد بوتين". ونقل المراسل عن "ثلاثة مصادر منفصلة" قولها إنّ بوتين فكّر بالاستقالة في خريف السنة الماضية. لكنّ فوز دونالد ترامب وغياب البديل لبوتين غيّر الحسابات.


مجموعة أسئلة

تكتب أنّا سلايتر في صحيفة "ميرور" البريطانيّة إنّ فلاديمير بوتين سيغادر منصبه للتمتّع بثروته البالغة 212 مليار دولار. لكن بغضّ النظر عن صحّة الرقم من عدمه، يصعب فعلاً الاكتفاء بسيناريو كهذا، لشرح هذه الفرضيّة والمعلومات التي لم تتأكّد بعد. بداية، إنّ احتمالات رحيل الرئيس الروسيّ عن منصبه في وقت ما زال عدد كبير من الملفّات لم يُعالج بعد، تبقى ضئيلة. فالنزاع السوريّ، بالرغم من وصوله إلى مرحلة مفصليّة، ما زالت ملامح التسوية فيه غامضة. ملفّا الدونباس والقرم بدرجة أقلّ، لم يبصرا خواتيمهما. ما يراه بوتين على أنّه توسّع للناتو في أوروبّا الشرقيّة لم يتوقّف كذلك. رفع العقوبات الغربيّة عن موسكو ما زال بعيداً أو أبعد ممّا توقّعه الروس. تحسين العلاقات مع واشنطن دونه صعوبات عديدة. باختصار معظم المرتكزات التي بنى عليها بوتين هالته الشخصيّة لم تتحقّق. قطف الثمار الاقتصاديّة لعدد من صفقات الأسلحة والنفط والمواصلات التي وقّعتها موسكو مع عدد من الدول، لم يأت أوانه.


"حين يرحل الرجل يرحل النظام"

حتى في مجالات لا ترتبط بالسياسة مباشرة، هل يُعقل مثلاً أن يغيب بوتين كرئيس دولة عن افتتاح كأس العالم 2018، المهرجان الكرويّ الذي سيشكّل مطرقة إضافيّة تضرب جدار العزلة حول موسكو منذ ثلاث سنوات؟

قد لا يضطرّ المراقبون للانتظار فترة طويلة كي يعرفوا الجواب على هذه الأسئلة أو غيرها. ومع ذلك، يبقى تحليل سولوفَي حاسماً: "لا يمكن أن يكون هنالك بوتين ثانٍ. حين يرحل الرجل يرحل النظام ... الغراء الذي يمسك الأشياء بعضَها ببعض، فهذا سيختفي أيضاً".


















الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم