الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

البوكمال تنهي "داعش" وليس دور "حزب الله" في سوريا

المصدر: "النهار"
عباس صباغ
عباس صباغ
البوكمال تنهي "داعش" وليس دور "حزب الله" في سوريا
البوكمال تنهي "داعش" وليس دور "حزب الله" في سوريا
A+ A-

ماذا بعد استعادة الجيش السوري و"حزب الله" وحلفائهما السيطرة على مدينة البوكمال السورية على الحدود مع العراق؟ وهل تشكل نهاية هذه المعركة تراجعا لمشاركة "حزب الله" في الميدان السوري وعودته الى لبنان، أم انها محطة ضمن معركة طويلة لا يمكن التكهن بخواتيمها؟ 

معركة جديدة كسبها الجيش السوري وحلفاؤه وهي انتزاع السيطرة على مدينة البوكمال الاستراتيجية في شرق سوريا، بعد هجوم كبير ومضاد بدأ الجمعة الفائت لطرد تنظيم "داعش" منها. وجاء الهجوم بعد استعادة "داعش" المدينة في 13 تشرين الثاني الجاري من الجيش السوري على رغم الاعلان عن تحريرها.

لكن القرار السوري – الايراني الحاسم بالسيطرة على ابرز مدينة حدودية مع العراق كان حاسماً واستدعى الاشراف الميداني من قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني على المعركة التي شارك فيها "حزب الله" والكتائب الموالية لدمشق وابرزها حركات "الفاطميين" و"الزينبيين" و"الحيدريين "، ولم تكن مصادفة ان يعمد الاعلام الحربي التابع لغرفة عمليات الحلفاء إلى تسمية هذه الحركات بالاسم في سابقة منذ بدء الازمة السورية. وللامر بحسب متابعين للشأن السوري دلالات كثيرة منها ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله كان توعد بمشاركة عشرات لا بل مئات الوف المقاتلين في أي معركة مقبلة مع اسرئيل. وقال في "يوم القدس العالمي" في 23 حزيران الفائت ما حرفيته: "إن هناك دولاً قد تدخل بشكل مباشر، ولكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق ومن اليمن ومن إيران ومن أفغانستان وباكستان. من يقول إنه إذا قرر العدو أن يعتدي أو أن يشن حرباً، أن الحرب ستكون مثل عام 2006 وما شاكل؟ كلا اليوم محور المقاومة يتعاطى على اساس أنه معني بمصير واحد (...)".

كلام نصر الله ربما يترجمه التوجه الجديد للاعلام الحربي لتذكير من يعنيهم الامر سواء في اسرائيل او لبنان، بأن "محور المقاومة" بات على امتداد مساحات جغرافية واسعة وسيكون صفاً واحداً في أي مواجهة مقبلة.

لكن ماذا عن دور "حزب الله" في سوريا بعد تحرير البوكمال وربط طريق طهران – بغداد بدمشق ومن ثم ببيروت، وهل ستضع هذه المعركة حداً لمشاركته في الميدان السوري في ظل الضغوط العربية والدولية على لبنان لتنفيذ سياسة النأي بالنفس قولاً وعملاً وليس فقط الاكتفاء بترداد هذا الشعار من دون ترجمة عملية؟

مصادر مقربة من "حزب الله" تؤكد لـ"النهار" ان "تحرير مدينة البوكمال يعني طرد داعش من سوريا وانهاء وجود هذا التنظيم الارهابي بعد 4 سنوات من ارتكاب المجازر في سوريا ولبنان والعراق، ولا يعني البتة نهاية دور المقاومة لان هناك مهمات كثيرة امامها ومنها تنظيف الحدود السورية - العراقية من بقايا الجماعات الارهابية، خصوصاً ان حزب الله والجيش السوري حررا اجزاء كبيرة من البادية السورية وصولاً الى الحدود مع العراق والتقيا بالجيش العراقي والحشد الشعبي في اكثر من نقطة حدودية، عدا ان الميدان السوري لا يزال مفتوحاً ولا يمكن التكهن بنهاية قريبة للمواجهات، لا سيما ان محافظة ادلب لا تزال تحت سيطرة الجماعات الارهابية". وتلفت تلك المصادر الى ان "المعركة ستستكمل لان المؤامرة لا تزال مستمرة ضد سوريا، وعليه فإن المعارك المتواصلة في اكثر من منطقة ومحافظة سورية ليست سوى جزء من الحرب على الاراضي السورية كافة وصولاً الى الحدود مع فلسطين المحتلة وكذلك الحدود السورية - اللبنانية بالقرب من جبل الشيخ وشبعا".

اذاً لا اعلان قريبا لانسحاب "حزب الله" من سوريا بخلاف التفسير لعبارة وردت في خطاب نصر الله في "يوم الشهيد " عندما قال: "في سوريا المعركة تقترب من نهايتها".

وفي الخلاصة لا يبدو ان الحزب في وارد الانسحاب من الميدان السوري او غيره من الميادين الاخرى على رغم اشتداد الضغوط على لبنان، وآخرها قرار جامعة الدول العربية الذي وصف الحزب بـ"التنظيم الارهابي" ودعا الى وقف تدخلاته في الدول الاخرى.

[email protected]

@abbas_sabbagh



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم